جريدة الديار
الخميس 13 نوفمبر 2025 05:50 صـ 23 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الخميس شيخ الازهر يعزي الجمهورية التركية في ضحايا تحطُّم طائرة شحن عسكرية كلية حقوق المنصورة تنظم يومًا بيئيًا للابتكار الطلابي والتوعية بمفاهيم الاستدامة وترشيد الاستهلاك تفاصيل وضع التعليم ”نيو كابيتال” تحت الإشراف المالي والإداري بسبب مخالفات ضد الطلاب رئيس الجمهورية يصدر قانون الإجراءات الجنائية الجديد بعد موافقة مجلس النواب .. وزوال أسباب الاعتراض عليه جريمة كرموز: مهندس يلقى مصرعه بعد إطلاق النار عليه بلا رحمة الإسكندرية تشهد معجزة طبية: إنقاذ حياة عامل علقت يده في مفرمة لحوم إنقاذ شاب سقط من كوبري عباس إلى مياه النيل بمعجزة وزير الخارجية المصري يصرح: الدولة المصرية قادرة على حماية حدودها وأمنها القومي رأس المال الطبيعي: كيف يمكن لمصر استثمار تنوعها البيولوجي في الاقتصاد مدرسة تحولت إلى مسرح جريمة: خفير يقتل عاملاً في الطالبية وثائق مسربة تكشف عن لقاءات سرية بين جيفري إبستين وجاسوس إسرائيلي

عمر محمد الشريف يكتب :بسيون وأم كلثوم حب من طرف واحد

عمر محمد الشريف
عمر محمد الشريف

الست أم كلثوم أو فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، سيدة الغناء العربي، ولدت في قرية طماى الزهايرة مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية سنة 1898م، والدها الشيخ إبراهيم كان مؤذن القرية وقيل كان يعمل منشداً في الموالد والليالي، شجعها والدها على الغناء، وكان أول أجر لها طبقاً من الأرز بالحليب، والثاني عشرة قروش.

في عشرينيات القرن الماضي التقت بالصدفة بالمطرب والملحن المعروف الشيخ أبو العلا محمد على محطة قطار مركز السنبلاوين، هرولت إليه فنصحها بالسفر للقاهرة واختصها بالعناية والرعاية حتى وفاته في 5 يناير 1927م، وغنت له قصائد كثيرة، وكان ابن بسيون الدكتور أحمد صبري النجريدي صديقاً للشيخ أبو العلا، كما تعرفت على الشاعر أحمد رامي وكان من عشاق صوتها.

وقع في غرامها ابن بسيون النجريدي، والذي كان يعمل طبيبا للأسنان وله عيادة خاصة في طنطا، عشق النجريدي الموسيقى والتلحين كهواية حتى أصبح يمارسها، فكتب كلمات بعض الأغاني، كما لحن لمشاهير الغناء منهم منيرة المهيدة وفتحية أحمد.

أعجب النجريدي بأم كلثوم خلال إعداده لعدة ألحان لها، حيث لحن لها عدد كبير من الأغاني، ونقلها من القديم للحديث، فكان أول ملحن يلحن لأم كلثوم ألحانًا خاصة بها، وله دور في ثقل موهبتها.

النجريدي لحن لها قصيدة الشاعر الكبير علي الجارم "مالي فتنت بلحظكِ الفتاك"، والذي كان من أوائل الشعراء المصريين المعاصرين الذين تعاملت معهم أم كلثوم وكذلك الشاعر أحمد رامي، وقد غنت له عدة أبيات فقط من تلك القصيدة الطويلة في عام ۱۹۲۹م، كما سُجلت القصيدة في العام نفسه على أسطوانة جرامفون، ومنها:

مالي فتنت بلحظكِ الفتاك ... وسلوت كل مليحة إلاك يسراك قد ملكت زمام صبابتي ... ومضلتي وهداي في يمناك فإذا وصلت فكل شيء باسم ... وإذا هجرت فكل شيء باك هذا دمي في وجنتيك عرفته ... لا تستطيع جحوده عيناك لو لم أخف حر الهوي ولهيبه ... لجعلت بين جوانحي مثواك إني أغار من الكئوس فجنبي ... كأس المدامة أن تقبل فاك لك من شبابك أو دلالك نشوة ... سحر الأنام بفعلها عطفاك

كما لحن النجريدي لها مونولوجاً باللهجة العامية كتبه الشاعر أحمد رامي، بعنوان "خايف يكون حبك" وتقول كلمات هذا المونولوج : خايف يكون حبك في شفقة على ... وأنت اللى فى الدنيا ضي عيني شفت إني مغرم بهواك ولا بسلاك ... راضي بجفاك وبرضاك خالص النية صعبت ياروحي عليك وده يرضيك ... مادام حياتي في أيديك حن على أنا اللى عارف مقدارك وطايق نارك ... وراضى غلبك ومرارك رقي شوية

ومن الأغاني التي لحنها النجريدي لأم كلثوم: "كم بعثنا النسيم سلاما" و "الفل والياسمين والورد" و"أنا على كيفك" و "طلع الفجر" و "يا كروان و النبي سلم " .

تلك اللقاءات المتعددة التي تمت بينه وبين أم كلثوم أثمرت عن قصة حب رومانسية كثيراً ما عبر عنها النجريدي في العديد من ألحانه التي قدمها لها بعد أن هجر الطب من أجلها، إلا أن هذا الحب لم يلق هوى أم كلثوم، رغم انه يعتبر أول حب في حياتها جعلها تعيش لأول مرة مشاعر الأنوثة بداخلها.

رفضت سيدة الغناء العربي طلبه بالزواج منها، مما أثر على النجريدي وأدخله في مرحلة من مراحل الاكتئاب الشديد، فانسحب من حياتها واختفى من ساحة الفن بعد قصة حب من طرف واحد.