جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 08:26 مـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تعرف على خطورة عقوق الوالدين وأضراره على الإنسان

أرشيفية
أرشيفية

عقوق الوالدين ندم عظيم وحسرة كبيرة في الدنيا والأخرة لما فيه من أضرارٌ وأخطارٌ بعضها في الدنيا، وأخطرها وأعظمها في الأخرة، وقد جاءت أضراره وأخطاره في الشريعة الإسلامية.

وأوضح مسعد أحمد سعد الشايب دكتور التفسير وعلوم القرآن ومن علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ، أن عقوق الوالدين نوعٌ من ضرب عرض الحائط بآيات القرآن الكريم وأحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم) اللذين حضا وحثا على برّ الوالدين والإحسان إليهما، وكأن العاق لوالديه شبيهًا بالمكذب لآيات القرآن الكريم، وأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين، ولا ننس قول الله (عزّ وجلّ) إذا كانت العبرة في القرآن الكريم بعموم اللفظ لا بخصوص السبب: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا}[الفرقان:30]، وقوله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى}[طه:124ـ126].

وأكد ، أن عقوق الوالدين سببٌ من أسباب محق البركة (في المال، العمر، الولد، العلم...الخ) وذهابها وضياعها في الدنيا، قال (صلى الله عليه وسلم): (مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) (رواه أحمد)، وقال (صلى الله عليه وسلم): (كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مَا شَاءَ مِنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ) ( مستدرك الحاكم).

وتابع ، عقوق الوالدين يستجلب سخطهما على ابنهم دنيا وأخرة، وسخطهما يستجلب سخط الله على العبد دنيا وأخرة، كما أن رضاهما من رضا الله (عزّ وجل)، قال (صلى الله عليه وسلم): (رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الوَالِدِ، وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ) (رواه الترمذي) ،وعقوق الوالدين يعرض الولد لدعاء والديه عليه، ودعائهما مستجابٌ ولو كان بغير وجه حق، قال (صلى الله عليه وسلم): (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ) (رواه أبو داود). وأوصى الدكتور مسعد ، ببرُّ الوالدين والإحسان إليهما لانه بابٌ من أبواب الجنة، والعقوق يضيع هذا الباب يوم القيامة، قال (صلى الله عليه وسلم): (الوَالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ البَابَ أَوْ احْفَظْهُ) (رواه الترمذي)، قال (صلى الله عليه وسلم): (لَا يَلِجُ حَائِطَ الْقُدُسِ (الجنة) مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَلَا الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَلَا الْمَنَّانُ عَطَاءَهُ) (رواه أحمد) وأضاف ، عقوق الوالدين حسرة وندامة لما يترتب عليه من فوات الثواب العظيم والأجر الكريم لبر الوالدين والإحسان، ولا ننس قول الحق تبارك وتعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}[الفرقان:27]، فالآية تفيد تحسر الظالمين بسبب ما رأوه من النعيم المقيم والأجر العظيم الذي فاتهم، ولا شك أن العاق لوالديه ظالم لنفسه ولوالديه، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما تقدم ، عقوق الوالدين يعدُّ إنكارًا لفضلهما وهو في نفس الوقت إنكارٌ لفضل الله (عزّ وجلّ)، فعن ابن عباس (رضي الله عنهما): (ثَلَاثُ آيَاتٍ نَزَلَتْ مَقْرُونَةً بِثَلَاثٍ لَمْ تُقْبَلْ مِنْهَا وَاحِدَةٌ بِغَيْرِ قَرِينَتِهَا.

إحْدَاهَا: قَوْله تَعَالَى: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ}[النساء:59] فَمَنْ أَطَاعَ اللَّهَ وَلَمْ يُطِعْ رَسُولَهُ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ. وَالثَّانِيَةُ قَوْله تَعَالَى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}[البقرة:43] فَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يُزَكِّ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ. الثَّالِثَةُ قَوْله تَعَالَى: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}[لقمان:14] فَمَنْ شَكَرَ اللَّهَ وَلَمْ يَشْكُرْ وَالِدَيْهِ لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ) .

أسرة الموسيقار عمر خورشيد تتلقى العزاء بعد أربعون عاما على وفاته