جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 01:45 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جيهان عجلان تكتب من أكبر الحسنات !

جيهان عجلان
جيهان عجلان

عزيزي القارئ إن كل القربات التي تُقْبلُ بها على باب ربك طالبا عفوه وغفرانه فهي حسناتٌ ، وقد جعل الله الاستغفار من أكبر الحسنات ؛ لأنه يُخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحمود ، ومن العمل الناقص إلى العمل التام ، كما إنه يرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى والأكمل ، فتجد العابد لله في كل وقت يتقرب فيه من ربه تُحلق حوله حلقة من نور ويبصر بقلبه حقائق الأمور ، ويتعلق قلبه بالله ، وتزداد بصيرته نورا ، فتتفتح له مُغلقات الأمور ،وتسهل له كل صعاب تكدر عليه السرور . إن الاستغفار في كل وقت يجلب الخيرات ويدفع المضرات فباستغفارك تمحو عثراتك وذنوبك ؛ حيث أن الاستغفار يُعرف بأنه طلب المغفرة من الله عز وجل، والتوسل إليه لمحو الخطايا والذنوب، ولهذا حرص الرسل والأنبياء على الاستغفار وطلب الرحمة من الله تعالى، وأول من طلب المغفرة من الله هو سيدنا آدم عليه السلام وحواء عندما عصا ربهما وأكلا من الشجرة كما ورد

في الذكر الحكيم " فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37).البقرة

" قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23) الأعراف

أي أنهما طلبا من الله العفو والمغفرة باستغفارهما لله بكلمات علمها الله لأدم وتقبل منه توبته هو وزوجته حواء
لهذا يعد الاستغفار طلب للمغفرة، والمغفرة هي وقاية شر الذنوب مع سترها بعفو الله تعالى

وقد حث الله عز وجل عباده على الاستغفار؛ لأن فيه خير كثير "وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52) هود
بالاستغفار تُغيث السماء قحطكم ويرزقكم الله تعالى العافية والقوة ويتوب عليكم

"فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) النصر

أي اذكر ربك واستغفر من ذنبك فأنه تواب رحيم
وكان النبي صل الله عليه وسلم يكثر من الاستغفار، فكان يستغفر الله بعد كل صلاة، وكان يستغفر في المجلس الواحد أكثر من سبعين مرة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال صل الله عليه وسلم "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أبو داود.

إن الاستغفار يعد من أعظم أنواع الذكر، ومعناه طلب المغفرة، وسيد الاستغفار هو أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت
وللاستغفار ثمرات طيبة منها الغفران من رب الرحمة لقوله تعالى "وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا (110) النساء
أي من يعمل سوء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله استغفار التوبة الذي لا يعود بعدها للذنب أبدا ،فيجد الله غفورا رحيما .
كما يعد الاستغفار سببا في رفع العذاب لقوله تعالى "وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) الأنفال

وعن أبى هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صل الله عليم وسلم يقول : « والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
أعزائي القراء هذا رسول الله صل الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه يستغفر الله أكثر من سبعين مرة في اليوم اللهم اجعله لنا أسوة حسنة وارزقنا حسن اتباعه .
وفي الاستغفار متاعا حسنا إلى أجل مسمى لقوله تعالى "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (3) هود
أي اعملوا أيها الناس من الأعمال ما يرضي ربكم عنكم، فيستر عليكم عظيمَ ذنوبكم ثم ارجعوا إلى ربكم بإخلاص العبادة له
أعزائي القراء استغفروا الله في كل وقت وحين وعمروا قلوبكم بذكر الله لقوله تعالى
"وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (106) النساء
"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28) الرعد