جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 06:56 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

متحف العربات الملكية في حي بولاق وتراث مصر الجميل

العربات الملكية
العربات الملكية

بالقرب من جامع السلطان أبوالعلا بحي بولاق يقع متحف العربات الملكية الذي شيد في عهد الخديوي إسماعيل « 1863 - 1879» و تمت إضافة بعض التعديلات إليه في عهد الملك أحمد فؤاد الأول « 1917 - 1936 » .

المتحف بمثابة اسطبل للخيول و لحفظ العربات الملكية . يضم المتحف مجموعة من العربات من طرز مختلفة و مجموعة نادرة من الملابس الخاصة بالتشريفات . تزين جدران المتحف مجموعة نادرة من الصور الزيتية لبعض أفراد الأسرة المالكة لكن كل هذه المشاهد السابقة ما هي إلا حطام و أطلال بسبب النظام السابق الذي أراد ترميم المتحف إلا أنه جعل منه « خرابة » لا تسر الناظرين .

تشكيلات معمارية و كرانيش كبيرة بارتفاع 15 مترا عن سطح الأرض و حليات هندسية رأسية و نماذج لرؤوس الأحصنة يشرح فيها التشريح العضلي للحصان بالحجم الحقيقي للرأس و تحلي هذه الرؤوس بأوراق نباتية و زهور، داخل مبني ضخم تحمل واجهته ملصقات انتخابية و بابا حديديا كبيرا و نوافذ بالية . و عندما تطرق أبوابه تجد فناءا واسعا إلا أنه لايوجد به ما يدل علي أنه متحف العربات الملكية حيث لا يوجد داخله سوي 3 حراس لا يفقهون شيئا عن المتحف:« بنيجي الصبح في مواعيدنا.. و نقعد و خلاص » هذه كلمات حراس المتحف الذين رفضوا ذكر أسمائهم و عندما توجهت إليهم بالسؤال حول معلوماتهم عن المتحف وجدتهم لا يعلمون أي شيء، ربما لم يجذبهم ما تحمله مخازن المتحف للفضول نحو معرفة تاريخ هذه العربات التي قالوا عنها « العربات الملكية حبة هنا و حبة هناك » في إشارة من جانبهم إلي انتقال جزء من العربات إلي قلعة محمد علي باشا بمنطقة القلعة و الآخر في المخزن فلا يتم الإفراج عنها لتصبح مادة سياحية تضيف دخلا جديدا لمصر.

متحف العربات الملكية بدأ ترميمه في عام 2003 و مازالت هذه الترميمات مستمرة حتي الآن و لم يتم افتتاحه حتي الآن و ربما يكون اندلاع ثورة 25 يناير و ما تلاها من اضطرابات قد ساهم في إخفاء ما يحاط بهذا المتحف من ديون أوقفت الإعلان عن انتهاء ترميمه و يتم التحجج بعدد من الحجج للتمويه عن حجم الديون المستحقة للشركة الخاصة بالترميم .

”معالم مصر المنسية”.. مسجد شاهين الخلواتي بجبل المقطم

و رفضت الشركة استكمال المشروع حتي يتم دفع مستحقاتها عن المرحلة الأولي فقط دون البدء في المرحلتين المتبقيتين و ربما أيضا حجم البلبلة في قطاع الآثار خاصة و مصر بشكل عام قد أثرا علي افتتاحه .

و عودة إلي الماضي نجد أن المتحف كان عبارة عن عربات و اسطبلات خيول و حجرات خاصة بإعداد أطقم الخيل بالإضافة إلي سكن لمبيت سائقي العربات و مكاتب و حجرات خاصة بالإسعاف في عام 1969 و قامت محافظة القاهرة بالاستيلاء علي مساحة كبيرة من المباني و حولتها إلي جراج تابع لها بحسب رواية أحد مفتشي الآثار .

كما يحتوي المتحف علي حوالي 78 عربة ملكية ذات قيمة تاريخية عالية . 22 نوعا منها هدايا من دول أوروبية لحكام سابقين ابتداءا من عصر الخديوي إسماعيل و حتي عصر الملك فاروق الأول . أهم هذه العربات عربية « الآلاي » الكبري التي أهداها نابليون الثالث و الملكة أوجيني للخديوي إسماعيل عند افتتاحه قناة السويس عام 1869 م و التي استخدمها الخديوي في زفافه فضلا عن استخدام الركائب في عهد الملك أحمد فؤاد الأول لنقل سفراء الدول الأجنبية . هذا بالإضافة إلي 7 فتارين و 20 دولابا من الخشب و الزجاج لحفظ الملابس الخاصة بالتشريفات و الأطقم الجلدية المختلفة و مستلزمات من أدوات الزينة الخاصة بالخيل .

في حال إعادة افتتاح المتحف و لمن يرغب في الزيارة العنوان بالتفصيل : شارع 26 يوليو بالقرب من جامع السلطان أبو العلا – بولاق أبو العلا