جريدة الديار
الأربعاء 9 يوليو 2025 09:39 صـ 14 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تعرف على قصة صاحبة قصر المجوهرات الملكية الأميرة فاطمة حيدر وأسرار وحكايات

قصر المجوهرات بمنطقة زيزينيا بالإسكندرية ، هو أحد التحف المعمارية الفريدة المشيدة على الطراز الأوروبي . كان المبنى في الأصل قصرًا للنبيلة "فاطمة الزهراء" إحدى نبيلات أسرة محمد علي باشا . ويضم القصر الأسطوري العديد من المقتنيات والمجوهرات والتحف الفنية النادرة الخاصة بأسرة محمد علي . لكن ربما لا تعرف عزيزي القاريء ، أن هناك قصة حزينة وراء هذا القصر وصاحبته الاميرة فاطمة حيدر ، نقصها عليكم من خلال السطور التالية .

ولدت الاميرة فاطمة حيدر عام 1903 في باب اللوق ، والدها هو الأمير على فاضل حيدر وكان رحالة كثير السفر يهوى الشعر والأدب، وحصل على جائزة من فرنسا عن ترجمته لجزء من القرآن إلى اللغة الفرنسية ، ووالدتها هي السيدة زينب فهمي وهي التي قامت بتشييد هذا القصر عام 1919م ولكن القدر لم يمهلها لإتمام تشييد القصر وذلك بعد ان وافتها المنية عام 1921 ، فقامت الاميرة فاطمة ذات الثمانية عشر ربيعا باستكمال بناء القصر ، لذلك نجد الحرفين"FH"على مواضع كثيرة من القصر والمقتنيات الخاصة بها .

تزوجت الأميرة فاطمة من محمد فايق يكن عام 1927 ورزقت منه بثلاثة أبناء : فاضل وفايز وفايزة . ظل القصر مقراً لإقامتها هى وزوجها وأبناءها الثلاثة حتى قامت حركة يوليو 1952م ، فتم مصادرة القصر بعدها وقدر ثمنه وقت ذاك بمائة ألف جنيه، كما قدرت ثروتها كاملة والمكونة من قصر زيزينيا وفيلا فى الهرم ومدرسة في مغاغة وأثاث وتحف وقطعة أرض بـ 169 ألف جنيه . تم منها سداد حوالي 15 ألف جنية لمصلحة الضرائب المصرية وقد تقرر لها مصروف شهري قيمته حوالي 50 جنية مصري من قبل وزارة الخزانة ، يخصم منها ضرائب بقيمة 27 جنية للضرائب وقد أعطت لها الدولة الحق في الإقامة في قصر زيزنيا باعتبارها مستأجرة له .

عام 1953 تقدمت الاميرة بطلب إلي وزارة الخزانة برفع مصروفها الشهري ، فقد بلغت الاميرة الخمسين عاما وكانت مريضة بالقلب وبالفعل تم رفع الراتب الشهري إلي 125 جنيه ، وقتها لم تستطع تحمل نفقات القصر والخدم وعمال الحديقة ، فكان راتبهم الشهري يبلغ أكثر من 90 جنيه ، فقامت بغلق الأدوار العلوية للقصر وافترشت "البدروم" الخاص به للعيش فيه هي وأسرتها وأولادها .

عام 1963 قامت الاميرة فاطمة بتسليم القصر للدولة بعد أن أرهقها ماديا ، فاعطتها الدولة شقة على النيل عوضا عن القصر واعتبرتها مستأجرة لها من شركة مصر للتأمين ولكن بعد عدة سنوات ومع ارتفاع الأسعار قامت الاميرة بترك الشقة خاصة مع تعرض والدها وابنتها للوفاة وانتقلت للعيش مع حفيدها يتيم الأم في بيته وقامت بتربيته حتى توفيت عام 1983 عن عمر يناهز ال 80 عام .

استخدم القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية، حتى تحول إلى متحف يضم مجوهرات عائلة محمد علي بقرار جمهوري عام 1986 .