جريدة الديار
السبت 4 مايو 2024 11:33 مـ 25 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اكرامي هاشم يكتب: إيطاليا تتجه نحو إعاده التشغيل لإمتصاص الغضب الشعبي 

يبدو أن الحكومه الايطاليه بقياده ماريو دراجي قد استشعرت الخطر القادم نتيجه طول فتره الإغلاق الثانيه و التي استمرت لأكثر من شهر محاوله السيطره علي و كبح انتشار العدوي بفيروس كورونا في البلاد و محاوله ايقاف الموجه الثالثه من الفيروس و التي رأها البعض و خاصه المسؤولين الصحيين غير كافيه و كثيرا ما طالبوا بإجراءات أكثر صرامة نتيجه الضغط علي وحدات العنايه المركزه بالمستشفيات و قد حاولت الحكومه أن تمسك العصا من المنتصف بأن اتخذت إجراءات أقل صرامه لاتاحه الفرصه لدفع عجله الاقتصاد و لكن مع تنامي الاحتجاجات الشعبيه خاصه من قبل فئات الانشطه الترفيهيه و السياحيه و خاصه قطاع المطاعم الذي يشكل جزءا كبيرا من الاقتصاد الايطالي و يستوعب ملايين الوظائف للايطاليين استشعرت الحكومه بالخطر خاصه مع تنامي الانتقادات الحزبيه للحكومه و التي رأت الأحزاب المعارضة أن حكومه دراجي لم تقدم جديدا يختلف عن سابقتها بقياده جوزيبي كونتي و مطالبه بعض الأحزاب بسحب الثقه من وزير الصحه الايطالي سبرانزا و شهدت ايطاليا في الاسابيع الاخيره موجه من الاحتجاجات و بعضها تحول الي اشتباكات مع قوات الأمن نتيجه تردي أوضاع قطاع كبير من المشغليين في قطاعات السياحه و المطاعم و الترفيه و علي الرغم من ضخ ما يقرب من 33 مليار يورو لمساعده تللك القطاعات إلا أن المستفيدين رأوا أنها ليست كافيه لتعويضهم عن خسارتهم و هنا اضطرت الحكومه الي عدم اكمال خطه الإغلاق التي كان مقررا لها أن تستمر حتي شهر مايو في محاوله لإنقاذ من يمكن إنقاذه و قررت البدء فيما أسمته اعاده الفتح التدريجي و الذي يبدأ من يوم 26 ابريل و هو تحويل معظم مناطق ايطاليا الي المنطقه الصفراء و السماح بحريه التنقل بين الأقاليم المختلفه و السماح للمطاعم باستئناف أنشطتها و لكن مع الإبقاء علي حظر التجول بعد الساعه العاشره ليلا و هو الأمر الذي أثار استغراب المحليين و الذين يرونه أنه قرار يناقض نفسه و نوع من أنواع التخبط في اتخاذ القرار و لم يرضي أيضا الفئات المحتجه خاصه أن أنشطتهم تعتمد بشكل أساسي علي التشغيل ليلا  و يري البعض القرار علي انه رشوه اجتماعيه من الحكومه لتهدئة التوتر و الاحتقان الشعبي المتنامي و التي تخشي الحكومه خروجه عن السيطره فكان القرار بإعادة الفتح لكن دون رؤيه علميه حقيقية خاصه في ظل تباطؤ حمله التطعيمات في البلاد و يبدو أن ايطاليا ستكون في الايام المقبله علي سطح صفيح ساخن..