جريدة الديار
الإثنين 23 يونيو 2025 05:42 صـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خبراء لـ«الديار»: الضربة العسكرية لسد النهضة أمر حتمى

سد النهضة
سد النهضة

لاتزال أزمة سد النهضة مصدر قلق للمصريين رغم قيام الرئيس السيسي ببث الطمأنينة داخل نفوس المصريين ، حيث وجه سيادته كلمة للمصريين من خلال احتفالية المؤتمر الأول لمبادرة حياة كريمة لتطوير الريف المصري قائلا "لا تقلقوا من شيء ومن فضلكم عيشوا حياتكم".

تعنت إثيوبي وتروي مصرية 

وفي ذلك الصدد وصف د.عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أزمة سد النهضة بأنها "مزيد من التعنت  الإثيوبي يقابله تروي مصري في المواجهة".

وعن مخاطر توجيه الضربة العسكرية للسد يرى «ربيع» أن المفاوض لابد أن يقيس حجم الضرر بحجم الفائدة متسائلاً  العطش أم العقوبات؟ وبكل تأكيد سيكون اختيارنا العقوبات.

 ونوه «ربيع» إلى أحساس المصريين بالقلق قائلا "الناس حاسة بقلق ٧٨%من المياة الموجودة في مصر تستهلك في الزراعة ومعني استكمال بناء السد تدمير الزراعة والحيوانات في مصر ".

وعن الدور الأمريكي في حل الأزمة أكد «ربيع » على أن الدبلوماسية الأمريكية تمارس نوع من أنواع المماطله ،فإذا تم مقارنة إدارة بايدن للأمور بإدارة ترامب فهناك عدم إحساس وتقدير للموقف المصري.

واستنكر «ربيع» الموقف العربي الذي يختلف في السر عن العلن 

ففي جامعة الدول العربية يتفق الجميع على دعم مصر،و خلال المباحثات السرية نجد قطر وغيرها يدعمون إثيوبيا ، وفي النهاية ماهو معلن يختلف عما ينفذ على الأرض.

 وأنهى« ربيع » كلامه مؤكدا على أن المشكلة كلها متعلقة بمصر وخضوعها للمماطلة والتسويف بالوقت وعدم الاتعاظ من دروس الماضي فنحن اضاعنا 10سنوات هباء .

طمأنة المصريين وردع إثيوبيا

أكد طارق فهمى، الخبير في العلاقات الدوليّة، دراسات الأمن القومى على استمرار المفاوضات مع الجانب الأثيوبي و طرح رؤية مصر التفاوضية.

وأشار«فهمى» إلى أن السيد الرئيس حدد ٣خطوات أولهم الرسالة الطمينية من خلال بث الطمأنينة في نفوس المصريين ،والتى مفادها أنه لا أحد سيجور على حقوق مصر المائية ،وان المياه خط أحمر.

واضاف «فهمى»النقطة الثانية أن مصر أحاطت مجلس الأمن بالموقف الأثيوبي والهدف منه إمداد الأمم المتحدة والمجتمع الدولى بالموقف المصري التفاوضي.

وتابع «فهمى»النقطة الثالثة نقل رسالة بأنه هناك خط أحمر لحدود الأمن القومى المصري، فالرئيس لم يذكر مشروع السد الأثيوبي ولكنه ربطه بعدم الاقتراب أحد .

 وأشار «فهمى» إلى أن هناك إجراءات لم يخض فيها الرئيس لأعتبارات متعلقة أن حديثه عن الموجه المفتوحة وأنه لايريد التحدث بالتفاصيل .لكن رسالة الطمينات وصلت للمصريين وبالتالى دعى الجميع للهدوء وهنا سيبقي الملف في إطاره السياسي بالرغم أن جميع الحضور في الاستاد و قبل حديثه رددوا اضرب ..اضرب ..ياريس

وبالتالى في رسالة مهمة فالحاضرين قبل كلمة الرئيس لم يدعوه الا لخيار المواجهه ، هو ربط أن قرار الحرب أو المواجهة ليس سهلاً في ظل ما تقوم به الدولة من مشروعات بناء بالتالى الموضوع لا يزال في إطاره التفاوضي وأن مصر ستحمي حقوقها المائية ولن يقترب أحد من هذا الأمر بصورة أو بأخرى. 

واستكمل «فهمي»كلامه قائلا "كما هى رسالة تطمئن المصريين فهى رسالة ردع للجانب الأثيوبي بضرورة الالتفات لتوقيع اتفاق ملزم ولايزال الرئيس يدعو لتوقيع اتفاق ملزم لجميع الأطراف". 

وعن دور الامريكان في حل الأزمة قال «فهمى» نحن لا نعول عليهم في حل تلك الأزمة فزيارة المبعوث الأمريكي جيفرى فيلمان للقرن الافريقي لم تأتى بجديد ولم يطرح الأمريكان اى حلول كما أن مجلس الأمن لم يكن له دور .

وإذا أرادت الإدارة الأمريكية الحل لكانت فرضته على الأطراف المختلفة فكان هناك فرصة للدعم وتقديم حلول من خلال زيارة المبعوث الأمريكي للثلاث دول وزار إريتريا معاهم ولكنه لم يطرح شي جديد".

واما الدور العربي فوصفه«فهمى» بأنه رمزى ويبقي في إطار والمجموع العربية سواء في الأمم المتحدة أو اجتماع مجلس خارجية العرب في الدوحة وله دلالات رمزية أكتر منه أداء فعلى .

إسرائيل وتأجيج الحرب

بينما لفت الدكتور جلال الزناتي٬ أستاذ التاريخ السياسي بجامعة القاهرة٬ إلى ان الرئيس عبدالفتاح السيسي جاء من مؤسسة تعتمد على المعلومات الدقيقة فهو رجل أمن قراراته لا تصدر بعشوائية ويرى بان كلمته بها تحفظ ولكنه أراد أن يطمئن الشعب المصري وبأن الموضوع في طور الحل في المرحلة القادمة وأنه لا يوجد للدولة المصرية التحرك عسكريا وبان الجهود الدبلوماسية هيا الحل الأمثل للأزمة

وفي حالة فشل الحل الدبلوماسي يستبعد الزناتي٬ التدخل العسكري نظرا لتواجد مصالح مشتركة ما بين الدول الكبرى سواء الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين أو روسيا والقارة السمراء.

ويري أستاذا التاريخ السياسي٬ دخول أطراف دولية لحل أزمة سد النهضة والتعنت الإثيوبي على أن يكون الحل على المدى القريب.

وأوضح الزناتي٬ بان الاضرار التي ستعود على مصر من الملء الثاني للسد ستكون بعد أعوام لافتا بان للوصول إلى الحل العسكري يجب أن يكون هناك ضرر فعلي وليس ضرر متوقع.

وعن الدور الأمريكي أكد الزناتي بأن الولايات المتحدة تمتلك العصى السحرية لحل تلك الأزمة خاصة بأن روسيا حاولت أن تجد لنفسها مكان في القارة الأفريقية "أفريقيا الوسطى"٬ فروسيا لها مصالح مع مصر خاصة مشروع الضبعة والاستثمارات للدولة المصرية الجديدة والجمهورية الثالثة ولكنها في الوقت نفسه قامت بتوقيع اتفاقية عسكرية مع الجانب الإثيوبي.

ولفت الزناتي بان اسرائيل تلعب في تأجيج الأوضاع في حرب محتملة في المنطقة بهدف إيقاف مسيرة التنمية ولما لها مصالح مشتركة مع الجانب الإثيوبي.