جريدة الديار
الثلاثاء 7 مايو 2024 09:01 صـ 28 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

اللعبة الأمريكاني! بقلم الحسين عبدالرازق 

 في التاسع من إبريل عام ٢٠٠٣ بثت القنوات وشاهدنا، جنود ومصفحات ودبابات أمريكية تسرح وتمرح في أرجاء عاصمة الرشيد، كان المشهد مذهلاً لكل من رأوه، موجعاً لقلب كل من شاهدوه، وقف الجميع أمامه فاغري الأفواه مشدوهين غير مصدقين، كيف يحدث هذا لبغداد، وكيف يتثني لنا أن نصدقه؟!
أين جيش العراق المليوني؟  
أين قوات الحرس الجمهوري؟ 
أين فدائيو صدام؟
بل أين إختفي صدام ؟!
لقد خلا المشهد تماماً من كل هؤلاء، لا يوجد أمامنا سوي جنود أمريكا، وبعض من لف لفهم من العراقيين المعارضين 
ربما للنظام الذي هوي، يحاوطون التمثال الشهير لصدام بساحة الفردوس، إحاطة السوار للمعصم بعد أن وقف وحيداً في وسط الميدان، وكأنه أسير قد وقع لتوه في شرك أعداءه!

المشهد تكرر بالأمس، وكأن عجلة الزمن عادت بنا ثمانية عشر عاماً إلي الوراء ...
قطعت القنوات بثها لتذيع لقطات دخول ميليشيات حركة طالبان إلي قصر الحكم في كابول، في غياب تام لقوات الأمن، والجيش، والرئيس الأفغاني، والجنود الأمريكان كمان !

أفهم أن يغيب الجيش الأفغاني 
( أكثر من300 ألف مقاتل ) أو يختفي أو يتبخر، ولكن ما لم أفهمه هو الغياب الكامل للجنود الأمريكان، رغم وجود الآلاف منهم داخل مدينة كابول وحدها!
فهل كان غيابهم عائد لانشغالهم بتأمين إجلاء الرعايا، والموظفين، وباقي أعضاء السفارة عن البلد؟ 
إن عملية الإجلاء هذه، لا تحتاج سوي عدد قليل من الأفراد لكي تتم، فأين ذهب باقي الجنود ؟!

لقد دخل أعضاء الحركة إلي كابول بدون قتال، وتبوءوا مقاعدهم داخل قصر الرئاسة الأفغاني بلا عنف، جرت العملية كلها في جو من الهدووووء، وبمنتهي السلاسة والأريحية، دون أن يحتك بهم أحد، وبدون إراقة قطرة دم واحدة، فهل حدث هذا نتاج حسابات أمريكية خاطئة، أم أنه قد تم بترتيب وتنسيق أمريكي كامل من ألفه إلي ياءه؟!

علي أية حال، وبصرف النظر عن الطريقة، وما وراء الأكمة من كل ما يمكن أن يكون وراءها!
نحن الآن أمام أمر واقع، بات لزاماً علينا استيعابه وفهمه، ولكي يتم لنا هذا، لابد من إعمال العقل في الخبر، والاجتهاد في البحث عن إجابات لعدد قليل من الأسئلة، وسوف نقم الآن بعد الاتكال علي الله بطرحها  ...

_ هل سيقبل العالم بما حدث ويصمت، أم أنه سيعترض ويتحرك؟!
_ هل ستكون طالبان الدولة مختلفة عن طالبان الحركة؟، ومن أين ستأتي الحركة بأموال إدارة الدولة ؟!
_ هل ستطبق طالبان الدولة أحكام الشريعة الإسلامية ؟، وهل سيكون هناك تقاسم للسلطة؟ 
_ هل ستتحول أفغانستان من جديد إلي معسكرات تدريب لإعادة تفريخ عناصر إرهابية جديدة؟
_ ماهو مصير الجيش الأفغاني؟ وماذا ستفعل قوات الاحتلال الأمريكي بعد دخول طالبان؟!
_ هل كان دخول طالبان، وانتشارها السريع في كل أنحاء وأرجاء أفغانستان، مفاجئاً للأمريكان ؟
_ أين كانت أجهزة الاستخبارات الأمريكية ؟!!!
وأخيراً  .. 
_ هل هو فشل جديد لأمريكا في أفغانستان، علي غرار فشلها القديم في فيتنام؟ 
أم أنها لعبة أمريكية تستهدف الصين وإيران؟!
حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا،
قائد جمع الحق والإيمان  .