جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 10:20 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تعهدات كثيرة فى قمة المناخ (COP 26)فهل توفي الوعود

قمة المناخ
قمة المناخ

،انتهى أمس، اليوم الثاني والختامي لقمة القادة في الدورة 26 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP 26)، المنعقدة في جلاسجو بإسكتلندا، والمستمرة حتى يوم الجمعة 12 نوفمبر،وانتهي بالكثير من الخطابات عن أهمية حماية البيئة والتعهدات للحد من ضرر التغيّر المناخي

أبرز التعهدات خلال قمة القادة كان «الالتزام بالعمل جماعيًا لوقف وتغيير إتجاه إزالة الغابات وتدهور الأرض بحلول 2030»، والذي وقعته 124 دولة، ليس من بينها مصر. ومن أجل ذلك، تعهدت المفوضية الأوروبية و11 دولة غنية بتوفير إجمالي 12 مليار دولار للحفاظ على الغابات وتنميتها. يأتي ذلك بعد تقرير منظمة الثقافة والعلوم والتعليم التابعة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، الذي كشف عن انخفاض فاعلية بعض الغابات في امتصاص الكربون بسبب النشاط البشري.

التعهد الآخر المهم، كان مبادرة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الميثان، وهو أحد الانبعاثات الأكثر خطرًا، وفيما يشارك في «تعهد الميثان العالمي» 103 دول، ليس من بينها مصر أيضًا، وفرت منظمات خيرية 328 مليون دولار للمساهمة في تحقيق هدف المبادرة.

واستمرارًا في ملف تمويل المبادرات، تعهدت عدة دول غنية بتوفير 8.5 مليار دولار خلال مدة من ثلاث لخمس سنوات لـ«انتقال عادل في الطاقة» في جنوب إفريقيا، وكذلك 1.5 مليار لحماية غابات حوض الكونغو، و1.7 مليار لدعم حقوق السكان الأصليين والمجتمعات المحلية في إدارة غاباتهم. 
كما أطلقت المملكة المتحدة والهند وأستراليا وفرنسا والولايات المتحدة مبادرة لربط خطوط طاقة خضراء حول العالم، في حين دعت 43 دولة، من بينها مصر هذه المرة، لوضع أهداف جديدة في ملفات بيئية متنوعة، أُطلق عليها «اختراقات جلاسجو Glasgow Breakthroughs»، من بين ما تستهدفه، أن تصبح الطاقة النظيفة الاختيار الأرخص والأضمن لكل دول العالم بحلول 2030، وأن تصبح المركبات غير المطلِقة للانبعاثات متوفرة وغير مكلفة ومستدامة في كل المناطق، وأن يكون الحديد منخفض الانبعاثات هو الاختيار المفضل في السوق.

ورغم المبادرات والتفاؤل العام المصاحب لإطلاق التعهدات، لم يهرب القادة من الانتقادات. فمثلًا، أعلن المبعوث البيئي الأمريكي، جون كيري، انضمام الولايات المتحدة للتعهد لزيادة الحماية للبحار والمحيطات في حدود الدول، وهو ما انتقده نشطاء وعلماء بأنه غير كاف، وفقًا لـ«رويترز». لأنه لا يلزم بوقف دعم الصناعات التي تؤذي البحر والمحيط، مثل الصيد التجاري.

بينما انتقد توم جولدتوث، المدير التنفيذي لشبكة السكان الأصليين البيئية، والذي حضر المؤتمر، التركيز على مبدأ «الحيادية الكربونية» الذي يستهدف صافي صفر انبعاثات، لأنها «ليست لها علاقة بتقليل الانبعاثات عند المصدر» وأضاف أن عمالقة النفط الذين يدّعون أنهم يتجهون لصافي صفر انبعاثات، مثل «شِل» و«إكسون موبيل» هم «مجرمي المناخ» لأنهم يستمرون في التنقيب وحرق الوقود الأحفوري، بحسب كلماته المنشورة في «ديموكراسي ناو». 

كما طالت الانتقادات الكثير من القادة ورجال الأعمال، لاعتمادهم على الطائرات الخاصة للذهاب للمؤتمر، والتي تطلق انبعاثات أكثر بـ5-14 مرة من الطيران العادي، بحسب منظمة «Transport and Environment» الأوروبية. بحسب موقع «بيزنيس إنسايدر»، استخدم قادة: الولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، والهند، وإسرائيل، واليابان طائرات خاصة للوصول لجلاسجو، وهو نفس ما قام به مؤسس أمازون، جيف بيزوس، الذي تعهد في المؤتمر بملياري دولار لإصلاح البيئة الطبيعية وتطوير أنظمة الغذاء.

كانت القمة بدأت على خلفية تسريبات، اطّلعت عليها «بي بي سي» وموقع «Unearthed» التابع للمنظمة البيئية «Green Peace»، في أكتوبر الماضي، تفيد بأن البلدان المصدرة للنفط، مثل أستراليا والسعودية، والمصدرة للحوم، مثل الأرجنتين والبرازيل، حاولت الضغط على اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، التابعة للأمم المتحدة، للتخفيف من تحذيراتها -في تقريرها السادس الذي صدر أغسطس الماضي- عن أهمية الحد من استخدام الوقود الأحفوري من جانب، والحد من استخدام اللحوم والألبان من جانب آخر، بسبب حصة النشاطين العالية من الانبعاثات.

الانتقادات لم تأت من خارج القمة فقط، إذ انتقد الرئيس الأمريكي جو بايدن كلًا من الرئيس الصيني شي جينبينج، والروسي فلاديمير بوتين لعدم حضورهما القمة، بحسب «سي إن إن». بينما صرّح المبعوث البيئي الصيني، بأن انسحاب الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ عرقل الجهود البيئية، موضحًا أن الصين في «مرحلة تنموية خاصة» تبرر كونها الدولة ذات أكبر حصة من الانبعاثات.