جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 11:58 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
التنمية المحلية تتابع تحسين مستوي الخدمات للمواطنين بالمحافظات.. رصف طرق بالغربية ١٥١٣ مواطن تلقوا خدمات الكشف والعلاج بالمجان بقافلة السرو من صحة دمياط التنمية المحلية تتابع تنفيذ مبادرة حياة كريمة والجمهورية الجديدة مصر بتتبني بالمحافظات ..” أسوان” افتتاح استوديو المحتوى التعليمى الجديد بالتعاون مع اليونسكو وهواوى بالأكاديمية المهنية للمعلمين وزيرة التضامن: 60% من مرضى الإدمان يعيشون مع أسرهم دون اكتشاف الوالدين لتعاطي أبنائهم. وصول 8 شهداء لـ مستشفى «الأقصى» جراء قصف الاحتلال منزلًا بمخيم المغازي إصابة 9 أشخاص واحتراق منزل في مشاجرة بالفيوم ... بسبب خلافات الجيرة مصرع شاب في تصادم دراجة نارية بجرار زراعي في الوادي الجديد «القباج» تطلق مرحلة جديدة من حملة «أنت أقوى من المخدرات» للوعي بخطورة الإدمان 4 شهداء وعدد من المصابين جراء قصف الاحتلال لمنزل بمخيم المغازي سوريا.. انفجارات عنيفة تدوي في منطقة مطار حلب الدولي وزيرة التضامن: قضية المخدرات أصبحت خطرًا يُهدد السلم المجتمعي

ماهر مقلد يكتب: تجربة طلال أبو غزاله دروس في الحياة

ماهر مقلد
ماهر مقلد

الدكتور طلال أبو غزاله اسم عربي يختصر الكثير من المعاني النبيلة في الحياة، نجاحاته المهنية يشهد لها العالم، قصة نجاح فصولها مفعمة بالأمل وشعارها من جد وجد والنجاح يأتي بعد العمل المضني، بني مجموعته العالمية بسلاح الثقة في النفس والإخلاص، دروس مهمة في رحلته مع الحياة في مقدمتها الطموح والثقة بالنفس والسعي بالعلم لإثبات الذات.

تجربة طلال أبو غزاله في الحياة ثرية وملهمة، في كل مرحلة منها كان يستمد القوة من المعاناة فبعد تخرجه في الجامعة الأمريكية ببيروت ظل شهورا قبل أن يلتحق بالعمل، وكان كل يوم يتقدم لوظيفة وتعتذر الشركات، عن عدم قبوله وأسباب رفض الشركات كانت: ليس لدينا مكان شاغر في المؤسّسة، كما كانت بسبب عدم وجود سنوات خبرة سابقة لديّه تتناسب مع الوظيفة التي تقدّم لها.

يقول طلال أبو غزاله: من هذه التجربة التي مرَرْتُ بها قرّرْتُ أن تكون الأولويّة في سياسة التشغيل في مجموعة طلال أبو غزاله للخرّيج الحديث الّذي لا يحمل شهادات خبرة، وكلّما سمعت من مسؤول بالمجموعة التحفّظ على عدم تعيين حديثيّ التخرّج بسبب عدم وجود سنوات خبرة أطرح عليه السؤال عندما تسلّمْتَ العمل في المجموعة كنتَ تمتلكُ الخبرة؟

ترأس طلال أبو غزاله العديد من المنظمات الدولية وكان رئيسا للجنة الأمم المتحدة التي وضعت المعايير المحاسبية إلى أبعد حد يؤمن بأهمية الابتكار في الحياة، ويستشهد بنوابغ المبتكرين لم يكملوا سنوات تعليمهم مع تأكيده على الأهمية القصوى لجودة التعليم وضرورته للتقدم والرقي.

على المستوى المهني أصبحت مجموعته الأولى في العالم في مجال حقوق الملكية الفكرية وهو تحدٍ هائل نجح فيه بجدارة بنهج عصري وأفكار مبتكرة جعلت المؤسسة العربية هي الأولى على مستوى العالم، يعيش طوال الوقت حالة العمل الدّائم بطموح، وتطلّعات كما لو كان يبدأ اليوم الأوّل في طريق العمل.

قصّته تبعث الأمل في النفوس، وتضرب المثل في كيفيّة الإصرار على بلوغ النّجاح، مهما كانت الصّعوبات التي تعترض الطريق، هو صفحة مضيئة في التاريخ الإنسانيّ تحتاج جهداً كبيراً لتوثيقها ورصد أبرز مراحلها لا من قبيل تخليد الاسم أو إلقاء الضوء عليه، ولكن من باب تقديمه كقدوة وحافز للطموح، ونموذج للتحدّي والصّبر والعطاء، والأهم درس ملهم في تجارب الحياة لكلّ الطامحين في التميّز، وحصد المجد وتحقيق الثروة.

رحلة ممتدّة من النجاحات تلو النجاحات التي أبهرت كلّ من تعرّف على القليل من محطاتها، وعكست دوماً -وخصوصاً في المواقف الصعبة -نبلاً في التعامل معها بطريقة هادئة حاسمة، وكشفت عن جينات وراثيّة ترتبط بعمق الحضارة العربية، وتتميّز بالقدرة على العمل والثقة الدائمة بالنفس والتفوّق في كلّ منافسة شريفة بل اعتلاء المرتبة الأولى مهما كانت حدّة المنافسة وقائمة المتنافسين.

لم يكن مفاجئاً أن يُرسل الدكتور طلال أبو غزاله خطاباً إلى الدكتور بشر الخصاونة رئيس وزراء الأردن يحتج فيه على عطلة الثلج التي أعلنت عنها الحكومة الأردنية بسبب الثلوج التي غطت بعض المناطق، هذا الخطاب لم يكن هو الأول الذي يحتج فيه على قرار منح العاملين في الدولة إجازات بسبب الظروف الطبيعية أو المناسبات والأعياد.

حيث اعترض من قبل على تمديد إجازة عيد الأضحى أسبوعاً وأرسل في حينه خطابا إلى رئيس الوزراء في ذلك الوقت عمر الرزاز، يتمنى فيه تقليص عدد أيام الإجازة، كما تمنى في عطلة الثلج أن يكون متاحاً أمام البعض الذين لا تعوق حركتهم الثلوج الذهاب إلى العمل.

القيمة في الرسالة التي يكررها أبو غزاله هي أنه يقدس العمل، ومن يعرفه يتيقن أنه يتمنى لو كانت ساعات العمل المسموح بها 24 ساعة، فهو على المستوى الشخصي يعشق العمل الجاد، وأسس نظاما محكما يُلزم به نفسه قبل أسرته في العمل، ولأجل هذا حقق النجاحات الكبيرة في مسيرته، يعيش طوال الوقت حالة العمل الدّائم بطموح، وتطلّعات كما لو كان يبدأ اليوم الأوّل في طريق العمل، درّب عقله وجسده على العمل المستمرّ، وعدم انتظار أوقات الرّاحة.

ويقول في كتاب "طلال أبو غزاله الصعود إلى القمة" الصادر عن مركز الأهرام للنشر: كان يجب عليّ أن أعمل ليلاً ونهاراً بجانب الدراسة، حتّى أستطيع أن أنفق على نفسي وأهلي وعائلتي، وعملت في ثلاث مهن في نفس الوقت

كنت مضطرّاً للذهاب إلى المدرسة سيراً على الأقدام للوصول إليها، كان عليّ أن أسير ساعتين ذهاباً وإياباً في أيّام الصيف والحرّ وأيام المطر والثلج والبرد الشديد، أذكر أنّني وصلت في أحد الأيّام إلى الفصل وكانت ثيابي مبلّلة، وظنّ الطلّاب أنّي خارج من بركة سباحة في تلك اللحظة.

لم أحزن لتعالي أصوات ضحكاتهم ففي اليوم التّالي فوجئت عند وصولي بتصفيق حارّ يصدر منهم، علمت لاحقاً أنّ أحدهم أخبرهم أنّني أسير ساعتين تحت المطر مجبراً لأصل إلى مدرستي.

يتابع: تعلّمت الكثير من الحياة وأهم ما تعلّمت منها هو ألّا يعتقد الإنسان أنّه حقّق النجاح في أيّ وقت، طبيعي أن يشعر بالرضا والقناعة عمّا أنجز لكن يتوجّب عليه أن يتهيّأ من جديد لمواصلة الكفاح، فالحياة لا تتوقّف عند مشروع أو إنجاز، وفيها يوجد الفشل والنجاح، ولا يعني الفشل النهاية فمن رحم المعاناة تتحقّق الحياة.