جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 02:29 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

سومية سعد تكتب : أنقذوا أبنائكم من الضياع قبل فوات الأوان

ما نراه اليوم من الأبناء حتى في سن مبكرة يشعرنا بالحزن والأسى على الحال التي وصلوا إليه من ضياع وتشتت؛ فما فعلته مواقع التواصل الاجتماعي بهم جعلنا نحتاج إلى تدخل عاجل وسريع لانقاذهم.

فبعد أن ظهر التباعد الأسرى ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز العزلة والتنافر بين الأباء والأبناء وتلاشت قيم التواصل، فضلا عن استبدل الأبناء لاسرهم باسر جديدة يعيشون معهم عبر العالم الفضائي "الانترنت"، ليصبح الغرباء اصحاب قرار معهم وقدوة في اكتساب ثقافات جديدة منها الصالح والطالح.

الادهى من ذلك ان تلك الثقافات الغريبة بدورها عن مجتمعاتنا العربية والشرقية ساهمت بشكل كبير في زرع معتقدات وآراء في عقول ونفوس ابناءنا كان لها اثر سلبي كبير على الشارع العربي الذي شهد جرائم حديثة من نوعها على يد شباب لم تتجاوز اعمارهم العشرينات، وهي نتاج طبيعي لمشاهد العنف والاباحية التي اعتادوا عليها ومن ثم فقد ساهمت في تشكيل شخصيات مهزوزة قطعت ارحامها ونشرت العداوات والبغضاء.

فعندما تختلف المفاهيم وتختلط المصطلحات حينها ترى شبابنا في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بسلوكيات وتصرفات لا تمت لمبادئنا وعاداتنا وتقاليدنا بصلة فبدلا من تربية أولادنا على الأخلاق والقيم وعاداتنا الشرقية تركناهم للفضاء الالكتروني يتربوا فيه دون رقيب، فأصبحنا نسمع جرائم غريبة عن مجتمعاتنا كأنها أصبحت من أخبارنا اليومية.

غاب الذوق العام في جلسات العديد من الشباب وأصبح قلة الذوق والألفاظ النابية والبلطجة هي اسلوب الحوار ووسيلة المعاملة بينهم، فضلًا عن غياب الأخلاق التي نشأنا عليها ونسينا ما تربينا عليه وما تغنى به الشعراء في قصائدهم ومنها البيت الشهير لأمير الشعراء أحمد شوقي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيـت .. فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

تلك الأخلاق الحميدة الفضائل التي افتقدناها، وعلى رأسها الحياء، الذي غاب عن بناتنا بعدما كان يمثل زينتها الأولى.

أعيدوا حساباتكم مرة أخرى وقوموا سلوك الأبناء، واغرسوا فيهم القيم والأخلاق قبل فوات الأوان.

استخدموا أسلوب التوجيه في الحسابات التي تفيدهم وأسلوب المنع في الحسابات التي لا تتناسب مع اخلاقنا، واعلموا ان تلك المواقع اصبحت شركاء لنا في تربية ابناءنا شئنا ام ابينا، لذلك علينا متابعة تلك الحسابات والإطلاع على شركاؤنا الجدد.

وإلى مدارسنا التي أغلقت وغابت فغابت القيم بين الطلاب ، لابد من بحث الأساليب الناجحة وطرق تدريس قائمة على أسس سليمة وحديثة يتبناها معلمون حكماء ومربون ناجحون يعرفون كيف ينمون القيم في نفوس الشباب والشبات وإشاعة روح الألفة والمحبة ومحاربة السئ، حتى لا نتركهم كما هو الحال لمواقع خفية تتلاعب بهم وتعلمهم قيمها .. انقذوهم من الضياع فهم سواعد الوطن وعماد المستقبل وعليهم تعقد آمالنا.