جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 05:29 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الجارديان: استضافة قطر لكأس العالم«ترنيمة قذرة للمال والسلطة »

كأس العالم بقطر
كأس العالم بقطر

يستعد العالم لانطلاق صافرة كأس العالم لكرة القدم، من ملاعب قطر الخضراء، ولا زالت الاتهامات تلاحق الدوحة، بشأن استضافة البطولة التي لم تسلِّط الضوء فقط على أموالها ونفوذها، بل عن انتهاكاتها لحقوق الإنسان.

ترنيمة قذرة للمال والسلطة أكثر من كونه احتفالًا بهيجًا باللعبة، بهذه العبارة رأت صحيفة الجارديان البريطانية، قرار استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم، التي من المقرر انطلاقها بعد أيام في العاصمة الدوحة.

وقالت الجارديان، إنه إذا كان ما وصفته بالغسيل الرياضي مفهومًا جديدًا يومًا ما، فإنه يبدو الآن معيارًا للأحداث الدولية الكبيرة، مشيرة إلى أن كأس العالم، التي ستنطلق الأحد المقبل، فعلت الكثير لتشويه صورة كرة القدم أكثر من تحسين صورة قطر.

والغسيل الرياضي‏ مصطلح يطلق على ممارسة يستخدمها فرد أو جماعة أو شركة أو دولة للرياضة لتحسين سمعتهم السيئة، من خلال استضافة حدث رياضي، أو شراء أو رعاية فرق رياضية، أو من خلال المشاركة في الرياضة نفسها.

واشتكى مشجعون وكذلك نشطاء حقوق الإنسان من أن ذلك يبدو وكأنه ترنيمة قذرة للمال والسلطة أكثر من كونه احتفالًا بهيجًا باللعبة، حتى لو كانت الدراما والتوتر في البطولة سينتهي بهما الأمر إلى إثارة مخاوف الكثيرين»، بحسب الجارديان.

وتقول الصحيفة في مقال الرأي، إن القرار الصادم بمنح قطر حق استضافة المسابقة، ما زال مثيرًا للجدل منذ عام 2010، إلا أنه مع كشف معاملة العمال المهاجرين وتسليط الضوء على قوانين الدوحة المناهضة لالمثليين تصاعد القلق باطراد.

ووصف سفير قطر لكأس العالم المثلية الجنسية بأنها ضرر في العقل، بينما قال سيب بلاتر الرئيس السابق للفيفا، إن قطر كانت اختيارًا سيئًا كمضيف رغم أنها كانت دولة صغيرة جدًا.

وفي 8 نوفمبر الجاري، وصف سفير كأس العالم فيفا قطر 2022 خالد سلمان، في مقابلة مع قناة ألمانية، المثلية الجنسية بأنها ضرر في العقل، مشيرًا إلى أن كون المرء مثليًا حرام.

ويقول المدافعون عن القرار إن الأحداث البارزة يمكن أن تكون وسيلة لتحسين حقوق الإنسان، إلا أنه في حال قطر، كان هناك تقدم متواضع، بما في ذلك حد أدنى (منخفض للغاية) للأجور.

لكن الوقت ينفد لإحداث المزيد من التغيير، وهناك شكوك في ما إذا كانت المكاسب الصغيرة ستستمر، بحسب الجارديان التي قارنت الحالة القطرية بروسيا، مشيرة إلى أن دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 وكأس العالم 2018 اللتين استضافتهما روسيا، لم تؤديا إلى تحسن الحقوق فيها.

بينما شهدت السنوات بين الألعاب الصيفية لعام 2008 والألعاب الأولمبية الشتوية لهذا العام قمعًا متزايدًا في الصين، بحسب الجارديان، التي قالت إن جزءًا من المشكلة أن الدول الثرية والقمعية يبدو أنها تشعر بأن لديها أكبر مكاسب من استضافة هذه الأحداث.

وقالت الصحيفة البريطانية، إن الأنظمة التي تسعى إلى المجد استعانت بنجوم الرياضة من ديفيد بيكهام إلى بيب جوارديولا والمؤسسات الدولية التي توظف خطابًا عالي المستوى، عن التميز الرياضي والصداقة العالمية، مقابل مبالغ كبيرة، مشيرة إلى أنه طالما شابت مزاعم الفساد اللجنة الأولمبية الدولية.

ومنذ ذلك الحين، تورط ستة عشر من أصل 22 عضوًا لهم حق التصويت في اللجنة التنفيذية للفيفا، التي سلمت كأس العالم إلى قطر في مزاعم فساد أو ممارسات سيئة وإن لم يتم التحقيق معهم جميعًا في ما يتعلق بهذا القرار، بحسب الصحيفة البريطانية.

وقالت الجارديان، إن محاولات صرف الانتباه عن النقد تجعله يبدو أسوأ، مشيرة إلى أن الفيفا أخبر المنتخبات الوطنية بأن مهمته ليست توزيع الدروس الأخلاقية وأنه ينبغي عدم جر اللعبة إلى كل معركة أيديولوجية أو سياسية.

إلا أن عشرة اتحادات أوروبية لكرة القدم بما في ذلك اتحادات إنجلترا وويلز ردت بأن حقوق الإنسان عالمية وتطبق في كل مكان وحثوا الفيفا على الوفاء بوعدين لم يتم الوفاء بهما صندوق تعويضات ومركز للعمال المهاجرين، وارتداء العديد من القادة الوطنيين شارات قوس قزح لدعم حملة OneLove المناهضة للتمييز.

لكن التحدي الذي يمثله ما وصفته بالغسيل الرياضي لن يتم معالجته، ما لم تخضع الهيئات الحاكمة الدولية لتغييرات جوهرية.