جريدة الديار
الثلاثاء 17 يونيو 2025 03:22 صـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كامل تصريحات وكيل وزارة التموين بالدقهلية تعقيبا علي جهود الحملات الرقابية خلال ثلاثه ايام وتحرير ٣٤٠ مخالفة الدفاعات الإيرانية تسقط طائرة إف 35 إسرائيلية للمرة الرابعة طهران تحت الصدمة: انفجار ضخم بمحيط مطار مهر آباد نائب محافظ دمياط تستقبل دفعة من لحوم صكوك الأضاحي لتوزيعها على الأسر الأولى بالرعاية السفارة البريطانية في القاهرة تُطلق حملة ”النمو الأخضر” لتسريع التعاون بين المملكة المتحدة ومصر في مجال المناخ ”قبيصي” يشهد تدشين مسابقات البحث العلمي بالتطوير التكنولوجي بالفيوم - صيف ۲۰۲۵ تصعيد خطير في الشرق الأوسط: ترامب يدعو إيران إلى التحرك الفوري تنويه مهم من محافظ سوهاج بخصوص بعض المعلومات حول حالات غش او محسوبية للبعص الثانوية العامة، ووساطة ومحسوبية سحر إمامي تعود إلى الشاشة بعد ثوانٍ من الهجوم الصاروخي نتنياهو: لا نستبعد اغتيال خامنئي في ظل التصعيد مع إيران إيران تعلن عودة البث بعد استهداف مقر الإذاعة والتلفزيون روسيا: أي استهداف لمحطة بوشهر النووية قد يكون له عواقب خطيرة

حامد يدرب الفلاحين على ”التحطيب”.. تفاصيل مثيرة في سره الباتع

سره الباتع
سره الباتع

شهدت أحداث مسلسل "سره الباتع" للمخرج خالد يوسف، والذى يعرض ضمن موسم مسلسلات رمضان 2023، تحدي قوى بين مختار وبوشار بسبب سعاد ومش هتتخيل مين فيهم اللى كسب في الآخر، واقترح بوشار المبارزة بالعصا وفاز فى النهاية "بوشار"، وظهر خلال أحداث الحلقة الغيرة بداخل مختار ومدى حبه لسعاد، وقام "بوشار" بتعليم المصريين حمل السلاح، خاصة بعدما جمعوا عدد كبير من البنادق من الفرنسيين ولم يعرفوا كيفية استخدامها، وقرر حامد تدريب الباقي على فنوان وألعاب قتالية أخرى مثل إلى التحطيب والضرب بالقوس والسهم.

التحطيب فن من الفنون القتالية المصرية المستمدة من الأصول الفرعونية القديمة، التى يستخدم فيه العصى الخشبية فى المبارزة، وسجل المصريون القدماء لعبة التحطيب على جدران معابدهم، إضافة لتعليمها للجنود، وذلك بالأسلحة بدلا من العصى الخشبية، وكانت طقسا من الطقوس المنتظمة التى تؤدى فى المناسبات الدينية، ويتم استبدال العصى بلفافات البردى الكبير، حرصا على سلامة المتبارزين، لكن مفهوم اللعبة تغير فى العصر الحديث، إذ تحولت إلى رقصة، فأصبحت تقدم من خلال الأفراح داخل الريف المصرى والصعيد كنوع من أنواع التراث الشعبى، وترجع تسمية اللعبة بالتحطيب، نظرا لأنها كانت تلعب باستخدام الحطب أو العصى الغليظة الذى يطلق عليها الآن "شومة"، وهذه العصى ليست للعدوان لكن ترمز للتمسك بالنبل والشهامة.

وأصبحت رقصة التحطيب مرتبطة بالطقوس الاجتماعية عكس ما كانت عليه عند الفراعنة التى كانت متعلقة بالطقوس الدينية، وعلى الرغم من بساطة اللعبة إلا أنها أصبحت مصدر إلهام للعديد من الحضارات مثل الكيندو اليابانى والمبارزة القديمة التى انتشرت فى معظم الحضارات الغربية، التى تتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب عند المصرى القديم.

واليوم يمارس فن التحطيب بطرق مختلفة، أهما احتفاظه كفن قتالي، وكرقص فلكلورى، كتقليد قروي، كلعب العصا، كرياضة، وكتقنية للدفاع عن النفس، وكان الإحترام المتبادل والشجاعة والفروسية، أهم الطقوس والقيم الأخلاقية التي فرضها هذا الفن علي كل من يلجأ إلي العصا للمبارزة، فكلا الطرفين يعلمون جيدا أن العصا المستخدمة ليست عصا عدوان، وإنما هي عصا محبة لحفظ الحقوق وإقرار السلام، والحفاظ على هذه القواعد دليلا على التمسك بالنُبل والشهامة.

وتعتبر هذه القيم الأخلاقية حجر الأساس الذي حكم عصر الفتوات، الذي بدأ ينتشر في عصر الخليفة الناصر العباسي، وتحول إلى نظاما يتبعه شخصيا، بعد أن جعل نفسه "كبير الفتوات"، ورغم أن التحطيب كفن قتالي وراقص كان مقتصرا على مصر، إلا أن تميزه جعله نبعا إرتشفت منه كثير من الحضارات مثل الكيندو الياباني، والمبارزة القديمة التي انتشرت في معظم الحضارات الغربية، وتتشابه طقوسها وأخلاقياتها مع الجذور القديمة للتحطيب الفرعوني، ومؤخرا قامت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، بإضافة "التحطيب" المصري إلى قائمتها التمثيلية للتراث الثقافي للبشرية.