جريدة الديار
الثلاثاء 24 يونيو 2025 04:21 مـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ المنيا: رفع القدرة الاستيعابية للمصنع إلى 7 آلاف طن بنجر يوميًا واستقبال منتظم لكافة الكميات دعماً للطاقة الإنتاجية رئيس البنك الزراعي يستقبل وفداً من أنجولا للاستفادة من خبرات البنك في التمويل الزراعي رئيس قطاع المعاهد الأزهرية يزور طلاب الشهادة الثانوية بمستشفى 57357 ومعهد الأورام .. في لفتة إنسانية تضامن المنيا: إجتماع موسع شامل لوكيل الوزارة وزيرة البيئة و محافظ جنوب سيناء يفتتحان مشروع تطوير قرية الغرقانة بمحمية نبق بشرم الشيخ تكريم محافظ البحيرة ضمن ”أكثر 50 سيدة تأثيرًا في مصر لعام 2025 خلال ”قمة مصر للأفضل ”في دورتها العاشرة محافظ البحيرة تتابع إنتظام سير إمتحانات الثانوية العامة تعليمات عاجلة بشأن امتحانات الثانوية العامة 2025 المترجمة لطلاب مدارس اللغات قرار عاجل بتحويل الغشاشين إلى لجان خاصة لاستكمال امتحانات الثانوية العامة بها تفاصيل خطة الدراسة الأسبوعية لجميع المدارس الفنية المطبقة للجدارات بالعام الدراسي المقبل 71 شهيدا بنيران جيش الاحتلال في قطاع غزة منذ فجر اليوم حر شديد ورطوبة عالية.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس

الدكتورة حنان راضي تكتب: الألم النبيل

في عالمٍ باتت فيه الضوضاء هي اللغة السائدة، تختار بعض القلوب أن تلوذ بالصمت، ليس عجزًا عن التعبير، بل نبلًا في الشعور.

ذلك النوع من الحزن الذي لا يُصاحبه صراخ ولا دموع، بل يُسكَن في العيون، ويُخبأ في الزوايا الهادئة من القلب. هو "الحزن الراقي"، حزن الصامتين الذين آلمهم الخذلان لكنهم ما باحوا، وأوجعتهم المواقف لكنهم ما فضحوا.

الحزن الراقي ليس ضعفًا، بل سموٌّ في الإدراك.

إنه وعيٌ عميق بأن بعض الأوجاع لا تُقال، ليس لأنها بلا قيمة، بل لأن الكلام لا يكفي. هو حزن المتأملين الذين يعلمون أن بعض الجروح تُخدش في العمق ولا يداويها اعتذار، وأن تكرار الخذلان يُميت شيئًا في الروح لا يُحييه اعتذار مُتأخر.

أصحاب هذا الحزن هم النُبلاء في زمن القسوة.

هم الذين يخافون أن يوجعوا أحدًا، حتى وإن وُجعوا. يتحاشون الشكوى لا تكبّرًا، بل لأنهم يؤمنون أن الشكوى عبء لا يُحمّل إلا لمن يستحق، وغالبًا لا يجدون هذا المستحق. يختارون الصمت لأن كرامتهم أرقى من أن تُمدد على طاولة النقاش، ويكتفون بالنظر، حيث تنطق العيون بما لا يقدر عليه اللسان.

الحزن الراقي ليس عابرًا، بل زائر دائم يسكن الذاكرة.

لأنه لا يرتبط بلحظة، بل بتراكمات، بذكريات، بمشاعر عميقه دفنها أحياء، وبأشخاصٍ خذلوا حين لم يكن الخذلان متوقعًا. هو وجع لا يُنسى، لأن الصمت لم يُنفس عنه، بل كبّله وربّاه في الأعماق، حتى صار جزءًا من الكيان.

لكن ما أروع هؤلاء الناس رغم الحزن.

قلوبهم لا تزال تُحسن، تُسامح، تُحب، تستر، لأنهم أدركوا أن جمال الروح لا يُلطخه الألم، بل يزيده نقاء. لا يردّون القسوة بالقسوة، بل يتألمون في صمت، ويدعون في صمت، ويغفرون في صمت.

هؤلاء هم الجمال الحقيقي في هذا العالم، وهم أكثر من يحتاج دعاءً صادقًا:

ربنا يداوي كل قلبٍ موجوع، ويمنحنا جميعًا صبر النُبلاء، الذين رغم الألم، ما زالوا يحملون الخير في قلوبهم، ويُخفونه في صمت، مثل كنزٍ نادر في عالمٍ مزدحم بالضجيج.

الحزن الراقي ليس ألمًا فقط، بل موقف، ورسالة، وفلسفة حياة: أن لا نسمح للقبح أن يُفسد جمال أرواحنا.