جريدة الديار
الخميس 2 أكتوبر 2025 10:59 مـ 10 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
”الزراعة” نظمت سلسلة فعاليات مكثفة خلال سبتمبر لتعزيز الزراعات التعاقدية ودعم المزارعين في 5 محافظات ”الزراعة” تواصل مكافحة الغش والاحتكار في الأعلاف الأوقاف تفتتح ٢٧ مسجدًا غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل تحذير حكومي من فيضان نهر النيل: مناطق بالمنوفية والبحيرة في خطر رفض حمساوي لخطة ترامب: الجناح العسكري يعتزم مواصلة القتال حادث تصادم مروع بالبحيرة يودي بحياة سودانية وشاب مصري الإعلان عن الجدول الزمنى للإنتخابات والأحزاب تكشف عن مرشحيها مساء السبت المقبل الامن يضبط المتهمين بممارسة أعمال منافية للآداب داخل نادي صحي .. من أجل المال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية يستعرض بنود اتفاق وقف العدوان على غزة وما يتضمنه من هزيمة لليمين الصهيوني السكرتير العام لمحافظة الدقهلية يتفقد أعمال تطوير المناطق غير المخططة بمدينة بلقاس معرض دمنهور الثامن للكتاب يفتتح فعالياته بالتزامن مع احتفالات أكتوبر الدقهلية: تحصين 230 ألف رأس ماشية في الحملة القومية للتحصين ضد مرض الحمى القلاعية بلقاح sat1

د. حنان راضي تكتب: غنى الروح وفقر الإحساس

في زحام الحياة وتقلباتها، يلوح أمام أعيننا مشهدان متناقضان، كلٌّ منهما يروي حكايةً مختلفة عن الإنسان والمعنى. نجد أناسًا ليس لديهم الكثير ورغم ذلك، أغنياء. غنىً لا يقاس بالأرصدة أو العقارات، بل بشيء أعمق: الرضا، السلام الداخلي، الكرامة، والقناعة. هؤلاء يملكون من الحياة ما لا يُشترى ولا يُورَّث، يملكون أنفسهم.

وفي المقابل، أناسًا اغتنت حياتهم بكل أسباب النعيم الظاهري: ثروات، مناصب، سفر، علاقات، ولكنهم فقراء. فقراء من الداخل، تتآكلهم المقارنة، ويستهلكهم القلق، ويفتقرون إلى المعنى. لا يعرفون لذة الامتنان، ولا دفء البساطة، ولا طمأنينة الرضى. يلهثون خلف المزيد، لأن فراغهم أكبر من أن تملأه مادة.

الفرق بين الفئتين ليس في مقدار ما أخذت أو أعطت الحياة، بل في الكيفية التي ينظر بها كلٌ منهم إلى نفسه والعالم. الإنسان الغني هو من عرف قدر نفسه، وعاش بقيم، وبنى حياةً داخلية ثابتة لا تهزها العواصف. أما الإنسان الفقير فهو من جعل سعادته مرهونة بما يأتي من الخارج، فإن جاء فرح، وإن غاب ضاع وتلاشى.

الحياة لا توزّع العدالة دائمًا، لكنها تمنحنا جميعًا حرية الاختيار في رد الفعل. هناك من تصقله المحن فيزداد بريقًا، وهناك من تفسده النِعَم فيزداد ظُلمة. ولهذا، لا تغتر بمن يظهر سعيدًا ولا ترحم من يبدو بائسًا، فالحقيقة غالبًا ما تسكن الداخل.

في نهاية الأمر، الغنى والفقر حالتان نفسيّتان قبل أن تكونا واقعًا ماديًا. والغني الحقيقي هو من استطاع أن يعيش مرتاح الضمير، مستقيم النفس، صادق النية، وإن كان لا يملك من الدنيا إلا قوت يومه.