جريدة الديار
الجمعة 26 سبتمبر 2025 04:36 مـ 4 ربيع آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لم تحدث منذ نصف قرن.. أول رحلة مأهولة نحو القمر

أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" عن خططها لإنهاء عمل محطة الفضاء الدولية (ISS) بحلول عام 2030، لتختتم بذلك أكثر من عقدين من الوجود البشري المتواصل في المدار الأرضي المنخفض، منذ بدء تشغيل المحطة في نوفمبر 2000.

وبحسب بيان رسمي للوكالة، سيتم إخراج المحطة من مدارها بشكل منسق، لتُسقط في منطقة نائية جنوب المحيط الهادئ، فيما يشكل نهاية فصل محوري في تاريخ التعاون الفضائي الدولي، وبداية مرحلة جديدة تتجه نحو الفضاء التجاري والاستكشاف البشري العميق.

محطة الفضاء الدولية إرث من التعاون والبحث العلمي

منذ إطلاقها، كانت محطة الفضاء الدولية مشروعا عالميا شاركت في بنائه وتشغيله خمس وكالات فضاء كبرى الولايات المتحدة، وروسيا، وكندا، واليابان، ووكالة الفضاء الأوروبية.

واستقبلت المحطة خلال سنوات عملها أكثر من 4000 تجربة علمية، تناولت مجالات متعددة، أبرزها علوم المواد، والتقنيات الحيوية، والفيزياء الفلكية، وعلوم الأرض، وأسهمت هذه التجارب في نشر أكثر من 4400 دراسة علمية محكمة، ما يعكس عمق الأثر العلمي للمحطة.

نحو فضاء تجاري في المدار الأرضي

ورغم قرب إنهاء محطة الفضاء الدولية، تؤكد "ناسا" أنها لا تعتزم الانسحاب من المدار الأرضي المنخفض فمنذ عام 2021، بدأت الوكالة بدعم تطوير محطات فضائية تجارية مملوكة للقطاع الخاص، من خلال برنامج خصص له أكثر من 400 مليون دولار، وبالتعاون مع شركات كبرى مثل "سبيس إكس" و"بوينغ".

وفي سبتمبر 2025، أطلقت الوكالة المرحلة الثانية من هذا البرنامج، بهدف اختيار تصاميم قادرة على استضافة طواقم مكونة من أربعة أفراد، لفترات تصل إلى 30 يوم، ومن المقرر إخضاع هذه المشاريع لمراجعات دقيقة لضمان التوافق مع معايير السلامة الصارمة التي تعتمدها "ناسا".

وفي حال خرجت محطة الفضاء الدولية عن الخدمة قبل دخول هذه المحطات حيز التشغيل، فإن محطة "تيانقونغ" الصينية – التي تعمل منذ 2021 – ستكون المحطة البشرية الوحيدة في المدار، ما يمنح الصين أفضلية استراتيجية في سباق الفضاء المستقبلي.

عودة مأهولة إلى القمر عبر "أرتميس 2"

وفي سياق متصل، تواصل "ناسا" الاستعداد لإطلاق مهمة "أرتميس 2"، أول رحلة مأهولة نحو القمر منذ أكثر من نصف قرن، ضمن برنامج يهدف لإعادة الوجود البشري إلى القمر تمهيداً لاستكشاف المريخ.

ومن المقرر أن تنطلق المهمة في أوائل عام 2026 – مع احتمال تقديم الموعد إلى فبراير – وتضم ثلاثة رواد فضاء اثنان أميركيان وثالث كندي. وسيقوم الطاقم بالدوران حول القمر دون الهبوط، ليكونوا أول بشر يقتربون من سطح القمر منذ مهمة "أبولو 17" عام 1972.

ورغم التحديات التقنية واللوجستية التي أدت إلى تأجيلات سابقة، أكدت لاكيشا هوكينز، مسؤولة ببرنامج "أرتميس"، التزام الوكالة بتنفيذ المهمة ضمن الجدول المحدد، مشددة على أن "السلامة تبقى أولوية قصوى".

الهدف النهائي المريخ

وتمثل هذه البعثات خطوة استراتيجية ضمن ما تصفه "ناسا" بـ"سباق فضائي جديد"، حيث تهدف لإطلاق "أرتميس 3" في منتصف عام 2027، لتكون أول مهمة تهدف إلى الهبوط البشري على سطح القمر منذ عقود.

وتمهد هذه البعثات الطريق لبناء وجود بشري مستدام على سطح القمر، يُعد أساسًا ضروريا لأي محاولة مستقبلية لاستكشاف الكوكب الأحمر.