جريدة الديار
الأحد 6 يوليو 2025 12:12 صـ 10 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
إجراءات قانونية مشددة ضد المخالفين على الطرق بقرار من الرئيس السيسي تصعيد عسكري في أوكرانيا: انفجارات في خميلنيتسكي وهجمات على مطار جولياني أحدث ظهور للزعيم عادل إمام فى حفل زفاف حفيده لسيسي يأمر بدراسة إغلاق الطريق الدائري الإقليمي أثناء أعمال الصيانة كشف ملابسات فيديو سيارة أجرة برعونة على طريق القاهرة/الإسكندرية مصرع جزار بطلق نارى أثناء وقوفه أمام محله بالهرم إثر مشاجرة بين شخصين جمصة: وفاة عامل سقط من علو في مصنع بالمنطقة الصناعية السويس: سقوط برج كهرباء يصيب 4 أشخاص ويتسبب في حالة من الذعر حملة مشتركة للكشف عن تعاطي المواد المخدرة والمخالفات المرورية طريق الدولي الساحلي بجمصة وأمام اسعاف مصنع الزيت والصابون بمركز المنصورة السيسي يؤكد على دعم مصر لاستقرار ليبيا وسيادتها رئيس هيئة الدواء يشارك فى افتتاح توسعات شركة أولميد ميدل إيست لدعم تصنيع مستلزمات الغسيل الكلوى وزير العمل يوجه بمتابعة تداعيات حادث المنوفية .. ويتقدم بالعزاء لأسرة المتوفين .. وبسرعة الشفاء للمصابين

أسرار وحكايات .. من زمن فات “1”

بداية كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم ندعو المولى عز وجل أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال 
.. فى هذه الحلقات نفتش معا فى سراديب تاريخ الوطن ونغوص فى أعماقه ساعين للخروج بأسرار وحكايات من دفتر أحوال مصر فى مختلف العصور .. نعرض جوانب هامة من حياة أهل زمان .. نتعرف على نوادر طريفة وحكايات نادرة جرت أحداثها بين أحضان مصر المحروسة .. وقد لا يعرف الكثيرون منا أن المدينة المقصودة بتلك العبارة هى القاهرة .. قاهرة المعز التى قال عنها المؤرخون " أرضها تبر .. ونيلها سحر .. ونساؤها حور الجنة فى بريق عيونهن .. ودورها قصور.. ونسيمها عليل كعطر الندى ينعش القلب " .. تلك هى القاهرة الساحرة التى تحتضن كل الحضارات والتى خرج التاريخ من بين أحشائها.
عمرو بن العاص .. وسماحة الإسلام 
الإسلام هو دين التسامح والعدل والإنصاف مع المسلمين ومع غير المسلمين حيث قال الله تعالى لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ صدق الله العظيم 
فهذا أمر من المولى عز وجل بالعدل ليس مع المسلمين فقط وإنما مع غير المسلمين أيضا وهذا ما لم يعرفه كثير من المتشددين الذين يتشدقون بالدين ويحثون الناس على عدم التعامل مطلقا مع الأقباط وعدم تهنئتهم بأعيادهم.
فى يوم عرفة عام ١٨ هجرية الموافق ١٢ ديسمبر عام ٦٣٩ ميلادية قام جيش المسلمين بقيادة عمرو بن العاص رضوان الله عليه بعد نجح فى تخليص الشعب المصرى من براثن الإحتلال الرومانى الغاشم بعد نحو عشرة قرون من الظلم والإستعباد والقهر ذاق خلالها أقباط مصر وشعبها كل أنواع الذل والعذاب والاضطهاد الدينى .. ولكن دائما ما يثبت لنا التاريخ أن لكل ظالم نهاية فكانت الهزيمة المنكرة على يد جيش المسلمين ولم تكن هزيمة الروم أمام جيش المسلمين على حد تعبير أسقف مصرى عاش أحداث تلك المعارك بين المسلمين والروم .. إلا عقابا من الله للروم على ما إرتكبوه بحق قبط مصر.
ولما ثبت المسلمون أقدامهم فى مصر شرع عمرو بن العاص فى تطمين خواطر الناس وإستمالة قلوبهم إليه وإكتساب ثقتهم به وأول شىء فعله أنه قام بإستدعاء البطرك " بنيامين " الذى إختفى من هرقل ملك الروم حيث كتب عمرو بن العاص أمانا وأرسله إلى جميع الجهات يدعو فيه البطريرك للحضور وأنه لا خوف عليه ولا تثريب.. ولما حضر البطريرك وذهب لمقابلة عمرو بن العاص ليشكره على هذا الصنيع أكرمه عمرو كرما شديدا وأقسم له بالأمان على نفسه وعلى رعيته .. وقام عمرو بن العاص بعزل البطريرك الذى سبق أن عينه هرقل ورد بنيامين إلى مركزه الأصلى معززا مكرما.
وإستعان عمرو بن العاص بأفاضل الأقباط وعقلائهم فى تنظيم شئون البلاد مطلقا نظاما ديمقراطيا حقيقيا قائم على العدل والمساواة لضمان راحة الأهالى كما ضرب قائد المسلمين مثلا فى العدل فى فرض الخراج " الضريبة " بطريقة عادلة وجعله على أقساط فى آجال معينة حتى لا يتضرر أهل مصر.
لم يجبر عمرو بن العاص أيا من الأقباط على الدخول إلى الإسلام بل ترك لهم حرية العبادة فضلا عن قيامه بإصلاح وصيانة الكنائس التى تضررت من جراء المعارك الضارية مع الروم ليضرب مثلا رائعا فى رقى الإسلام وعدله وسماحته.