جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 04:50 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: ديار «عصام عامر»

أحمد سلام
أحمد سلام

قبل ساعات من إستقبال عيد الفطر المبارك إنتقل إلي رحمة الله تعالى الأستاذ عصام عامر رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير موقع وجريدة الديار . ذلك الإصدار الصحفي المستقل والذي راهن فيه الأستاذ عصام عامر علي القارىء الفطن الذي هو رمانة ميزان جماهيرية أي إصدار وهنا الأمر من ثمار جهد إنسان شيد صرحا إبتغي أن يكون له أثرا وكانت ديار «عصام عامر».

رحل الأستاذ عصام عامر وترك الديار تنعيه وتفتقد حيوية صاحب الدار وفكره ورؤاه وهنا المشهد موجع واليقين أن الأثر باق وأن الرسالة مستمرة ليظل إسم صاحب الديار مؤسسا لصرح إعلامي مثمر.

في رثاء الأستاذ عصام عامر أشهد الله أنني وخلال عام داومت فيه علي كتابة مقال يومي في الموقع الإلكتروني لم يمنع أي مقال أو يتدخل في المادة المرسلة للنشر وقد تزامن نشر مقالاتي في موقع الديار الإخباري مع قراري بالتوقف عن التعامل مع الصحف القومية التي كنت أراسلها فضلا عن صحيفة خاصة ظللت أكتب بها نحو ثلاثة عشر عاما إلي أن تغيرت السياسة التحريرية لتضحي حكومية التوجه.

رسالة الصحافة في الزمن الصعب تتعثر كثيراً وهنا تغيب الجرأة أخذا في الإعتبار أن الحرية لاتعني أن يكون الكاتب معاديا لنظام الحكم إنما الأمر يندرج تحت إطار الصالح العام وهنا محاذير الصحف القومية تمنع تمرير أي مقال والإطار سياسة الدولة ولا أنسي منع مقال لي في صحيفة قومية أشرت فيه إلي القتال في سبيل إستمرار تدفق مياه نهر النيل بسبب أزمة سد النهضة وكان المقال في ذكري وضع أساس السد العالي 9 يناير 1960 بعد معركة شاقة خاضتها مصر لأجل التمويل استبقت بتأميم قناة السويس بعد رفض البنك الدولي التمويل وهو ما ترتب عليه العدوان الثلاثي علي مصر .

وكان سبب المنع أنه ضد سياسة الدولة رغم أنني لم أهاجم أثيوبيا فقط طالبت بأن تقاتل مصر في سبيل إستمرار تدفق مياه نهر النيل وكلمة تقاتل تعني المثابرة وحالياً وبعد خمسة أشهر من منع المقال خيار الحرب يقترب في ظل الغرور وإلصلف الإثيوبي.

رحل الأستاذ عصام عامر بعد صراع مع المرض في أيام مباركة وكان وقع خبر الرحيل مؤلماً لدي من تعاملوا مع الرجل والإصدار الصحفي الذي يديره.

كان لابد إذا من هذا المقال تكريماً لكاتب صحفي حر في الزمن الصعب وأجدني ونحن في أول أيام عيد الفطر المبارك أعاود الكتابة بعد توقف ثلاثة أيام حدادا علي رحيل رجل عظيم.

هذا هو مقالي الأول بعد رحيل الأستاذ عصام عامر أرسله للنشر في موقع الديار وفاءا له واليقين أنه سيظل في القلوب إلي أن نلحق به.

رحم الله الأستاذ عصام عامر وأسكنه فسيح جناته.

سبحان من له الدوام والبقاء إنا لله وإنا إليه راجعون.