جريدة الديار
الخميس 20 نوفمبر 2025 08:40 مـ 30 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة بروتوكول تعاون بين كلية الهندسة جامعة المنصورة الأهلية و شركة الزامل للحديد مصر ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. أوقاف دمياط تنظّم ندوة توعوية حول خطورة الرشوة بالمدارس اليوم في COP30: معهد الإستدامة والبصمة الكربونية يعرض إنجازات عربية غير مسبوقة وتجربة مصر في القيادة المناخية مؤسسة الطاقة الحيوية تعقد اجتماعها الثاني لبحث توسيع شراكاتها لتنفيذ مشروعات الغاز الحيوي ودعم التحول الأخضر صندوق النقد: اقتصادات مجموعة العشرين تواجه أبطأ نمو منذ أزمة 2009 مصدر بالزمالك يوضح حقيقة استبعاد محمد السيد من تدريبات الفريق آرخبيل والكاريبي وسيطرة العصابات.. حكاية 3 منتخبات معجزة مونديال 2026 آخر موعد لتلقي الطعون على نتيجة انتخابات مجلس النواب رابط استخراج كعب عمل أونلاين.. الخطوات والأوراق المطلوبة خلال 10 أيام.. الإدارية العليا تفصل في طعون انتخابات مجلس النواب إيقاف نجم الزمالك 8 مباريات.. عقوبات قاسية في دوري المظاليم

مدحت الشيخ يكتب: فضفضة.. عندما يبكي القلم

ليس للقلم دموع، لكنه يعرف كيف يبكي...

يبكي في صمت، حين يعجز عن وصف الوجع، أو يُطالبه صاحبه أن يكتب عن "الوطن" بينما الوطن نفسه يئن من فرط الصراخ المكتوم.

القلم لا يبكي من فراغ، بل من امتلاء...

امتلاء الخيبة، وتكرار الحكاية ذاتها بكل صور البؤس والعجز.

هو لا يملك رفاهية التجاهل، ولا يستطيع أن يجلس على مقهى الأحداث متفرجًا، فكل ما فيه من حبر مُكلف بأن يشهد ويكتب ويشهد... ولا يُنسى.

يبكي القلم حين يتحول من وسيلة تعبير إلى دفتر عزاء مفتوح، يرصد الغلاء، ويؤرّخ للخذلان، ويفضح عناوين الصحف التي تتفنن في التجميل بينما الواقع يجرّ قدميه في طين الحاجة.

يبكي حين يكتب عن المواطن الذي أُنهِك، لا لأنه لا يعمل، بل لأنه يعمل ويكدّ ويُضرب على يده في النهاية.

عن الذي يدفع الضريبة مرتين: مرة من جيبه، ومرة من أعصابه.

يبكي القلم حين يتورّط في مهمة الدفاع عن الحقيقة في زمن تُكافأ فيه المجاملة، ويُعلَّق فيه الصمت على أبواب كل مؤسسة.

أحيانًا، يرتجف القلم بين أصابع صاحبه.

يسأله: هل أكتب اليوم عن رغيف العيش؟

أم عن حلم المواطن الذي بات يُختزل في "فاتورة كهرباء مخفضة"؟

أم عن تصريح مسؤول لم يقرأه إلا الصحفي الذي اضطر أن يبرر له المعنى؟

لكن الكاتب لا يرد... فقط يُنزل رأسه على الورق، ويترك للقلم حرية البكاء.

هل جربت يومًا أن ترى قلمًا يبكي؟

إن لم تره بعد، فقط انظر في عيون مواطن بسيط، يحاول أن يبتسم وهو يدفع "الزيادة الجديدة"، أو يصفق في مؤتمر لا يفهمه، أو يقف في طابور لا ينتهي.

القلم لا يطلب كثيرًا، فقط يريد أن يُصدَّق. أن يجد قارئًا يؤمن أنه يكتب من الوجع لا من الرغبة في التشويه...

أن يُمنح فرصة أن يكون شاهدًا على الواقع لا شاهد زور عليه.

في النهاية...

لا القلم كُسِر، ولا الوطن ضاع،

لكن "الكتابة" تحوّلت من فعل حرية، إلى محاولة بقاء.