جريدة الديار
الأربعاء 2 يوليو 2025 09:52 صـ 7 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قداسة البابا يترأس قداس عيد دخول المسيح أرض مصر بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة 

البابا تواضروس أثناء ترأسه قداس عيد دخول المسيح أرض مصر
البابا تواضروس أثناء ترأسه قداس عيد دخول المسيح أرض مصر

ترأس قداسة البابا تواضروس الثاني اليوم قداس عيد دخول المسيح أرض مصر بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة، التي تعد إحدى محطات العائلة المقدسة حيث أقامت بها لفترة أثناء تواجدها في مصر شاركه في الصلوات عدد من أحبار الكنيسة والاباء الكهنة والشمامسة ورئيسات أديرة الراهبات، وسط تطبيق للإجراءات الاحترازية و كان قداسة البابا قد دشن الكنيسة ذاتها في أكتوبر ٢٠١٦ بعد انتهاء أعمال ترميمها وإعادتها إلى صورتها الأثرية الأصلية.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بعيد مجئ العائلة المقدسة إلى مصر وهو أحد الأعياد السيدية الصغرى و وفق ما جاء في الكتاب المقدس عن مجيء المسيح إلى أرض مصر، فقد جاء وهو ابن عامين واحتمى فيها من بطش هيرودس، حيث ظهر ملاك الرب ليوسف في حلم قائلاً: "قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه" حيث جاء المسيح إلى مصر مع يوسف النجار ووالدته السيدة العذراء وسالومي.

وقد رصد البابا "ثاؤفيلس" البطريرك رقم 23 في كرسي الكرازة المرقسية بمصر في الفترة ما بين 385-412م وفقًا لمخطوطة "الميمر" (وهي كلمة سيريانية تعني السيرة)، أهم المحطات الرئيسية في رحلة العائلة المقدسة، بداية من "الفرما" والتي كانت تعرف بـ"البيليزيوم"، وهي المدينة الواقعة بين مدينتي العريش وبورسعيد حاليًا، حتى جبل قسقام بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، حيث رجعا مرة أخرى إلى فلسطين بعد وفاة الملك هيرودس.

و بدأت رحلة العائلة المقدسة بعبور العائلة المقدسة سيناء والوصول للفرما مرّوا ثانيًا بضيعة تسمي "تل بسطا" بالقرب من الزقازيق، وبسطا هي النطق الهيروغليفي لكلمة "باستت"، ومعناها بيت الإله باستت وهناك شربوا من عين ماء فصار ماؤها شافيًا لكل مرض ثم "بلبيس" وتوجد بها شجرة استظلت تحتها السيدة العذراء، ثم "منية جناح" وهي منية سمنود حاليًا، ومنها عبرت العائلة البحر إلى سمنود، ثم البرلس، واتجهت بعدها إلى "سخا إيسوس"، وهي مدينة سخا حاليًا في محافظة كفرالشيخ شمال مصر.

ثم اتجهت العائلة المقدسة غربًا نحو "وادي النطرون"، والذي صار بعد ذلك مركز تجمع رهباني كبير تحت اسم "برية شيهيت" المهد الأول للرهبانية في العالم و وصلت العائلة المقدسة إلى عين شمس أو مدينة "أون" المعروفة بـ"هليوبوليس" وهي منطقة المطرية واغتسلوا هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة، ونمت بقربها شجرة بلسم وهي التي من دهنها يصنع الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها.

و قضت العائلة المقدسة فترة بمغارة في أرض مصر، هي الآن كنيسة أبي سرجة بمصر القديمة ثم إلى المعادي، ومن هناك ركبا مركبًا إلى الجنوب، وتحديدًا البهنسا بمركز بني سويف حاليَا، ومن هناك اتجها إلى محافظة المنيا ثم عبرا نهر النيل إلى الضفة الشرقية حيث جبل الكف الذي انطبع فيه كف المسيح، ثم إلى الأشمونيين بمدينة ملوي.

واتجهت العائلة المقدسة من المنيا إلى أسيوط، حيث مكثت هناك لأكثر من 6 أشهر، وهي أطول فترة قضوها في أي مكان في مصر، حيث زارت مدينة "فيليس" وهي مدينة ديروط الشريف حاليًا، وبعدها اتجهت إلى القوصية، ومنها إلى ميرة ثم إلى جبل "قسقام"، وفي نفس المكان المقام فيه حاليًا دير السيدة العذراء الشهير بـ"المحرق"، ومن هناك عادت العائلة المقدسة مرة ثانية إلى فلسطين وسلكت نفس المسار تقريبًا بعد أن قضت في مصر 3 سنوات ونصف تقريبًا.