جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 12:37 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مؤامرة الأطباء في موسكو ونهاية الطاغية

صدرت صحيفة برافدا الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوفيتي يوم الثالث عشر من يناير عام 1953 وعلي صدر صفاحتها الاولي العنوان العريض التالي: إلقاء القبض علي الاطباء المتأمرين. وكان الاطباء المعنيون بالنبأ المثير من صفوة العاملين في المستشفي الحكومي التابع للكرملين في موسكو.ثم تبين أن هؤلاء الأطباء كانوا ضحية مؤامرة.

ستالين مع أولاده

وتحت العنوان المثير،ذكرت الصحيفة الرسمية أن الأطباء المتهمين،ساهموا بنية التأمر ،عن طريق العمد في التشخيص العلاجي الخاطئ والعلاج غير المناسب،أدي الي  تقصير أعمار بعض الشخصيات السوفيتية المعروفة.

عداء السوفيت لليهود

وكان معظم الاطباء الذين واجهوا تهمة العداء للأتحاد السوفيتي من اليهود، وهنا بيت القصيد ذلك أن ستالين أشتهر بعدائه للسامية،بل ان الرأي العام السوفيتي كان مشحونا بالعداء للسامية، منذ القرن التاسع عشر حين تم ترويج كتاب ملفق يصور اليهود علي انهم يقودون المؤامرات للسيطرة علي العالم، كتاب بروتوكولات حكام صهيون.ولم يتغير الحال كثيرا أيام الحكم الشيوعي ،بالرغم من وجود كثير من اليهود في قيادة الثورة الشيوعية، وبينهم تروتسكي .لكن ستالن كان يمقت تروتسكي ويبرع فيي حياكة الشائعات التي تسمم فكر الرأي العام.

ستالين والتطهير العرقي

بل أن ستالن في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين أعد حملات بقصد التطهير العرقي والتخلص ممن يعتبرهم خصوما. عشرات الاف قتلوا، ومنهم العديد من الشيوعيين المخلصين بتهمة العداء للأتحاد السوفيتي .ومن نجا من القتل تم اعتقاله وقيادته الي معسكرات الدولانج الشهيرة، والتي لا تصلح لسكن الآدميين.وظلوا لسنوات يعانون العيش في أقصي الظروف اللاإنسانية.وحين خرج ستالن منتصرًا في الحرب العالمية الثانية أستانف ممارسة اعتقال الخصوم وتصفيتهم جسديًا.

ستالين مع قادة الجيش السوفيتي

تفاصيل مؤامرة الأطباء المزعومة

أما حكاية الاطباء المتامرين،فبدأت بوشاية من طبيبة تدعي ليديا تيماشوك،زعمت أن زملائها الأطباء،الذين أضحوا متهمين،تعمدوا اساءة علاج أحد رفاق ستالين مما ادي الي وفاته. وتعامل النظام السوفيتي مع الدسيسة علي انها حقيقة، بل وراح البعض من أركانه يفسر وفاة الشخصيات السوفيتية الاخري علي انه نتيجة مؤامرة.وهكذا زعم الكاتب المعروف مكسيم جوركي توفي نتيجة إقدام الاطباء علي تسميمه. وفي هذا الإطار وجد ستالين الفرصة سانحة بترويج الشائعات التي اتهمت الاطباء وجلهم من المتقدمين في العمر أصحاب الخبرة،بخيانة الضمير والوطن.

مؤامرة الأطباء المزعومة


ولكي يزيد ستالين من تأجيج الغضب الشعبي ،المستعد أساسا لتصديق مثل هذه الشائعات، جعل وسائل الاعلام توج نبأ مشبوها، يفيد بأن القتلة تخفوا في ملابس الاطباء البيضاء الناصعة كانوا عملاء يشتغلون لحساب منظمة أمريكية يهودية،ويقمون بالتجسس لحساب البريطانيين والامريكيين.

موت الطاغية ونجاة الأطباء

وبناء عليه،فلقد كان من المقرر إعدام الأطباء المتهمين في الساخة الحمراء في موسكو،بعد إجراء محاكمة صورية لهم ،كانت الاحكام التي ستصدر عنها معروفة سلفًا.لكن حياتهم أُنقذت في اللحظات الاخيرة،يوم الخامس من مارس،أي بعد شهرين تقريبا من توجيه الاتهام اليهم،لأن الطاغية ستالين مات في ذلك اليوم.

هكذا كتب لهؤلاء الأطباء الحياة، وخرجوا من غياهب السجن،بل ان اعضاء المكتب السياسي في الحزب الشيوعي السوقيتي حرصوا علي طي هذه الصفجة.ولم يقتصر الامر علي نجاة الاطباء فقط،بل علي نجاة العديد من اليهود الذين كان ستالين يستهدفهم ايضا. ذلك انه كان ينوي ،بعد التخلص من الاطباء ،أن يقوم بتهجير العديد من اليهود ،بعد ابعادهم عن العمل في المصانع ،بحجة حمايتهم.كان يخطط لنقلهم الي سيبيريا والي اماكن نائية أخري،ليشتغلوا هناك ويخدموا الوطن بعيدًا عن غضب المواطنين الذي أشتعل بعد اكتشاف مؤامرة الاطباء.