جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 07:18 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شيرين توفيق تكتب: سرقاتنا الصغيرة

اوقات نبقى عاوزين نعوض سنين فاتتنا، لكن الروتين والمشي على خط واحد بيمنعنا.. فلازم نسرق جزء من شخصيتنا القديمة الجريئة علشان نشحن طاقة ونواصل، حتى ولو بطاقة مسروقة.
وعموماً احلى الذكريات هي اللي سرقناها من الزمن.
لمسة الايد اللي من ورا عيون الناس كانت اكثر لمسة أثرت فينا،
اجمل فيلم شوفناه في السنيما هو الفيلم اللي دخلناه من ورا اهلنا.
أعلى ضحكة خرجت مننا، لما هربنا من المدرسة ولما خالفنا التقاليد ولما ادينا ضهرنا لكل لازم ومفروض.
سرقنا شوية حُرية مش مُتاحة لينا، ايام ما كانت الحُرية بتُمنح بشروط ومواعيد وألية يحددها اهلنا.
سرقت سلك تليفون ووصلته لأوضتي علشان اسهر اتكلم مع شخص حبيته،
كنت بقول ان السلك ده هو الخيط الرفيع الواصّل ما بين قلبي وقلبه، كان اهم عندي من اي شريان في القلب، هو يعني الشريان هيسمعني صوته!!
سرقت من مكتبة جدي لأمي، اجمل روايات الرومانسية اللي قريتها في حياتي.. اخدت الكتب وما رجعتهمش،
يعني مشاعري اتشكلِت بالسرقات الصغيرة اللي عملتها عن سبق إصرار وتخطيط،
حتى لما كبرت بقيت اسرق من وقتي واعمل حاجة بحبها، واسرق من نومي واسهر، واسرق من العزل واخرج، واسرق من العمر واحاول اعيش شبابي تاني.
كل حاجة سرقناها وحطيناها جنب بعضها، عملت لكتير مننا ذكريات ما تتنسيش.
شوية المخالفات اللي بنتباهى بيها احياناً وبنحكيها بخجل احيان تانية، هي في الحقيقة حياتنا وكل رصيدنا من الدنيا، والباقي كله على الهامش.
وحيث اني عاوزة اقول كلمتين حلوين ومش عارفة، هسرق جُملة قالها بابا ل ماما في جواب وهما مخطوبين وهقولها لك.
"عندما تُغلق في وجهي السماء، ستكون ربيعي"