جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 09:46 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أيمن عبد الهادي يكتب: أضغاث أحلام

أيمن عبد الهادي
أيمن عبد الهادي

في الحقيقة لا أعرف هل هي حقيقة أم رؤية أم أضغاث أحلام، في عام 2011 كنت مشاهداً جيداً للمشهد علي مستوي محافظات مصر وخاصة محافظة بورسعيد، يمكن أن أقول انني كنت شاهداً أميناً.

منذ أن انطلقت أحداث يناير وهناك الكثيرون قد بدلوا جلودهم مرات ومرات وحتي يومنا هذا لم يتوقف "معدومي المبادئ" عن تغيير جلودهم والتي تمثل مبادئهم العامة، يغيرونها حسب معطيات الفترة، دائماً تجدهم مع "الحصان الرابح".

في 2011 خرجت مظاهرات مناهضة للأجهزة الأمنية، مستهدفة لسمعتهم وواصفة إياهم بأسوء الصفات، شارك في حرق مؤسسات وممتلكات الدولة بلطجية فرضوا أنفسهم علي الثورة وتاجروا بالشباب ودمروا بأيديهم الدولة المصرية وأركانها.

شارك هؤلاء الخارجين علي الدولة في تمكين الرئيس الإرهابي المعزول محمد مرسي، ومع حكم جماعة الإخوان تحول هؤلاء الي مؤيدين للجماعة إن لم يكن بالإنضمام كان بالحب والتعاطف والدعم الغير مباشر، اصبحوا أحد أسلحة هذه الجماعة الإرهابية وأذرعتها للإنقضاض علي الدولة وخطف الوطن.

الغريب أن هذه الفئة الضالة وقفت مع إنطلاق حملة تمرد التي أزاحت الإخوان مشاهدين ينتظرون "الحصان الرابح" لينضمو اليه، ومع إنطلاق 30 يونيو لم يتراجعو عن التقاط صورة في ميدان الثورة لتكون مستنداً يستطيعون به استكمال سلخ جلودهم ويعملون بها علي سياسة من سيحكم الوطن.

علي الجانب الأخر تجد أيضاً من خرجوا مؤيدين لمبارك من بينهم من عمل مع جماعة الإخوان الإرهابية للفوز في تقسيم "التورتة" هؤلاء هم معدومي المبادئ ممن عاشوا في الجحور بعد تدمير الحزب الوطني ولم يقفوا أبداً مدافعين عن الدولة في وجه المُعتدين.

في كل مرحلة من هذه المراحل كنت أسال نفسي.. هل هي حقيقة أم أضغاث أحلام؟.. ولكنني تأكدت من أنها حقيقة مؤكدة حينما وجدت من هذين الفئتين من يسلخ جلده للمرة "المليون" ويحتمي بين الفصيل الوطني مدعياً الوطنية وعداوة الإرهابية لينال رضا الدولة ويحتمي في مؤسساتها .

وفي كل هذه المشاهد الذي تأكدت أنها ليست أضغاث أحلام.. أفكر كثيراً، هل تعرف الدولة هذين الفئتين جيداً؟، وان كانت تعرفهم فلماذا يُمكَنون من مواقع قيادية سياسية كانت او إجتماعية او حتي إدارية، بالرغم من أن هؤلاء لا يصنعون مستقبل ولا يحافظون علي وطن وليس لديهم من المبادئ ما يجعلهم يضحون من أجل بقاء هذا الوطن في أيدي أمنة.

دفعني مسلسل الاختيار لكتابة هذه السطور بعدما رأيت الضابط العظيم منسي ورجال قواتنا المسلحة والشرطة يدافعون بأرواحهم عن الوطن ويقدمون الغالي والنفيس من أجل إستقراره، وأشاهد علي الجانب الأخر مرتعشون ومعدومي ضمائر يؤتمنون علي الوطن ويتحدثون بلسان الشعب.

دفعت تضحيات رجال الجيش الأبيض في مواجهة كورونا وتقديم أرواحهم فداء للوطن، قلمي أن يتحدث بحروف تجسد مدي حزني علي تمكين "معدومي المبادئ" في مصر التي تخوض معركة البناء لتحقق رؤية دولة عظيمة وشعب مُخلص في عام 2030.

تمنيت لو أن ما أقوله "أضغاث أحلام" وأغمضت عيني دقائق لأعيش حلم لا يتحمل فيه مسئولية هذا الوطن الا أصحاب المبادئ المؤمنين بالدولة المدافعين عن مؤسساتها الثابتين علي مبادئهم منذ إنطلاق أحداث يناير وحتي اليوم، لتكون كلماتي شاهدة علي مواقفي ويكون حلمي هو حلم أبنائي وحلم كل مخلص في هذا الوطن، لنحمي مصر من مخاطر تعرضت لها بسبب "معدومي الضمائر" ونكون قد تعلمنا جيداً من اخطائنا.