جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 08:53 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حقيقة واحدة.. بقلم : دينا الشافعي

نختلف كثيراً نحن بني آدم ، و لكننا نتفق على الموت. هو الحقيقة الواحدة المؤكدة في الحياة، فأنت تراه أمام جسد نزعت عنه الروح،ذهب بغير رجعة لا أحد ذهب لما نسميه –لجهلنا به- العالم الآخر و عاد ليحكي لنا ما هناك. تتمثل فكرة العالم الآخر بالتشبث لدى البشر برفض فكرة الفناء ، نتمسك جميعنا بأن من نحب لم يفنى ولم يختفي ولكنه فقط توارى قليلاً لينتظرنا في مكان ما .

برع القدماء المصريين في تخيل العالم الآخر و تقديسه والإعداد له بشتى وسائل العالم الحاضر، ولأنها فكرة تخيلية فقد وضعوا في قبورهم زينة وطعام ومقتنيات الذاهب التي كان يستخدمها في حياته الأولى، والحقيقة أن لا احد يعلم ، فربما لا يكون بصورته التي كان عليها بيننا وما الذي أكد لهم أنه سيكون؟. المعاناة من فكرة الفقد خلقت لدينا الكثير من التخيلات التي تبحث عن الأمل في اللقاء . تبقى أسرار الموت خفية وكل ما نعلمه عن ما وراءه محض خيال وتكهنات و أقوال مأثورة فقط ما نستطيع أن ندركه هو ما نراه أمامنا من وقائع تبدوا كألغاز في بعض الأحيان . حكت لي صديقة عزيزة ان ولداها اخبراها عندما هبطوا الي القبر لإسجاء جسد خالهم بين أحضان التراب أنهم رأوا خالهم الذي سبقه الي هناك بخمس سنوات ،كما دفن و أن جسده كاملاً لم تصبه دودة واحدة ولهول المفاجئة عليهم ظلوا لعدة أيام لا يستطيعون النوم !!!! إذن هناك من يبقى على حاله بدون تحنيط ما السر؟ تعددت التفاسير لكن وإن كانت مقنعة لدى البعض تظل محل شك لدى الآخرون.

ما حدث معي عشية وفاة والدي لا اكاد أصدقه الي الآن ، خوفي على والدتي يوم وفاة والدي قادني الي النوم بجانبها منذ اللحظة الأولى وبعد عودتنا من المدافن ، نمت وكانت رؤياي لمكان لم أر مثله طوال حياتي وكائنات بديعة لم أرها من قبل وكأنه عالم سحري حتى ألوان الفراشات لم تخطر ببالي يوماً كان حلماً جميلاً لم أكن أريد أن أفيق منه وإن ظل مجرد حلم ولكن ماذا عن النوم ؟ ألم يقل البعض أنه محاكاه للموت والرؤى التي نراها تكون نقلاً لسفر الروح بعيداً فترى وتسمع واحياناً تحس وتنقل لنا عبر تواصلها مع جسدنا وحواسنا ما تراه و تسمعه وكأنها ترسل لنا بريداً الكترونيا ملئ بالمعلومات و الصور، السنا نرى في أحلامنا أشخاصاً لم نرهم في واقعنا من قبل و اماكن لم نزرها وربما شعوراً لم يرسخ في أعماقنا . العديد والعديد من النظريات و التحليلات و لكن الحقيقة واحدة "الموت" الذهاب بلا عودة الفناء من العالم المحسوس حتى و إن رأيناهم في أحلامنا وصدقنا أنهم بأنفسهم قد زاورونا لماذا لم يحدثنا احدهم عن عالمه، لماذا لم يتكلم عن ماهو فيه وما يعانيه وكيف يأتي بصور متعددة أحيانا أرى أبي في هيئته التي مات عليها و أحياناً أخرى أراه في عمر أصغر بكثير , قد يأتيني سعيداً مبتسما ،أو غاضباً منفعلاً كيف لي أن أعرف أنه هو بذاته لا محض ترسبات تراكمت في عقلي الباطن . تعددت الأسباب و التحليلات و المرارة واحدة ، مرارة الحرمان من من تحب من الحضن الدافئ من الكلمة الرقيقة ومن دعائهم من سعادتنا بالقرب منهم ، يتغير طعم الحياة أنت لست أنت بدونهم ولا حياتك ظلت كما تعودتها بوجودك معهم ، نظل نقاوم مرارة الفقد بقطع من حلوى الأمل بلقائهم في العالم الآخر الذي نصفه بالأفضل هروباً من عالمنا الذي نقاسي فيه عذاب وحدتنا ، ماذا لو كان افظع ماذا لو كنا لا نستطيع رؤياهم مرة آخرى ماذا لو كان فناء الكثير و الكثير من الأسئلة التى ذهبت إجاباتها مع من ذهبوا .

اقرا ايضا

وزير التعليم يوجه رسالة نارية للطلاب: ”لو المدارس اتقفلت وماكملناش ماحدش هينجح بنص المنهج ”

الأرصاد-احوال الطقس-بروسيا دورتموند-محمود علاء-حالة الطقس فى القاهرة-الطقس غدا-دورى ابطال اوروبا-تعليق الدراسة-يوفنتوس-ايقاف محمد رمضان-مانشستر-يونايتد-القنوات الناقلة لمبارات الاهلى والزمالك