جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 09:18 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تنصيب رئيس ..تعقب رئيس بقلم: أحمد سلام

!دراما المشهد الأمريكي أشبه بأمراض الرفاهية التي لايتعاطف معها أحد لأن العلاج أحياناً يكمن في الحركة أو الحد من الطعام ينطبق الأمر علي مشاهد استقبال الولايات المتحدة الأمريكية للعام الجديد 2021 والتي ظهر فيها الكونجرس ساحة تعج بالفوضي جراء عملية الاقتحام من أنصار الرئيس ترامب لمبني الكونجرس والتي وثقت مقدمات غير مسبوقة في تاريخ أمريكا لعزل الرئيس قبل أيام من إنتهاء فترة حكمه في العشرين من يناير2021. أمريكا تستدعي الحرس الوطني إلي مبني الكونجرس بالتزامن مع إعلان حالة الطوارىء وغلق محطات المترو والشوارع المحيطة بالكونجرس لتأمين مراسم الرئيس المنتخب جو بايدن خشية تكرار ما حدث في الكونجرس يوم 6 يناير الحالي !.

هنا يحار المراقبون في تسمية مايجري هل هو إرهاب بحسب المصطلح الذي توظفه الإدارة الأمريكية للتدخل في مواضع كثيرة في العالم. أم محاولة إنقلاب علي الشرعية وأيضا المصطلح من ايدولوجيات السياسة الأمريكية. المثير أن الرئيس ترامب يعيش حياته حسب التعبير الرائج لدينا كما يحلو له ويمارس مهام منصبه بالتزامن مع نشاط طبيعي للإدارة الأمريكية حتي العشرين من يناير.

يري المراقبون أن تصويت مجلس النواب الأمريكي علي عزل الرئيس ترامب إنما لغلق الأبواب أمام إمكانية ترشحه مجددا للرئاسة وهنا ثغرة قانونية طالما حرض علي اقتحام الكونجرس فإن الجريمة تلبس بمعني لماذا تركه حتي اليوم الأخير!. يقينا المشهد الأمريكي صناعة أمريكية والهدف اظهار قوة الدولة وتفعيل المؤسسات التي تجعل الدولة العظمي رمزا للديمقراطية بالمفهوم الأمريكي.. كونجرس غاضب .. حرس وطني تم استدعاؤه.

إعلان الجيش الأمريكي أنه يضمن انتقال السلطة في العشرين من يناير 2021 هذا فقط في الولايات المتحدة الأمريكية لأن ذات المشهد لو حدث في العالم الثالث لكان البرلمان والجيش في فلك الرئيس والجحيم لمن بقول لا؟!. المشهد الأمريكي الحالي تنصيب رئيس ..تعقب رئيس ..أمريكا من رئيس إلي رئيس ثبات في السياسة الخارجية.. الديمقراطية ترضي الداخل لأن الرئيس يأتي ويفارق في مواقيت ثابتة لاتتغير حتي مع جموح ترامب!. اليقين أن هيبة أمريكا كدولة عظمي لم تهتز ولكن الفوضي التي تمت لبعض دقائق في الكونجرس قد تكون شرارة لقوضي ممتدة الأثر لأن هناك مايستوجب النظر مستقبلا مثل طريقة إنتخاب الرئيس ونظام المجمع الانتخابي والفترة الانتقالية الطويلة مابين إعلان فوز رئيس منتخب وبقاء رئيس خاسر للانتخابات!. مجددا المشهد الأمريكي "أمراض رفاهية" قياسا بأمراض العالم الثالث المزمنة وعلي رأسها "الديكتاتورية" وهنا فإن الحديث عما يحدث في واشنطن "فضفضة" شرق أوسطية بعد مشاهدة الدراما الأمريكية التي هي أشبه بأمراض الرفاهية !.