علا محمود بيضون تكتب : أحاديث الصمت

سأصمت فاصغوا إلى صمتي سيكون مدويًّا قاتلًا كقنبلة نوويّة.
ستُصابون بالذّهول من هذا الصّمت القاتل
لم اعد أحتمل حمل هذا الجبل المتراكم فوق هامتي خذوا حجارتكم قد نمت وتغذّت على جسدي رصاصاتكم الطّائشة ستردّ إليكم بالبندقيّة ذاتها
لم أعد أعبأ لأمركم؛ سئمت ظُلمتكم. لم أعد أهتمّ لترّهاتكم الغبيّة.
لم أعد أشعر بوجودكم فأنا لا أريد هذه الملابس الفاخرة المخمليّة. سأكتفي بجسدي ،العاري، سأكتفي بسرير مريح أنام فيه لا أصحو على خيباتي الأبديّة. سأكتفي بنور ضئيل يضيؤه طفل يتيم بدمعة سخيّة!
سأكتفي بثوب عرس مريح بلا قطب أو ماركة عالميّة. لن أهتمّ بعد اليوم بتسريح شعري المتشابك، ولا لإنقاص وزني الزّائد. لن أهتمّ لإرضاء أحد، ولن أتبرّج بعد اليوم؛ لأنال استحسانكم، لن أغطّي وجهي الكئيب بقناع ابتسامتي البارعة في الكذب. لن أحجب عيوني المتورّمة بضبابيّة الكحل والنّظارات الشّمسيّة. لن أحجب بعد اليوم هذه السّلاسل الّتي تلتفّ حول عنقي. لن أخبّئها بعد اليوم بشال صوفيٍّ محبوك بالألوان الزّاهية؛ ليُخفي كدماتكم
البنفسجيّة.
لم أعد أهتمّ لخيانتكم، ولأصابع اتّهاماتكم، ولأحكامكم الغيابيّة.
لم أعد أهتمّ بسماع كلامكم المعسول كبنج قبل إجراء العمليّة الساديّة. لم أعد أتألّم من ضرباتكم بأياديكم الفولاذيّة، ولو كنتم تدّعون أنّها ملاعبة، ولو ارتديتم قفّازاتكم الحريريّة الورديّة. لم أعد أهتمّ بإرضاء جوعكم على وجبة من دمائي المجانيّة لتدفئ أمعاءكم في ليلة عاصفة شتويّة.