قراءة في رواية ” بساتين البصرة”
"في طفولتها، سمعت ليلى حكايات لا نهائية عن فيضان النيل، لدرجة أن جزءا كبيرا من ذكرياتها الأولى مغمور بمياه من الصعب نزحها. اعتادت تأمل النهر الهادئ الأليف مندهشة من البون الشاسع بينه في الحقيقة وبين صورته الشرسة في حواديت أبويّها وجديّها.
في طريقها إلى المدرسة الواقعة في القرية المجاورة، بلورت فكرة مفادها أن الأشياء في الواقع تختلف عنها حين تسكن الحكايات.
أقنعت نفسها بأن النيل لم يتغير، وأنه لم يُغرق يوما قرى بأكملها ولم يقض على محاصيل أو يُهلك بشرا. كان يفعل هذا في الحكايات فقط؛ من أجل أن تزداد تشويقا وتحبس أنفاس المستمعين الصغار".
من رواية "بساتين البصرة" - منصورة عز الدين
