جريدة الديار
الخميس 18 أبريل 2024 09:13 مـ 9 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«زي اليوم ده» بدء حفر قناة السويس وحقيقة تسليمها بطبق مكرونة

قناة السويس
قناة السويس

منح حاكم مصر، محمد سعيد باشا، المهندس الفرنسي فرديناند دليسبس امتياز حفر قناة السويس من خلال عقدين. وكان عقد. الامتياز الأول في ٢٠ نوفمبر ١٨٥٦ ينص على امتلاك الشركة الفرنسية للقناة لمدة ٩٩عام بداية من بدء الملاحة.


 أما عقد الامتياز الثاني فكان ينص على
 * توزيع 10 % من أرباح الشركة على الأعضاء المؤسسين الذين تعاونوا بأموالهم وبعلمهم وبأعمالهم على إنفاذ المشروع قبل تأسيس الشركة.
 * تعامُل كل الدول نفس المُعاملة من حيث الرسوم المُقررة على اَلسُّفُن المارة دون امتيازات لأي دولة.
 * إلزام الشركة بشق ترعة عرفت فيما بعد ب ترعة الإسماعيلية.
 * تنازل الحُكومة المصرية عن الأراضي غير المزروعة والصالحة للزراعة للشركة للانتفاع بها وريها من مياه الترعة دون ضرائب لمُدة عشر سنوات وبضريبة العُشر لمدة 89 سنة.
 * حق الشركة في استخراج المواد الخام اللازمة للمشروع من المناجم والمحاجرالحُكومية دون ضرائب.
 * إعفاء الشركة من الرسوم الجمركية على جميع الآلات والمواد التي تستوردها.
 * حق الحُكومة المصرية في الحصول على 15 % سنوياً فقط من صافي أرباح الشركة.
 * موافقة السلطان العثماني على شروط الامتياز.
 وبتلك الشروط المجحفة لمصر والمصريين بدأت أعمال الحفر في قناة السويس.
 تلك القناة التي حفرها المصريين بدمائهم حيث مات بها أكثر من ١٢٠الف عامل على
 إثر الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة، ومعظمهم لم يستدل على جثمانه ودفن في الصحراء أو تحت مياه القناة.


 ومن الجدير بالذكر أنه في ذلك الوقت بلغ عدد تعداد سكان مصر أقل من ٤ملايين نسمة.
 وتشير المراجع أن سعيد باشا استخدم السخرة فكانت أعداد ضخمة من الفلاحين تسخر في صيانة شبكات الري وتطهير القنوات وإقامة السدود، فكانت السخرة وسيلة استجلاب العمالة المصرية بمعدل عشرة آلاف عامل كل شهر إلى العمل ووصل الرقم إلى 25 ألف بعد العام 1861، فكانت رؤوس العمل فرنسية وقاعدة العمل المسخرة مصرية تعمل دون مقابل.


 وتذكر صفحات التاريخ عن تلك الفترة المظلمة أن علاقة سعيد باشا بدليسبس المهندس الفرنسي ترجع للطفولة حيث كان سعيد في صباه سمين الجسم والعال بالأطعمة خاصة الدسمة، وكان والده محمد علي باشا يكره السمنة ويفضل أن يكون جسم ابنه كأجسام أهل الرياضة.


 فأصدر الأوامر المشددة بأن يقضى البرنس سعيد كل يوم ساعتين في ممارسة الرياضة وبالتحديد عليه أن يتسلق صاري أحد المراكب الراسية على ضفاف النيل، ثم يقفز من الصاري إلى الماء ليسبح حتى يصل إلى البر ثم يعدو بعدها لفترة حول أسوار المدينة.


 كذلك أمره بالتزام نظام غذائي بسيط للمحافظة على وزنه ومنعه كذلك من زيارة أي منزل من منازل العامة فيما عدا منزل“ ماثيو ديليسبس“ الفرنسي الذي كان يشرف على تعليمه، وكان لماثيو ابن هو «فرديناند» الذي سرعان ما جمعت الصداقة بينه وبين الأمير، وخاصة أن كليهما كان شغوفاً بأكل المكرونة ذلك الطبق الإيطالي الشهير بمذاقه المميز.


 وتوطدت العلاقة بعد حرص ديليسبس الابن على منح أطباق المكرونة الشهية الأمير في سرية تامة دون علم من والده، وهنا ربط البعض فكرة المكرونة بإمضاء سعيد باشا على امتياز حفر القناة وهي فكرة عارية تماما من الصحة.


 وبعد مرور عدة أعوام يعود ديليسبس الأب إلى باريس مصطحبا ابنه.
 لتحيا الصداقة من جديد بعد وصول سعيد باشا للحكم ومجيء فرديناند إلى مصر ليعرض على صديقه مشروع ربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر من خلال إنشاء قناة للملاحة البحرية.
 ويؤكد ديليسبس الابن في مذاكراته أن سعيد لم يبدي رأيا في إنشاء القناة إلا بعد اجتماعه بجنوده وحاشيته الذين أثنوا على الفكرة.