جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:54 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الزواج باطل لأن الزوج صحفي

الشيخ علي يوسف من أقدم الصحفيين المصريين وهو صاحب جريدة المؤيد والتي  صدرت عام 1889 المشهورة بمواقفها السياسية والوطنية المناهضة للأنجليز المحتلين لبلادنا عام 1882 عقب الثورة العرابية .

جريدة المؤيد

ولد الشيخ علي يوسف في قرية بلصفورة التابعة لمحافظة سوهاج بصعيد مصر والتحق بالازهر الشريف الا انه لم يكمل سنوات تعليمه واتخذ من الكتابة صناعة وحرفة له ولم تكن المؤيد دائمة الصدور بل كثيرا ما تعطت عن الصدور بأمر الانجليز.

من أصدقاء الشيخ علي يوسف كان أحد الأشراف الذين ينتسبون الي آل البيت السيد /عبد الخالق السادات فشجعه علي التقدم لخطبة ابنته صفية... وكانت ذات جمال فتان فضلا عن حسبها ونسبها ووافق الشيخ السادات.

لكن بعد وقت قصير تغير السادات مع صديقه وأعلن فسخ الخطبة ومنعه من دحول منزله وربما كان هذا التحول بفعل الأنجليز الذين يكرهون علي يوسف لمواقفه العدائية منهم فكادوا له كيدا.

وقدم السادات تبريرا لما فعل بأن هذا الزواج غير متكافئ لان العريس يقل حسبا ونسبا عن عروسه فضلا عن مهنته الكتابة وهي مهنة ليست سامية والعروس من الاشراف بينما العريس من العامة قليلي الشأن.شعر الشيخ علي يوسف بالإهانة فقد كان متيما بحب خطيبته وكان يعد الايام ليلتقي بها في بيت الزوجية.

الشيخ علي يوسف وزوجته السيدة صفية

واحتار الشيخ علي يوسف ماذا يفعل الا ان السيد محمد توفيق البكري شيخ مشايخ الطرق البكرية وهم الذين ينتسبون الي سيدنا ابو بكر مد له يد العون في هذه الازمة كان الشيخ البكري زوجا لابنة السادات اي انه لو تم الزواج فسيصبح عديلا له .اما سبب وقوف الشيخ البكري مع الشيخ علي يوسف ان جريدة تدعي الصاعقة نشرت قصيدة ضد الخديوي يقول مطلعها

قدوم ولمن لا اقول سعيد                       
                            وملك وان طال سيبيد

وأتُهم الشيخ البكري انه هو ناظمها ووقف الي جواره الشيخ علي يوسف حتي انتهي الامر فحفظ الشيخ البكري له هذا الجميل أراد ان يرده اليه بعمل كبير ولكن لم يكن مالوفا في تلك  الايام.دعا الشيخ البكري الشيخ علي يوسف الي مزله كما دعا شقيفة زوجته صفية وعقد عليها بالزواج ووضع الشيخ السادات امام الامر الواقع ةانتقلت صفية الي بيت الزوجية. لكن السادات لم يرتض ما جري فاقام دعوي امام المحاكم الشرعية للتفرقة بين الزوجين لعدم الكفاءة بين الزوج والزوجة.

نُظرت الدعوي في عام 1904 وكان محامي الشيخ علي يوسفيوسف حسن صبري الذي بعد زمن طويل تولي رئاسة الوزراء ومات وهو يلقي خطبة العرش  عاك 1940  بين يدي الملك فاروق في البرلمان.اما الزوجة فكان محاميها هو محمد عز العرب الذي اصبح فيما بعد نقيبا للماحمين الشرعيين.

أثارت هذه القضية اثارت وقتها لغطا كبيرا وكانت تنشر اخبارها في الصفحات الاولي للصحف وقتها وانقسم الناس  فريق يري ضرورة التفريق بين الزوجين لعدم كفاءة الزوج واخرون يرون ان الاسلام بري من هذا التعصب للطبقات بل انه دين المساواة وان فكرة الكفاءة في الاسلام شي مختلف تماما.


حكم القاضي الشيخ ابو خطوة بجكم تميهدي بالتفرقة بين الزوجين لحين الفصل في الدعوي واقامت الزوجة في منزل احد القضاة الشرعيين الشيخ الرافعي.كانت الناس تتجمع امام المحمة الشرعية تسب الشيخ علي يوسف ةتهتف بالشريعة الاسلامية الواجبة التطبيق من وجهة نظرهم.

وفي عام 1904 حكمت المحكمة الشرعية بالتفريق بين الزوجين الشيخ علي يوسف السيدة صفية عبد الخالق السادات وقالت المحكمة في أسبابها ان الشيخ علي يوسف لا يرقي الي مستوي الزوجة سليلة الشؤف ةمن ناحية اصله وعمله.

الغريب في الامر انه بعد مضي سنة تقريبا وكانت الزوجة قد تعلقت حبا بزوجها عادات الي الزواج منه لكن هذه المرةكانت بموافقة والدها الذي بارك الزواج.

وتدور الأيام ولا يقف الزمان ويصبح الصحفي له مكانة مرموقة في المجتمع  وعالية المقام ... يحسده عليها الكثيرون... حتي لو كانوا من السادة الاشراف.