جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 01:09 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

« زي اليوم ده » وفاة حكمت أبوزيد «قلب الثورة الرحيم» التي نفاها السادات

حكمت أبو زيد
حكمت أبو زيد

قامت حكمت أبو زيد برحلة طويلة من العطاء لمصر ، فمن وزيرة في عهد عبد الناصر إلى لاجئة سياسية في عهد السادات ،وأخيرا تعود إلى إدراجها كأستاذة في الجامعة في عهد مبارك ..

ولدت حكمت أبو زيد في قرية الشيخ داود التابعة لمركز القوصية في أسيوط،في قرية تكاد تخلو تماما من المدارس.

و كان والدها يعمل ناظرًا بالسكك الحديدية مما اتاح لها فرصة السفر يوميًا من قريتها لبندر ديروط لتتلقى تعليمها الابتدائي والإعدادي، لتغادر بعدها إلى القاهرة لتكمل مسيرتها التعليمية في الثانوي العام وتلتحق بمدرسة حلوان الثانوية .

 ونتيجة لتفوقها التحقت بجمعية «بنات الأشراف» التى أسستها "نبوية موسي "وخلال دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز وفُصلت من المدرسة، واستكملت تعليمها بمدرسة الأميرة فايزة بالإسكندرية. 

وفي عام 1940م التحقت حكمت بكلية الآداب "قسم تاريخ "جامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة" حاليًا،وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، الذي لاحظ تفوقها وقدرتها على المناقشة والاقناع ،و يتوقع لها مكانة متميزة ومستقبل مشرق.

وواصلت أبو زيد رحلتها في العلم لتحصل على درجة الماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا عام 1950، ثم درجة الدكتوراة في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا عام 1955. 

وفي عام 1956 انضمت الى المقاومة الشعبية وسافرت مع" سيزا نبراوى" و "انجى أفلاطون" إلى بورسعيد للمساعدة في تقديم الإسعافات الأولية لمصابي حرب 56.

 وفي عام 1962 تم اختيارها عضو للجنة التحضيرية في المؤتمر القومى، وقد أعجب بارائها وحماستها عبد الناصر ليصدر قرار في 25 سبتمبر 1962 بتعينها وزيرة للشئون الإجتماعية وهى أول امرأة مصرية تتقلد هذا المنصب ،وثاني امرأة عربية بعد الناشطة العراقية "نزيهة جودت".

عبد الناصر يستقبل حكمت ابو زيد

وقد استمرت ابو زيد فى الوزارة 3 سنوات نجحت خلالها في تحويل الوزارة من مجرد وظيفة إدارية تنفيذية لتنفيذ القوانين واللوائح، إلي حركة دينامية لخدمة المجتمع والأسرة والطفولة، تقوم بمشروعات التنمية وتحول المجتمعات المتخلفة إلي مجتمعات إنتاجية مثل الأسر المنتجة وهي عبارة عن أسرة تقدم لها ضمانًا اجتماعيًا أو إعانات اجتماعية إلي أن يتحول أفرادها جميعهم إلي خلية نحل تتمكن من إنتاج وتسويق إنتاجها فتصبح قادرة علي تنمية دخلها وبالتالي تستفيد من هذا الدخل.

 كذلك حولت حكمت المرأة الريفية من مجرد فلاحة تقوم بمساعدة زوجها في الحقل وتربية الماشية لتصبح من الكوادر برغم عدم إجادتها للقراءة أو الكتابة؛ وتصبح رائدة ريفية تقدم خدماتها للأسر الريفية وتختار مشروعات من البيئة وتقوم بتنفيذها مثل الحياكة والكورشيه.

كما ساهمت في وضع قانون ٦٤ وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية في عام ١٩٦٤،وعند وقوع نكسة ١٩٦٧ كُلفت بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية.

وفي عام 1969 أشرفت أبو زيد علي مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق،لذلك قد منحها عبد الناصر لقب "قلب الثورة الرحيم "نتيجة لجهودها.

وبعد رحيل عبدالناصر في 1970 م عادت للجامعة للتدريس، وفي السبعينيات اختلفت بشدة مع قرار الرئيس السادات لمبادرة السلام مع إسرائيل وشككت في نواياهم تجاه العرب، فإتهمت أبشع التهم وتم وضع أملاكها تحت الحراسة وإسقاط الجنسية المصرية عنها،لتصبح لاجئة سياسية تطوف البلاد العربية لمدة عشرين عام .

فسافرت إلى ليبيا خلال الفترة من 1972 إلى 1992 وتعمل أستاذة بجامعة الفاتح ،و منحها "معمر القذافي" نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى،كما منحها الملك الحسن الراحل ملك المغرب سيفه الذهبي النادر رغم أنه لم يكن يمتلك سواه.

حكمت ابو زيد أول وزيرة للشئون الإجتماعية

وفي فبراير1991 أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسية المصرية، فعادت لمصر بدأت تحاضر فى قسم علم النفس والاجتماع بكلية الآداب.

ومن أهم مؤلفاتها" التكيف الاجتماعى فى الريف المصرى الجديد"، "التاريخ: تعليمه وتعلمه حتى نهاية القرن التاسع عشر"، "دور المرأة العربية فى معركة البناء".

حكمت ابو زيد

وقد توفيت حكمت عن عمر يناهز 89 عاماً في مستشفي الإنجلو أمريكان على اثر هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية بعد معاناة لفترة طويلة مع المرض.