جريدة الديار
الخميس 2 مايو 2024 01:54 مـ 23 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

نيفين عبيد تكتب : مشاعري ممزقة التهمتها أوهام الزمن

نيفين عبيد
نيفين عبيد

مشاعر تلك الكلمة التي تحمل مجموعة من الحروف كل حرف منها يحمل في طياته مجموعة من المشاعر في خيوط متشابكة مترابطة معا ، تحمل صورة من الحب و الألفة و الرحمة و الود ،لذلك تعجبت لكلمة مشاعر عندما اقترحها علي صديقي في أن اكتب عنها ، كيف أن أكتب عنها وأنا أعيش بمشاعر ممزقة ، متآكلة ، التهمها الزمن ، و طواها النسيان ، تعجبت للكلمة فقد ضاعت و اختفت من وجداني منذ زمن ، لقد نسيتها ، نسيت خطوطها ، لقد تبخرت من وجداني إذ لم يبق منه أيضا شيئا أتلمسه ، كيف أن أكتب عن شيئا ضاعت كل حروفه ، تلك المشاعر التي ماتت بموت أبي ، تلك المشاعر التي اندثرت و اختفت و تلاشت منذ عامين ، بعد أن خطت و دهستها أقدام الحقد و الكبر ، أقدام الطمع و العهر ، لقد نسيت المشاعر و تهت مع الزمن حتى لا أتذكرها محاولة بكل الطرق الانخراط و الذوبان في العالم ، أكتب عن الحالات الاجتماعية ، عن مشاكل الغير ، لأنسى نفسي و انسى تلك المشاعر و الأحلام التي تمنيتها ، لقد ذبحت بسكين أقرب الاقربين بسكين وريد الدم ، لقد سلب مني الزمن أحلى الكلمات لقد أخذ عطر الحياة مني و تركني بدون عطر بدون رحيق ، شخص بارد جاف يابس ، لا يعرف للحب طريقا ، أخشى أن يكون لأبنائي و زوجي في قلبي حبا ، أسقيهم إياه ، حتى لا يخرجوا العالم كارهين ، ادعو الله أن أسقيهم ما ليس لدي حتى لو من خلال مشاهد الحياة اليابسة العفنة التي أراها ، التي اخذت بجحودها و قسوتها كل ما هو جميل ، منذ عامين ضاعت الرحمة و قست القلوب و اخذت معها أعظم قلب عشته قلبي الذي لم يكن يعرف معنى الكره ، استغل حتى سرق مني ، و ذبح ، لأبقى بدونه و أكمل حياتي و انا يابسة المشاعر ، باحثة عن قلب أبي رحمه الله ، إن كنت أضحك و أبكي فذلك لإخفاء معالم وجه شاحب ، لا يرى طعم الحياة ، أحيانا أصدق الكذب و الخداع من أجل أن تلتئم تلك المشاعر ، لعلها تعود لخصوبتها ، لعلها تنبت من جديد ، أبحث في الوجوه عن وجه أبي ذلك الوجه الذي رسم الحب و الرحمة و الصلح مع النفس في في داخلي ، أبحث عن تلك الطفلة الصغيرة ذات الضفائر المرحة المبتسمة دائما ، التي لم تغضب من أحد لم تبغض أحدا مهما أساء إليها ، مما جعلهم يستغلون سذاجتها طيبتها ، فالتهموا تلك المشاعر ظنا منهم إنها ستعفو و تصفح و تنسى ، و لكنهم نسوا أنها تلك المرة لن تصفح ، الإيذاء لم يوجه لها وحدها ، أبغض المشاعر و كرهتها ، و سافرت أميالا عنها ، لأنسى ، و لم أكن أعلم إنها ستطاردني ، و تخرج من ذلك القيد الذي وضعته عليها و امسكتها به لتنطلق محاولة استنشاق العبير ، لن أكن أعلم بأني سأجعلها تحلق و تعود حتى أكتب عنها ، كيف و قد قيدها لتموت داخلي ، دفنتها في قلبي ، تلك المشاعر لم يعد لها علاقة تربطنا سويا ، لا أستطيع أن احررها من قبوها داخلي ، حتى لا أجرح منها ثانية ، عفوا لم يعد لك مكانا داخلي . أخشى أن أقول للحديث بقية ،، بعد أن أطلقت لها عنان السماء ،،،