جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 06:23 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ذكرى زواج الأميرة فوزية..

ما هي حيلة الملك فاروق لإبهار شاه إيران؟

في مثل هذا اليوم 15 مارس من عام 1939 تزوجت الأميرة فوزية، ابنة الملك فؤاد الأول، من الأمير محمد رضا بهلوي، ولي العهد الإيراني.

كان زواج الأميرة فوزية، من الأمير محمد رضا بهلوي، مخططًا له من قبل شاه إيران رضا بهلوي والد الأمير.

وهذا الزواج ربط بين شخصية ملكية سنية، تمثلت في شخص الأميرة وشخصية ملكية شيعية، تمثلت في شخص الأمير.

عائلة بهلوي كانت حديثة الثراء، حيث كان رضا خان ابن أحد الفلاحين الذين دخلوا الجيش الإيراني، وترقى في الجيش حتى استولى على السلطة في انقلاب عام 1921، وكان حريصًا على تكوين صلة مع سلالة محمد علي.

جولة بالقصور

لم ينبهر المصريون بالهدايا المرسلة من رضا خان، إلى الملك فاروق لإقناعه بأن تتزوج أخته محمد رضا، وعندما جاء وفد إيراني إلى القاهرة لترتيب الزواج، أخذ المصريون الإيرانيين في جولة في القصور التي بناها إسماعيل باشا، لإبهارهم بها.

لم يكن الملك فاروق في البداية يرغب في تزويج أخته إلى ولي عهد إيران، ولكن علي ماهر باشا وهو المستشار السياسي المفضل لديه أقنعه أن الزواج والتحالف مع إيران من شأنه تحسين وضع مصر في العالم الإسلامي ضد بريطانيا.

في مايو لعام 1938 تمت خطبة الأميرة فوزية، والأمير محمد رضا بهلوي ورغم الخطبة لكنهما رأيا بعضهم البعض مرة واحدة قبل الزواج.

وفي 15 مارس عام 1939 تزوجا في قصر عابدين في القاهرة، وأخذهما شقيقها الملك فاروق في جولة في مصر زاروا خلالها الأهرامات وجامعة الأزهر وغيرها من الأماكن الشهيرة في مصر.

انقطاع الكهرباء عدة مرات

أقام الملك فارق وليمة بعد حفل الزفاف للاحتفال، رحلت فوزية إلى إيران جنبا إلى جنب مع والدتها الملكة نازلي، في رحلة قطار شهدت انقطاع الكهرباء عدة مرات، مما تسبب في جعلهن يشعرن بأنهن ذاهبات في رحلة تخييم.

وفور وصولهم إلي إيران تكرر حفل الزفاف بقصر في طهران حيث مقر الإقامة لهم ، وكانت الشوارع الرئيسية بطهران مزينة باللافتات والاقواس، وكان العشاء علي الطراز الفرنسي مع كافيار من بحر قزوين، والسمك والدجاج والضأن.

بعد الزواج منحت الأميرة فوزية الجنسية الإيرانية وبعد عامين تولي ولي العهد الأمير محمد رضا الحكم بدلا من أبيه وأصبح شاه إيران، وبعد صعوده إلي العرش ظهرت الأميرة فوزية على غلاف مجلة لايف وتم تصويرها من قبل سيسيل بيتون الذي وصفها بأنها فينوس الآسيوية.

خلاف ثم طلاق

قادت الأميرة فوزية جمعية حديثة التأسيس لحماية النساء الحوامل والأطفال في إيران، في أكتوبر 1940 أنجبت الأميرة فوزية ابنتها الوحيدة من شاه إيران الأميرة شاهيناز بهلوي.

لم يكون الزواج ناجحا وكانت فوزية غير سعيدة في إيران، ربما كانت افتقدت مصر، وكانت علاقتها بالملكة الأم وبناتها سيئة وكان هناك عداء مستمر بينهن، وكان الشاه في كثير من الأحيان غير مخلص للملكة فوزية.

انتقلت الملكة فوزية إلى مصر بعد طلاقها في مايو1945، لم يكن هذا الطلاق معترفا به لعدة سنوات من قبل إيران، ولكن في نهاية المطاف تم الحصول على طلاق رسمي في إيران في 17 نوفمبر 1948، ولكن كان شرطا رئيسيا في الطلاق أن يتم ترك ابنتها لتربى في إيران.
وفي الإعلان الرسمي عن الطلاق، تم ذكر أن المناخ الفارسي قد عرض صحة الإمبراطورة فوزية للخطر، وهكذا تم الاتفاق على أن أخت الملك المصري ستطلق.
على الجانب الاخر في بيان رسمي آخر قال الشاه إن فسخ الزواج لا يمكن أن يؤثر بأي طريقة علي العلاقات الودية القائمة بين مصر وإيران،
وعادت الأميرة فوزية بعد طلاقها إلى البلاط الملكي.

يذكر أن الملك فارق قد انجب 3 بنات واطلق علي واحدة منهم اسم فوزية علي اسم شقيقته الأميرة فوزية حيث كانت الأقرب إليه من بين أشقائه.