جريدة الديار
الإثنين 3 يونيو 2024 01:44 صـ 25 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تطابق وجهتي نظر الجزائر والصين إزاء الأزمة الأوكرانية

وزير الخارجية الجزائري ونظيره الصيني
وزير الخارجية الجزائري ونظيره الصيني

تطابقت وجهتا نظر الجزائر والصين، إزاء الأزمة الأوكرانية، وقد التزم البلدان موقفا وسطا، لا يميل إلى أي طرف في الصراع، ويمهد هذا التفاهم الدبلوماسي، على معظم القضايا الدولية، لبدء شراكة اقتصادية قوية، مع قرب التوقيع على الخطة التنفيذية لمبادرة الحزام والطريق.

وأصدرت الجزائر والصين بيانا مشتركا بمناسبة زيارة وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى بكين، وشدد الجانبان في النص المعلن، بخصوص الأزمة الأوكرانية، على ضرورة التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مع التمسك بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ومراعاة الانشغالات الأمنية المعقولة للأطراف المعنية، وضرورة الالتزام بحل النزاعات سلميا عبر الحوار والتفاوض، وعدم إساءة استعمال العقوبات الأحادية الجانب التي لا تستند إلى القانون الدولي، تفاديا لانتهاك القواعد الدولية والمساس بالظروف المعيشية لشعوب الدول، وضرورة التخفيف من حدّة الانعكاسات الإنسانية التي قد تنجم عنها كما قال الجانبان إنهما يحرصان على بذل جهود مشتركة في هذا الصدد.

ويظهر هذا الموقف المشترك، في أبعاده التحليلية، دفاعا عن السيادة الأوكرانية التي تعرضت للانتهاك الروسي، كما يشير في نفس الوقت إلى تفهم المخاوف الروسية من اقتراب حلف الناتو من أراضيها ورفضا للعقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الغربية، ما يعني التمايز عن الموقف الغربي المنخرط في مواجهة روسيا في الجوانب غير العسكرية. ويعد هذا الموقف المشترك، تصديقا من الصين والجزائر، لقرارهما الامتناع عن التصويت في لائحة إدانة روسيا في الأمم المتحدة قبل أسابيع.

كما أكدت الجزائر والصين على ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقا لقرارات الشرعية الدولية التي تكرس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط في ظل الاحترام المتبادل والالتزام بالمبادئ القائمة على العدل والإنصاف والدفع نحو إيجاد حلول سياسية وسلمية للأزمات الأخرى بالمنطقة.

والبيان أن الجانب الصيني تقدم بالتهاني للجزائر على استضافة القمة العربية المقبلة في الفاتح من نوفمبر 2022، معربا عن تطلعه لمساهمة الجزائر الإيجابية في تعزيز التعاون الجماعي بين الدول العربية والصين خاصة إعداد القمة العربيةالصينية المرتقبة.

وأعرب الجانب الجزائري تمسكه بمبدأ الصين الواحدة، ودعمه للموقف الصيني من المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان وشينجيانغ وهونغ كونغ، وضرورة العمل لتفادي تسييسها أو استعمالها كوسيلة ضغط في العلاقات الدولية وأكد البلدان على العمق التاريخي والطابع الاستراتيجي الشامل للعلاقات الجزائرية الصينية، وعلى استعدادهما لبذل المزيد من الجهود لتطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الجزائر والصين بما يعود بالنفع على الطرفين.

وأشاد الجانب الصيني بالدور الإيجابي للجزائر في دعم الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء والتسوية السلمية للأزمات خاصة في كل من ليبيا ومالي وكذا جهودها في مجال تفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية. وبخصوص قضية الصحراء الغربية، أكد الجانبان دعمهما للجهود الرامية للوصول إلى حل دائم وعادل في إطار الشرعية الدولية، لا سيما قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.