جريدة الديار
الإثنين 29 أبريل 2024 06:47 صـ 20 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

بعد وفاة لاعب بيلا بالفطر الأسود.. تعرف على المرض القاتل

الفطر الأسود
الفطر الأسود

تساؤلات عديدة فرضت نفسها على ألسنة المتابعين للاعب الغيني موري بانجورا، لاعب نادي بيلا الرياضي بمحافظة كفر الشيخ، الذي وافته المنية مطلع الأسبوع الجاري عن عمر يناهز 25 عامًا بعد إصابته بالفطر الأسود.

وكانت وزارة الصحة، قد حذرت، من خطورة انتشار مرض الفطر الأسود في مصر، بالتزامن مع ظهوره في دول أخرى كالهند، وارتباطه بفيروس كورونا، وهو ما دعا العديد للبحث عن أي معلومات تخص ذلك المرض اللعين.

"الديار" حرصت على استعراض كافة المعلومات الخاصة بالفطر الأسود وكيفية انتقاله، والفئات الأكثر عرضه للإصابة به، وكيف يسبب الوفاة، وعلاقته بفيروس كورونا، فضلا عن استعراض طرق العلاج منه.

مسمياته وأماكن تواجده

يسمى الفطر الأسود بالفطر العفني أو فطر الغشاء المخاطي، فهو مرض فطرى يصيب الإنسان كأثر جانبى لتدهور المستوى المناعى، وهو عدوى نادرة جدا، تكون نتيجة للتعرض لعفن، يوجد عادة في التربة والسماد الطبيعي والنباتات والفواكه والخضراوات المتحللة.

وكشفت الدراسات السريرية عن تأثير الفطر العفني على الجيوب الأنفية والمخ والرئتين، وإصابته للأغشية المخاطية المبطنة للأنف أو العينين أو الفم أو الأسنان أو عظام الوجه، وهو مرض غير معد ولا ينتقل من إنسان لآخر، أو بين الإنسان والحيوان.

وقد تمتد الفطريات إلى الرئتين أو الجهاز الهضمى أو حتى الأوعية الدموية، كما يمكن أن تحدث أيضا على الجلد عند حدوث جروح أو حرق أو أى إصابات أخرى جلدية.

ويمكن أن يهدد حياة المصابين بالسكري أو المصابين بنقص المناعة الشديد، مثل مرضى السرطان أو المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة "الإيدز".

وتنتقل العدوى بهذا المرض من خلال الاستنشاق والتلامس والابتلاع، وتعد الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود، مرضى السكري غير المتحكم به والمتأثرين بمضاعفاته الشديدة خاصة الغيبوبة السكرية المصاحبة بحموضة الدم، وكذلك مرضى السرطان في حالاته المتأخرة.

كما يعد مرضى الإيدز من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود، بجانب المرضى الذين خضعوا لعمليات نقل الأعضاء أو نقل للخلايا الجذعية، وكذلك من يعانون من الهبوط الشديد في عدد كرات الدم البيضاء.

ويهدد الفطر الأسود من يستخدمون الكورتيزون بشكل مفرط لفترات طويلة، وكذلك مدمنو المخدرات المحقونة، وأصحاب الحروق والجروح، والمبسترين وحديثي الولادة ناقصى الوزن.

أعراض الإصابة بالفطر الأسود

تتنوع الأعراض وفقا لمكان نمو الفطر، والتي تتمثل في الحمى، السعال، ألم في الصدر، ضيق في التنفس، تورم في الوجه، صداع، احتقان في الجيوب الأنفية، آلام البطن، القئ، الغثيان، نزيف بالجهاز الهضمي، دم بالبراز.

علاقة الفطر الأسود بكورونا

بدأ الحديث عن الفطر الأسود، مع إعلان الهند رصد انتشار متسارع للمرض ضمن المصابين والمتعافين من فيروس كورونا.

وأعلنت السلطات الصحية في الهند بتاريخ 23 مايو 2021 عن عدد حالات الإصابة بالفطر الأسود القاتل والتي تجاوزت 8800 حالة، ضمن انتشار متواصل للمرض، وهو ما اعتبرته الهند آنذاك وباءً، ومن ثم فقد تم ربط المرض بفيروس كورونا، والخوف من انتشاره كما ينتشر وباء كورونا.

وفي سياق متصل يرى مختصون أن الفطر الأسود يتمكن ممن يعانون فقدان أو نقص المناعة، وتكون مناعة المصابين بفيروس كورونا ضعيفة إذ ينهك الأنظمة الدفاعية للجسم مما يسهل دخول الفطريات وانتشارها في الجسم، مثل الفطر الأسود.

كما يرى أطباء آخرون أن بعض الأدوية وبروتوكولات العلاج الخاصة بكوفيد-19 تساهم في إضعاف مناعة الجسم، مثل الاستخدام المكثف للكورتيزون.

ويعتقد بعض الأطباء في الهند أن هناك رابطا بين انتشار "الفطر الأسود" وبين استخدام مركبات الستيرويد في علاج حالات الإصابة الشديدة والحرجة بكوفيد- 19.

وأكدو أن هذه المركبات المنشطة، التي تعتبر علاجا فعالا و"رخيصا" يخفف الالتهاب الرئوي في حالات حرجة من الإصابة بكورونا، تضعف المناعة وتزيد نسبة السكر في الدم.

ويعتقد البعض أن انخفاض المناعة الناتج عن استخدام هذه المركبات يجعل المتلقين للعلاج أكثر عرضة للإصابة بالفطر الأسود، لكن كورونا ليس المرض الوحيد الذي يضعف مناعة الجسم، وبالتالي فإن الفطر الأسود وغيره من الفطريات لا يستهدف فقط المصابين بكوفيد.

كيف يسبب الفطر الأسود الوفاة

الفطر الأسود يسبب الوفاة في حالة عدم السيطرة عليه، وعدم البدء في علاجه مبكرًا، وفي هذه يمكن أن يسبب معدل وفاة من 20 إلى 50 بالمئة للمصابين، وذلك بأعراض شديدة حسب نوع الفطر المسبب للمرض، والجزء المتأثر من الجسم.

علاج الفطر الأسود

يمكن علاج الفطر الأسود بأدوية مضادات للفطريات تحت الإشراف الطبي، وتستمر فترة العلاج من 4 إلى 6 أسابيع، وفي بعض الأحيان قد يتطلب علاجه إجراء جراحة لاستئصال الأنسجة الميتة أو المصابة.