جريدة الديار
الخميس 9 مايو 2024 08:07 مـ 1 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

كيف نستقبل نفحات شهر رمضان الكريم؟

صورة الشيخ
صورة الشيخ

تحدث الشيخ إسماعيل الراوي وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء، عن استقبال شهر رمضان من الناحية الروحية.

وقال: لابد أن نضعه نصب أعيننا: كيف نستقبل نفحات هذا الشهر الكريم؟ وكيف نغتنمه؟ كيف نتعرض لنفحات الله التي قال عنها رسولنا صلى الله عليه وسلم -: ((ألاَ إنَّ لله في أيَّام دهركم لنفحاتٍ، ألاَ فتعرَّضوا لها))

وأضاف: أول أمر لا بد أن نستقبل به هذا الشهر الكريم هو التوبة النصوح إلى الله عز وجل فعاد ربك من الآن أن تترك كل المعاصي التي كنت تفعلها عاهد نفسك من الآن أن تنقي قلبك من كل ما يغضب الله -عز وجل آن لنا أن نعود إلى الله آن لنا أن نحتمي بجناب الله آن لنا أن نستجيب لنِداء ربِّنا:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) فتطهر مِن كل الذنوب والمعاصي.

وتابع: تُب إلى الله رب العالمين ولا تيأس من رحمة الله ولا تقل: فعلت الكثير من المعاصي فإن الله عزوجل كما أخبر نبيه - صلّى الله عليه وسلم -: ((يَبسُط يدَه بالليل ليتوبَ مسيءُ النهار، ويبسط يدَه بالنهار ليتوبَ مسيء الليل)) والله عز وجل يبشر كل عباده الذين قصروا في حقه والذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي ينادي عليهم بقوله تعالى ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ ) فسارع بالتوبة إلى الله فإن رحمة الله واسعة ولكنه شديد العقاب فكفانا تسويفا وكفانا تقصيرا في حق الله.

وأضاف: يقول الله -عز وجل (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) فهذا هو شهر القرآن، هذا هو شهر التصالح مع كتاب اللهـ فكم قصرنا كثيرا في حق القرآن ولكن آن لنا أن نعود إلى كتاب ربنا ونعيش في رِحابه في هذا الشهرِ الكريم.

واستطرد: أترضى أن تكون مِن الذين سيقول فيهم النبي صلى الله عليه وسلم -شاكيا إياهم لله رب العالمين (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)، أم نكون مِن الذين سيقربهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم -ويسقيهم مِن يده الشريفة شربة هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدا؟

فاحرصْ على أن تعيش مع كتاب الله في هذا الشهر واختم القرآن ثلاث مرات أو مرتين أو حتى مرة واحدة وذلك أضعف الإيمان وإنْ كنت لا تستطيع أن تقرأ القرآن فلا تحرم نفسك مِن سماعه ولا تحرم لسانك أن تعيش في ظلال الذاكرين والذاكرات كما قال الله -عز وجل (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)

واسمع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم -وهو يرغب المؤمنين في تلاوة القرآن بقوله: ((مَن قرأ حرفًا مِن كتاب الله فله به حسنة والحَسَنةُ بعشْر أمثالها لا أقول: الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرْف)).

وشدد أن شهر رمضان اختصه الله بخير لم يختص به غيره مِن الشهور وإن من أعظم خيرات هذا الشهر أن جعل الله -عز وجل فيه ليلة القدر التي قال عنها الله عز وجل (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)

وقال عنها النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم ((مَن قام ليلةَ القَدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبه)) فإن أردت أن تفوز بليلة القدر فاحرصْ على أداء صلاة التراويح في كل ليلة ولا تضيعها فإن فعلت ذلك فإنك -بفضل الله تعالى -ستدرك ليلة القدر فلا تحرِم نفسك مِن ثواب صلاة التراويح ولا تقل: أصلي أربع ركعات فقط ولكن صلها كاملة واستمعْ إلى بشرى النبي صلى الله عليه وسلم التي يقول فيها: ((مَن صلَّى مع إمامه حتى ينصرِفَ -أي: الإمام -كتَب اللهُ له قيامَ ليلةٍ كاملة)).

وأختتم: فلا تحرِم نفسك من هذا الأجر وليكن لك جزءٌ من الليل تعيش فيه مع الله عز وجل تستقبل رحماته ونفحاته فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا في كل ليلة نزولا يليق بذاته في الثلث الأخير من الليل وينادي على عباده: ((هل مِن تائبٍ فأتوبَ عليه؟ هل مِن داعٍ فأستجيبَ له؟ هل مِن سائل فأعطيَه؟ هل... هل... هل...؟))، فلا تحرم نفسك أخي مِن هذه النفحات -تقبل الله منا ومنكم.