جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 05:55 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدكتور مجدي يعقوب رسالة إنسانية

لا يتابع ما ينشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يشتبك مع أحد وتفرغ لخدمة الإنسانية، الدكتور مجدى يعقوب له مكانته الخاصة فى قلوب المصريين، رفع عاليا اسم مصر بتفوقه ونبوغه كأشهر طبيب على مستوى العالم فى جراحات القلب، وغالبية المصريين يتابعون أخباره كنموذج للنجاح والقدوة،
الدكتور مجدى يعقوب يرفض بشكل قاطع أن يسأله البعض عن حياته الشخصية.أو التطرق إلى الأمور الروحية أو الدينية كما لا يحب أن يمدحه أحد .
عن قرب قابلت الدكتور مجدى يعقوب مرة واحدة فى استراحة كبار الزوار بمطار القاهرة الدولى نهاية التسعينيات ، فى هذا الوقت كان قد بدأ يتردد على مصر بعد غياب طويل لإجراء جراحات القلب للحالات الحرجة وتدريب فريق طبى مصرى ، ،كان قد وصل إلى التو على الطائرة المصرية القادمة من لندن، لإجراء عدد من عمليات القلب المفتوح فى مستشفى قصر العينى للحالات المرضية الصعبة، كانت ترافقه عائلته الصغيرة فى زيارة أولى لمصر، بعد أن ذاع صيته وشهرته، كنت أتابع كغيرى من المصريين نجاحاته والذى كان يضطر فى مرات عديدة إلى تحويل وجهة سفره، وهو داخل صالة السفر بالمطار قبل الصعود إلى الطائرة إلى مدينة عالمية لإنقاذ حياة مريض يحتاج إلى التدخل الجراحى دون تأخير، أكثر من ساعات قليلة وينتقل من مهبط الطائرة مباشرة إلى غرفة العمليات المجهزة لمعاونة الفريق الطبى فى إنقاذ حياة مريض القلب.
فى استراحة كبار الزوار صافحته، وطلبت منه أن يسمح لي بحوار سريع معه رحب بابتسامة ودودة وكان سؤالى الأول ما النصيحة التى توجهها إلى مريض القلب؟ فقال: النصيحة ليست لمريض القلب، وإنما إلى كل إنسان، وهى ضرورة المشى يوميا فى حدود 3 كيلومترات لحماية القلب ،وهي مهمة للمريض وللإنسان السليم.
كان يتكلم عن الوقاية من المرض باهتمام كبير، ويعتبرها صمام أمان لصحة الإنسان .
كما قال إن التدخين يشكل خطرا كبيرا علي صحة الإنسان ووقتها كشف عن أن العالم بصدد فرض قيود كبيرة على المدخنين للحد من إنتشار الظاهرة ، وعندما سألته عن رحلته مع الطب قال الإجتهاد هو الطريق الذى عن طريقه يستطيع كل طموح فى الحياة أن يصل إلى أهدافه ، ويومها تحدث بفخر عن عائلته التى كانت ترافقه وقال لديهم ارتباط بمصر، صحيح لا يتكلمون اللغة العربية لكن هذا لا يمنع ابدا من علاقة الإرتباط .
وأجاب عن سؤال حول رسالة الطب فقال : الطب رسالة،وعلاقتى بالمريض علاقة مباشرة وهى مقدسة ومن المهم أن يشعر المريض بالثقة في الطبيب وقد تكون هذه الثقة مفتاح للشفاء
مجدى يعقوب طبيب قلب، لكنه فى الحقيقة هو بكل ما تعنى الكلمة قلب كبير فى صورة إنسان، عكس ذلك دون تصريحات أو كلام، وأسس مركز مجدى يعقوب للقلب الأطفال بالمجان فى محافظة أسوان، ليكون خلاصة تجربة الحياة والحكمة ومعنى العطاء والوفاء والإنجاز على الأرض تخصص فى جراحات القلب بسبب وفاة عمته الصغرى أوجينى، وكان عمرها 21 سنة، بسبب ضيق فى صمام القلب، و تركت بعد رحيلها ابنتها وهى صغيرة جدا، يقول كان من الممكن أن ننقذها لو كانت تعيش فترة التطور العلمى فى مجال جراحات القلب، فالعملية التي كانت تحتاجها بسيطة جدا، أصبح مجدى يعقوب واحدا من أشهر ستة أطباء قلب فى العالم، وثانى طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برنارد، أجرى أكثر من ألفى عملية زرع قلب خلال ربع قرن، بلغت أبحاثه العلمية أكثر من 400 بحث متخصص فى طب وجراحة القلب والصدر
أسس فى عام 1995 مؤسسة خيرية باسم "سلسلة الأمل" التى تتولى إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة مرضى القلب من الأطفال فى البلدان النامية. وهو أول من ابتكر جراحة "الدومينو" التي تتضمن زراعة قلب ورئتين في مريض يعاني من فشل الرئة، وفي الوقت نفسه، يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع في مريض ثان.
بعد أن بلغ سن 65 عاما، قرر التوقف عن إجراء العمليات الجراحية والتفرغ للعمل كاستشاري، لكن فى عام 2006 اضطر للعودة إلى الجراحة ليقود عملية معقدة تتطلب إزالة قلب مزروع في مريضة، بعد شفاء قلبها الطبيعى، والعبقرية أنه عندما أجرى عملية زرع القلب، ترك القلب الطبيعي للطفلة المريضة خلال عملية الزرع السابقة.
تم منحه قلادة النيل أعلى وسام فى مصر من الرئيس الأسبق حسنى مبارك يوم 6 يناير عام 2001 لجهوده الوافرة والمخلصة في مجال جراحة القلب، وقد تسلمها بنفسه فى حفل خاص أقيم على شرفه.إنجازه فى مجال زرع الخلايا. له آراء فى الحياة، منها أن الإنسانية أهم من الجنة والنار.
وقال: كنت أتمنى أن أعمل فلاحا لو لم أكن جراحا، وربط بين مهنة الجراح والفلاح، فقال: الجراح يتعامل مع إنسان حي والفلاح يتعامل مع نبات حى، وهو تشبيه يرفع من قيمة الفلاح والمزارع فى المجتمع، وتقدير كبير من شخصية فى وزن مجدى يعقوب.
هو إنسان كبير، جسد كل المعانى فى العمل والنجاح، وقدم القدوة والقدرة على التقدم والرقى وسطر فى التاريخ النموذج الحى لكل من يطمح فى أن يصنع عالما حقيقيا من التفوق بالإرادة والهمة وسد كل الثغرات أمام الإحباط واليأس، فالأمل هو مفتاح الحياة الذى يعيش به ويتقدم معه كل يوم
ويبقى مجدى يعقوب اسما كبيرا وعالما عالميا تفتخر به مصر والأمة العربية تحوم حوله الكلمات لا تؤثر، مصانا بعناية فائقة ترفعها دعوات الملايين الذين رسم البسمة على شفاهم وأراح القلوب الموجوعة من الآلام.