جريدة الديار
الثلاثاء 23 أبريل 2024 10:44 مـ 14 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الحسين عبدالرازق يكتب: ما قاله العيان للميت

الإساءة التي وجهها المشخصاتي الهارب عمرو واكد، الذي مات تقريباً في كل الأفلام التي مثلها إلي عظيمات مصر لا يمكن أن تصدر عن شخص واع أو عاقل أو متزن أو محترم، بل لا تصدر من الأساس عن رجل، في الوقت نفسه نقول أنها لا يمكن أن تكون قد صدرت اعتباطاً أو عن غير قصد، دعونا أولا نتفق علي هذا ثم نضف إليه ما نشاء وما نريد ونزيد ونفيض ونستفيض، أقول وأصدقكم القول، أنا لم أفاجئ مطلقاً عند قرائتي للتغريدة، لا أنكر أنني قد استأت، واغتظت، واشتطت غضباً وانفعلت، وتمنيت أن أكون هناك فأحاسبه أو يكون هو هنا لأعاقبه و أقتص منه لكل أم أو أخت أو إبنة أو زوجة، وكل امرأة مصرية طالتها سهامه الصدئة التي سترتد حتماً إلي صدره الغليل، أنا لم أفاجئ كما قلت، فكل إناء بما فيه ينضح والشيئ من معدنه لا يستغرب؟!

المفاجأة الحقيقية حدثت قبل شهر مضي ، عند مشاهدتي لحوار كان قد أجراه مؤلف الأفلام الهابطة ناكر الفضل بلال مع هذا الممثل الميت، وشاءت إرادة الله أن شاهدته قدراً علي صفحته، التي أعلن من خلالها عن شعوره ببعض من الوجع في أصابع يده اليمني، وهو ما قد يؤخره في الرد علي متابعي صفحته أو التفاعل الكتابي معهم، يعني هذا أن الأخ بلال عيان، ويعني أيضا وضمناً أننا الآن بصدد الحديث عن حوار أجراه شخص عيان مع آخر ميت، وسأنقل لكم الآن بعض مادار باختصار خلال ذلك الحوار الذي جمع العيان بالميت ...

بملامح قريبة لملامح السجين جابر في فيلم الظالم والمظلوم، لحية كثيفة ليست مهذبة ولا هي نظيفة " قاعد بيهرشها كل ٣ دقايق" وفانلة مخططة بالعرض علي طريقة حرامية الأفلام القديمة ظهر الممثل "الميت" جالساً أمام مضيفه "العيان" الذي بدأ حواره معه بالكثير من عبارات الأطراء والثناء ثم قفز مباشرة إلي طرح سؤاله الأول في هذا اللقاء ... قال العيان للميت: زمان لما كان حد بيقول لحد يا خاين كان ممكن يكتئب يومين ويقول له إزاي تقول عليا خاين؟

إنت لما يتقال عليك كده بتقابله إزاي؟

فأجابه الميت قائلاً : بحس إني مهم !

قال العيان : هل انت اتعودت علي الهجوم؟

رد الميت: في الأول كنت بتضايق، لكن دلوقتي ببقي مبسوط!

إنتهت إجابة الميت وقفز إلي ذهني مباشرة ذلك المشهد الشهير للفنان حسن عابدين الله يرحمه في فيلم درب الهوي وهو "متحزم" وبيقول وهو بيرقص، أنا عايز واحدة تهزأني تهزأني تهزأني !

ويبدو أن الكائن صاحب التويتة البذيئة عاوز واحدة تهزأه، هذا هو نموذج مصغر من الذين هربوا من بلدنا ليتآمروا عليها وعلينا ويسبوا نساءنا وتيجان رؤوسنا، المشخصاتي البذيئ بيقول للمؤلف الدنيء إنه بيبقي "مبسوط" لما بيتقال عليه خاين فماذا ننتظر من هؤلاء؟

وأخيراً أقول ..

أنه إذا كان الميت قد أساء إلي عظيمات مصر بتغريدته، فإن العيان كان هو الأسبق إلي الإساءة إليهن بما قدمه عبر أفلامه، فيا كل عظيمة في مصر، حقك عليا ماتزعليش

وإذا أتتك مذمتي من ناقص، فهي الشهادة لي بأني كامل .

حفظ الله بلدنا