جريدة الديار
الخميس 2 مايو 2024 06:37 صـ 23 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الصين تحذر أمريكا من آثار سيناريو الحرب الباردة

علم الصين و أمريكا
علم الصين و أمريكا

عبرت الصين عن تحذيرها من ما وصفته بـ"هوس الولايات المتحدة بالمركزية الغربية والاستثنائية وعقلية الحرب الباردة" ، كما أكدت أن ذلك سيؤدي إلى المواجهة والانقسام على صعيد المجتمع الدولي.

وجاء ذلك خلال تصريحات وزير الخارجية الصيني وانج يي، خلال زيارته إلى فيجي في جولته الحالية لدول جزر الباسيفيك.

حيث أفاد وانج يي إن العلاقات الصينية الأمريكية "ليست لعبة صفرية ، وينبغي على الولايات المتحدة معالجة العلاقات الثنائية على أساس مبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين".

وخلال تصريحاته أيضا رد وزير الخارجية الصيني ،علي خطاب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشأن سياسة الإدارة الأمريكي تجاه الصين، وصف خلاله بكين بأنها "التحدي طويل الأجل الأخطر للنظام الدولي"، وذلك من خلال قوله إن "هناك مفاهيم خاطئة كبيرة في وجهات نظر الولايات المتحدة حول العالم والصين والعلاقات الصينية الأمريكية".

وتابع الوزير وانج يي قائلاً "العالم ليس الذي تصفه الولايات المتحدة"، وأن "المهمة الأكثر إلحاحاً، التي تواجه المجتمع الدولي، تكمن في الحماية المشتركة لحياة البشر وصحتهم، وتعزيز التعافي الاقتصادي العالمي وحماية السلام والهدوء العالميين".

فيما عبر وزير الخارجية الصيني عن تحذيره من أن "هوس الولايات المتحدة بـ"المركزية الغربية" و"الاستثنائية" وعقلية الحرب الباردة، فضلاً عن دفعها لمنطق الهيمنة وسياسة الكتل، كلها أمور تتعارض مع اتجاه التاريخ، الأمر الذي لن يؤدي إلا إلى المواجهة والانقسام على صعيد المجتمع الدولي".

وعلى إثر ذلك فقد اتهم وزير الخارجية الصيني، الولايات المتحدة بأنها "أصبحت في الواقع مصدر اضطراب يقوض النظام العالمي الحالي ، وحجر عثرة يعيق إضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية".

هذا وقد أكد وانج يي أن الصين ليست ما تتخيله الولايات المتحدة، و ذلك من خلال قوله "هدفنا مفتوح ونزيه ومستقيم، ويكمن في جعْل الحياة أفضل لشعبنا وتقديم مساهمة أكبر للعالم، وليس استبدال أو تحدي الآخرين".

وتابع بقوله "ما نريد أن نقوله للولايات المتحدة هو أن العلاقات الصينية الأمريكية، ليست لعبة صفرية صممها الجانب الأمريكي".

وخلال تصريحاته ذكر الوزير الصيني، أن قادة بلاده تساءلوا عما إذا كان بإمكان الصين والولايات المتحدة التعامل بشكل صحيح مع علاقاتهما، باعتباره أمراً مهماً بالنسبة لمستقبل العالم، ووصف ذلك بأنه "سؤال القرن الذي يحتاج إلى إجابة جيدة من جانب البلدين".

فيما أشار الوزير وانج يي إلى أن "قبل الإجابة على السؤال، ينبغي أن يدرك الجانب الأمريكي أولاً أن الهيمنة أحادية القطب لن تحظ بأي دعم، وأن المواجهة الجماعية ليس لها مستقبل، وأن بناء ساحات صغيرة بأسوار عالية يعني العزلة الذاتية والتخلف، وأن فك الارتباط وقطع الإمدادات لن يؤذي الآخرين فقط بل يؤذي الجانب الأمريكي نفسه".

وتابع بقوله أنه "يمكن للدول إجراء منافسة نزيهة مع بعضها البعض، ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، لكن ينبغي ألا تكون منافسة مدمرة".

وإختتم وزير الخارجية الصيني تصريحاته، بقوله "لن نستسلم أبداً للابتزاز أو الإكراه، وسندافع بقوة عن سيادة الصين وأمنها ومصالحها التنموية"، مشدداً على أن الشعب الصيني لديه الأساس والعزم على القيام بذلك، وأي قمع واحتواء لن يؤدي إلا إلى جعله أكثر اتحاداً".

وتجدر الإشارة إلى أن تأتي هذه التصريحات، عقب حديث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال خطاب في "جامعة جورج واشنطن"، حول استراتيجية بلاده تجاه الصين، والتي أكد خلالها أن الولايات المتحدة لا تريد مواجهة أو حرباً باردة مع الصين، مشدداً على أنها ستدافع عن النظام الدولي، وستعمل على إصلاحه.

حيث أفاد بلينكن بقوله إن أسس النظام الدولي "تتعرض لتحدٍّ خطير ومستمر"، وحتى مع استمرار حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا، "سنواصل التركيز على أخطر تحدٍّ على المدى الطويل للنظام الدولي، وهذا هو التحدي الذي تفرضه الصين".

كما أكد وزير الخارجية الأمريكي أن "الصين هي الدولة الوحيدة التي لديها على حد سواء، نية لإعادة تشكيل النظام الدولي، وعلى نحو متزايد، القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتقنية للقيام بذلك"، وأشار إلى أن "رؤية بكين ستجعلنا نتخلى عن القيم العالمية التي حافظت على قدر كبير من تقدم العالم على مدار الـ75 عاماً الماضية".

ويذكر أن تأتي حرب التصريحات بين واشنطن و بكين ، عقب هجوم الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال جولته الآسيوية، الذي وصف الصين فيها بالنظام الاستبدادي، كما أكد على أنه سيدعم تايوان ضد أي غزو صيني محتمل ، هي التصريحات التي لم تقبلها بكين، و رداً بشكل ناري عليها.