جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:14 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لا علاج له .. الفرق بين الزهايمر والخرف الجبهي الصدغي

تعبيرية
تعبيرية

الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر أمراض قد تؤثر على اللغة والسلوك والذاكرة، فماذا تعني الإصابة بهما؟ وأهم الأعراض وطرق التعامل معه.

من الأمراض العقلية التي تظهر عادة دون مقدمات، مرض الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر الذي قد تتحكم العوامل الوراثية في حدوثهما ببعض الحالات، ومن الممكن الا يتمكن غير المتخصيين التفريق بينهما، بتعتبار أن اي مرض يصيب الدماغ للأشخاص فوق الستين هو من أعراض الخرف والشيخوخة.. تعرفوا على الفرق بين الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر وطرق ملاحظتهما والعلاج المناسب.

الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر
بعد أن فقد النجم العالمي "بروس ويليس" قدرته على الكلام والانتباه، لم يكن معروفا ما يعانيه بالضبط، فاعتزل التمثيل والظهور العام
حتى أعلنت أسرته بعد عام إصابته بمرض الخرف الجبهي الصدغي وهو بعمر 67 عاما، متأملين أن يكون قادرا على التأقلم مع أعراضه التي لا علاج لها.

لم يتم التوصل بعد إلى علاج لاضطرابات الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر وغيرهم من الاضطرابات الدماغية. التي تؤثر على السلوك والذاكرة وأحيانا اللغة والشخصية والانتباه العام، ولكن يلجأ الأطباء إلى الدعم النفسي والمادي ومحاولة التخفيف من الأعراض.

ما الفرق بين الزهايمر و الخرف؟
من الممكن أن تلاحظ أن مسنا بدأ يتفوه بكلمات غير مفهومة وجمل مبعثرة، أو يسُبّ مَنْ حوله دون أسباب،
وقد يُهمل في مظهره ونظافته الشخصية وينسى التواريخ والأسماء، وتعتقد أن هذا كله مرتبطا بالخرف أو ألزهايمر، في حين يجب توضيح الفرق بين الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر واختلافاتهما في التأثير على الدماغ، وأيضا فهم الخرف كمصطلح عام شامل.

الخرف
لا يعتبر الخرف مرضا بحد ذاته، ولكنه مصطلح يُسهل فهم مجموعة من الأعراض التي تؤثر على عمل الدماغ،
وتؤدي إلى اضطرابه وتفقد الشخص القدرة على أداء مهامه اليومية، ولا يصيب الخرف المسنين فقط كما يُشاع ولكن قد يعاني منه الأطفال والأشخاص في أعمار ما فوق الأربعين والخمسين، وقد تأتي هذه الأعراض- حسب موقع ألزهايمر- عبارة عن:

فقدان القدرة على التفكير المنطقي وحل المشكلات.
تغيرات حادة في السلوك والمزاج.
فقدان الذاكرة على المدى القصير أو الطويل.
تشتت الانتباه وفقد القدرة على التركيز.
حبسة الكلام أو تعسر النطق.
استخدام لغة شديدة وسلوك غير معتاد.
من الممكن أن يتخذ الخرف أشكال واضرابات عدة، منها ألزهايمر، وهي:

خرف أجسام ليوي.
الخرف الجبهي الصدغي.
مرض كروتزقيلد- جاكوب.
الخرف الوعائي.
الاعتلال الدماغي الرضحي المزمن.
الخرف المختلط.
ألزهايمر
أما الإصابة بألزهايمر فهو الشكل الأكثر شيوعا من أشكال الخرف، فهو يمثل من 60% إلى 80% من جميع تشخيصات الخرف،
ويصيب ألزهايمر دماغ المريض بشكل عام، ويؤدي إلى تلف القشرة الدماغية وما تحويه من الفص الجبهي والجداري والزماني، وكذلك القشرة المخية الأنفية الداخلية والحصين، والتي تؤثر على الذاكرة والتعلم والكلام واللغة والإدراك البصري والمعالجة.

تزداد احتمالية الإصابة بألزهايمر مع التقدم في العمر فوق الـ 65 عاما، ومع تقدم مراحل المرض تزداد أعراضه سوءا،
من المرحلة المبكرة التي يدرك فيها الشخص إصابته به وحتى فقدانه القدرة على التواصل اللفظي أو الاعناء بنفسه، ولا يوجد سبب يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بألزهايمر رغم الاعتقاد بأن العوامل الوراثية يمكنه أن تزيد من خطر الإصابة، بينما توضح الإحصائيات أن 5% فقط من حالات ألزهايمر نتيجة عوامل جينية ووراثية.

وباختصار، ليس كل مصاب بالخرف يعاني من ألزهايمر، ولكن الإصابة بألزهايمر تعني الإصابة بشكل من أشكال الخرف.

ما هو الخرف الجبهي الصدغي؟
الإصابة بمرض الخرف الجبهي الصدغي Frontotemporal Dementia- كما يوضح مايو كلينك- من الممكن أن تستهدف الأشخاص في مراحل عمرية مبكرة ما بين 40 إلى 65 عاما،
ويمثل 10 إلى 20% من أشكال الخرف، غير أنه يؤدي إلى تلف الفصين الجبهي والصدغي بالدماغ، مما يُحدث تغيير كبير في الشخصية، وكذلك السلوك واللغة.

يختلف مرض الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر عن بعضهما، فلكل منهما أعراض مختلفة وطريقة في العلاج،
ومن الأعراض التي يتم ملاحظتها عند الإصابة بالخرف الجبهي الصدغي Frontotemporal Dementia:

أعراض الخرف الجبهي الصدغي الخاصة بالسلوك
انتهاج تصرفات غير لائقة اجتماعيا بشكل غير واعي.
فقدان القدرة على التفكير المنطقي.
انصراف الحكمة والعقلانية.
فقدان التعاطف وعدم القدرة على التفاعل مع مشاعر الآخرين وفهمها.
عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
اللامبالاة العاطفية وفقدان الاهتمام بأي أمر.
الرغبة في وضع أي شئ بالفم.
القيام بسلوكيات قهرية متكررة، مثل: التصفيق أو النقر دون وعي، أو حركة الرأس.
تناول الطعام الفاسد.
الضحك والبكاء دون سبب.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي المتعلقة باللغة
عسر النطق.
عدم القدرة على فهم الحديث المنطوق أو اللغة المكتوبة.
فقدان القدرة على تسمية الأشياء بمسمياتها الصحيحة أو اختيار الكلمات المناسبة للرد على الآخرين.
صياغة الجمل بشكل خاطئ.
التردد أثنا الحديث، واستخدام كلمات مقتضبة غير مفهومة.
أعراض الخرف الجبهي الصدغي الحركية
حدوث تشنجات عضلية.
السقوط المتكرر وفقدان القدرة على المشي السليم.
وهن العضلات.
الرعاش.
تصلب العضلات.
عدم وجود تناسق في الحركة.
حركات انفعالية غير محسوبة.

لا يمكن اعتبار الخرف الجبهي الصدغي والزهايمر هما أشكال الخرف فقط، ولكن الخرف كما أوضحنا مصطلح يشمل الاضطرابات الدماغية المختلفة.

والتي قد تكون إما خرف وعائي أو خرف مختلط، وهي أمور يحددها الطبيب المختص من خلال التقييم العصبي أو الاختبارات المعرفية والنفسية وكذلك التصوير المقطعي أو بالرنين المغناطيسي.

وغالبا ما تكون مراحل مرض الخرف، الذي ما زال التعرف على سببه مجهولا، عبارة عن مراحل مبكرة يمكن فيها التعامل مع المرض،
ويكون المريض في وعيه، ومع تقدم المرض تزيد المراحل سوءا حتى يكون المريض في حالة يفقد فيها الوعي الكامل والقدرة على السيطرة والتواصل.

هل يمكن الشفاء من مرض الخرف؟
لا يوجد حتى الآن علاج نهائي وشامل لأي من الضطرابات الدماغية الناتجة عن الخرف، ولكن يمكن تحسين حالة المريض من خلال:

العقاقير التي تعمل على تحسين الذاكرة والتعلّم والإدراك.
ويمكن الاعتماد على العلاج السلوكي الذي يهدف إلى تكيف المريض مع وضعه الجديد.
تقديم الدعم النفسي من خلال معالجين متخصصين.
تقليل الارتباك لدى المريض والعمل على تبسيط المهام.
الحرص على توفير عناية منزلية متفهمة لطبيعة المرض.
على المقيمين مع المريض والراعين له، الحرص على التواصل البصري واللفظي، مع التحلي بالصبر وعدم استعجال الرد.
الاهتمام بالأنشطة البسيطة التي يحبها.
محاولة ممارسة أنشطة بدنية في إطار قدرة المريض.
ومن الممكن، اتباع علاجات التدليك والعلاج بالموسيقى والفن.
ويمكن لمن يراعون الأشخاص المصابين بأي من أمراض الخرف الاستفادة من مجموعات الدعم، حتى يمكنهم التعلم من تجارب الآخرين ورعاية أنفسهم أيضا.