جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:54 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

محمد أبو العلا يكتب: البلشي وميري ما بين قلم وألم

محمد أبو العلا
محمد أبو العلا

مما لا شك فيه إن ما حدث في انتخابات نقابة الصحفيين، والتي أسفرت عن فوز خالد البلشي وإعلانه نقيبا للصحفيين، يُعد علامة بارزة في تاريخ النقابة التي أكد أعضاؤها إن كلمتهم وقلمهم سيفا ودرعا هما الأقوى، وأنهم أصحاب سيادة كاملة في تحديد ورسم خارطة الطريق لمهنة الصحافة.

ولكنني أود إن أشير لبعض النقاط الهامة والتي أعتقد أنها مهمة في تحديد الهوية ولم الشمل، دون تصفية الحسابات والدخول في نفق مظلم لا نرى فيه حواجز التقدم والإصلاح.

أعلم جيدا أن الصحفيين أرادوا وفعلوا، بعد أن تسربت وامتلأت جوانب ومعتقدات المهنة باليأس بين أركانها، وهناك من عارض ومن اتفق في الرأي، لكن الحقيقة الواضحة أن القلم الصحفي الشريف الحر هو من كتب وسطر الألم المبكي للآخر، وهنا أقصد السقوط غير المفاجئ من وجهة نظري للأستاذ خالد ميري الصحفي الكبير الذي نكن له كل التقدير والاحترام لما له من مكانة صحفية كبيرة في تاريخ صاحبة الجلالة.

ولكن القلم الذي امتلأت أنبوبة الحبر داخله بالخزي والكسوف والخوف من المجهول كان له رأيا آخر، وانفجر بكتابة سطور من ذهب سيذكرها تاريخ المهنة العريق بأن من زرع حصد ومن جد وجد ومن أحب سعي الجميع خلفه لجني ثمار الحب ونشر التفاني بين أرجاء الجماعة الصحفية، وما فعله ميري عندما كان مسئولا عن لجنة القيد ودخول أعضاء لا يستحقون نيل ذلك الشرف النبيل، وعلى النقيض التصميم على إقصاء وإبعاد من يستحقون، من اجتهدوا وعملوا بإخلاص في مؤسساتهم وهم الآن ما بين جورنال وآخر متمسكين بالأمل المفقود لنيل الجائزة المستحقة باعتمادهم رسميا أبناء مهنة لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات.

في تلك الانتخابات أيقن الصحفيون أنهم أمام مفترق طرق أحدهما ناجٍ والآخر مهلك، فما كان أمامهم سوى الاتجاه الأوحد وهو المهنة، فهي الباقية، وتساءلوا من يحميها ويعود بها من جديد؟، فما كان غير رد واحد وهو خالد البلشي ومن على شاكلته، حتى نرمم ما بقي من تاريخ صحفي، وكانت كلمة السر هي التصميم والإرادة بأنه لابد أن تبقي الكلمة سيفا ودرعا/ ونجح البلشي ورفاقه وخسر من نسي وقتا ما أن النقابة مجد يكتبه أبناءه وليس الكرسي المتحرك والمتنقل، وكتب الصحفيون رسالة واضحة للجميع (نقابتنا هيبتنا).

ومن هنا أوجه رسالتي للبلشى وأعضاء النقابة كلا باسمه أخلصوا النية لله في خدمة كل الصحفيين وليس فصيلا دون الآخر، ورمموا أركان نقابتنا وافتحوا صفحات بيضاء وأكتبوا على سطورها نقابة واحدة لأبنائها دون تمييز/ وابتعدوا عن تصفية الحسابات فهي مرحلة ودائرة جميعنا حولها وستجننون يوما ما ثمار ما فعلتم بخير أو غيره، فالانتفاضة الصحفية واضحة ومفرحة ومؤلمة دون تمييز بين فعل وآخر، واكتبوا على أبواب نقابتكم أهلا ومرحبا نحن في خدمة الصحفيين دون تمييز.