جريدة الديار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:38 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
سقوط سيارة سوزوكي في ترعة الجيزة: رجال الإنقاذ النهري ينجحون في انتشالها ندوة لمجمع إعلام الدقهلية بكلية التربية بنين جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف 15 عاملا فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال منذ بداية العام: تدهور خطير لحقوق العمال غزة تحت القصف: إسرائيل تشن غارات عنيفة على شمال القطاع بعد تهديد نتنياهو غزة تشتعل: نتنياهو يأمر بشن غارات عنيفة بعد تأجيل تسليم جثة أسير إسرائيلي ”القومي لذوي الإعاقة” يواصل تنظيم فعاليات مبادرة ”أسرتي قوتي” بمركز الطفل للحضارة والإبداع ” محافظ الدقهلية يبحث استغلال أرض الإيواء بميت غمر لتعظيم موارد الدولة وإقامة مشروع خدمي استثماري قناة السويس تعود للانتظام بعد جنوح ناقلة نفط: 30 دقيقة كانت كافية لإنقاذ الموقف وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يعلن عن إنشاء عيادة عزل جديدة بمركز تدريب أطباء الأسنان استبعاد 15 قيادة محلية لم تحقق المستوى المطلوب: تفاصيل الحركة السنوية للمحليات اعتماد حركة قيادات الإدارة المحلية السنوية مصرع شاب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم دراجتين بخاريتين ببني سويف

شعر بقلم د. سرجون كرم: الزمن اليباب

د. سرجون كرم
د. سرجون كرم

استريحوا...

فأنتم آخر الشعراء،

حتى إذا آب آخرُكم إلى الشجرة التي خرج منها غجريّ قصيدته

سيُفتح الباب عندها للعاهرات

يدخلن ويُعلّقن رؤوسكم قناديل لليالي العامرة...

وستتسامرون معهنّ بكلّ حبور،

لأنكم لم تكونوا في حياتكم إلا مثلهنّ:

أرواحًا ضائعة

في زمان مقيت ومكان خراب

أو

في مكان مقيت وزمان خراب.

*

اكتبوا ما تشاؤون

مما يسمى في معاجم المِلَل باللغة الجميلة

تلك التي تضع جناحًا أصفر للسنونوة

وقبعة للهدهد

وأشياء من هذا القبيل لوصف النهود

وأحاسيس الجسد حين يشعر أنّه جسد،

فمكان العبارات سيبقى لكم

ولكنّ الزمان في مكان آخر

اسألوا أبناءكم أين يدور،

فإن شاؤوا أجابوا.

*

وأغدقوا علينا من أحاديثكم

مع جدران غرفكم

التي تضيق مع كلّ قصيدة تقترب

وحبيبٍ يدير وجهه للقبر

فأنتم آخر الشعراء في جميع الأحوال

الغرباءُ في عصر الذكاء الاصطناعيّ

الذي سيجلس بلا صرّة يكتب

والناس تقرأه وتندبكم تزلّفًا حين تموتون.

*

في غرفتي ما زلت أستحضر الجنّ

كما كنت أفعل في شبابي

وأسأل: ما الجدوى من كل ذلك؟

من الشعر؟

من الطلقة التي لا تصيب إلا مطلقها؟

من الحزب الذي يبحث عن شهيدٍ؟

من الامرأة التي فقدت وحيدها وبقيت على قيد الحياة؟

من الجنود القدامى الذين يقصّون على رفاقهم القصص البطوليّة ذاتها مذ كانوا معًا في الخندق نفسه

وفي الخيمة نفسها؟

من الرحلات التي تنتهي في بحيرة جليديّة؟

ومن الحلم براعية أغنام ذات عينين زرقاوين تفصلان الأرضَ عن السماء؟

من طبول الحرب ومن حمامات السلام؟

من الدول اللقيطة والتاريخ الجليّ؟

من الأشياء التي لا تشبه ما يشبهني؟

*

اكتبوا لأهوائكم

ولا تطّلعوا على الغيب.

فالزمان لم يعد هنا.