جريدة الديار
الجمعة 4 أكتوبر 2024 05:39 صـ 1 ربيع آخر 1446 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

حزمة الحماية الاجتماعية الجديدة: الأمل في تخفيف الأعباء الاقتصادية

في إحدى ضواحي القاهرة، تجلس أسرة مصرية متوسطة الدخل على طاولة العشاء، تراقب بقلق أسعار السلع الأساسية التي ترتفع يوماً بعد يوم.

الأب، الذي يعمل موظفاً في القطاع العام، يجد صعوبة متزايدة في توفير احتياجات أسرته، بينما الأم تضطر إلى التقشف في المصاريف اليومية.

هذه الأسرة ليست وحيدة في معاناتها؛ فملايين الأسر المصرية تواجه تحديات مشابهة في ظل الارتفاع المستمر للأسعار.

السؤال الرئيسي: كيف تسعى الحكومة المصرية إلى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين في ظل التحديات الاقتصادية الحالية؟
في خطوة تهدف إلى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن كاهل المواطنين، أعلنت الحكومة المصرية عن إطلاق حزمة جديدة من تدابير الحماية الاجتماعية. من المتوقع أن تدخل هذه الحزمة حيز التنفيذ في أكتوبر المقبل، مستهدفة الأفراد والأسر الأولى بالرعاية.

تفاصيل الحزمة الجديدة

تتضمن الحزمة الجديدة زيادات في الأجور والمعاشات، بالإضافة إلى أشكال أخرى من الدعم للأسر الأكثر احتياجاً.

تهدف هذه الإجراءات إلى الحد من تأثير الضغوط التضخمية، خاصة في ظل خطط الحكومة لإعادة هيكلة الدعم وزيادة أسعار الكهرباء.

كانت الحكومة قد قررت في وقت سابق تأجيل أي زيادة في أسعار الكهرباء حتى سبتمبر المقبل، مما يعكس حرصها على تخفيف العبء عن المواطنين.

لماذا الآن؟

تأتي هذه الخطوة في وقت حساس، حيث شهدت البلاد زيادات ملحوظة في الأسعار، منها رفع أسعار الوقود بنسبة 10-15% في نهاية يوليو، وزيادة أسعار تذاكر المترو والقطارات، فضلاً عن ارتفاع أسعار الخبز المدعم بنسبة 300% في نهاية مايو.

كل هذه الزيادات فاقمت الضغوط على محدودي الدخل.

تخفيف التأثير

صرح أحد المصادر الحكومية لإنتربرايز قائلاً: "نشهد ارتفاعاً ضخماً في فاتورة تأمين السلع الاستراتيجية وتوفيرها، ولكن ما نبحثه حالياً هو مدى إمكانية زيادة المرتبات بما يخفف من تبعات التضخم على الأجور والمعاشات".

هذا التصريح يعكس اهتمام الحكومة بمواجهة التحديات الاقتصادية بشكل مباشر من خلال تحسين دخل المواطنين.

الحزمة الثانية خلال العام الجاري

تأتي هذه الحزمة الجديدة كامتداد لحزمة حماية اجتماعية سابقة قدمتها الحكومة في مارس الماضي، شملت زيادة أجور القطاع العام، ورفع حد الإعفاء من ضريبة الدخل، وزيادة المعاشات، إلى جانب رفع الحد الأدنى لأجور العاملين بالقطاع العام بنسبة 50% إلى 6000 جنيه.

هذه الحزمة كانت بقيمة 180 مليار جنيه.

حزمة اجتماعية أضخم

قد تكون الحزمة الجديدة هي الأضخم مقارنة بالحزم السابقة، وفقاً لتصريحات مصدر حكومي آخر. هذا يعكس التزام الحكومة بتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة.

لجنة ثلاثية للحد من التضخم

من أجل مواجهة التضخم، شكلت الحكومة لجنة ثلاثية تضم ممثلين عن وزارات المالية والتموين والتضامن الاجتماعي.

تهدف هذه اللجنة إلى متابعة توافر السلع الاستراتيجية وتأمين الاحتياجات المالية لاستيرادها وتسعيرها، من بين قرارات أخرى تهدف إلى الحد من التضخم في الأمد القريب.

تباطؤ التضخم

بحسب بيانات رسمية، تباطأ معدل التضخم السنوي في المدن المصرية خلال يونيو الماضي للشهر الرابع على التوالي، مسجلاً أدنى مستوى له في 17 شهراً عند 27.5%، نزولاً من 28.1% في مايو. هذا التباطؤ يعكس فعالية الإجراءات الحكومية في كبح جماح التضخم.

الحكومة المصرية

في خضم هذه التحديات الاقتصادية، تسعى الحكومة المصرية جاهدة لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين من خلال تدابير حماية اجتماعية شاملة.

تبقى التحديات كبيرة، ولكن هذه الخطوات تمثل بصيص أمل للأسر المصرية التي تبحث عن الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.