مدحت الشيخ يكتب: فضفضة.. على فين؟!

احنا شعب بينا وبين الفرحة مشكلة، أو على أقل تقدير سوء تفاهم زي الراجل ومراته، في كل مرة بنقرب فيها من الفرحة، بتحصل حاجة غريبة، كأن في كف خفي بيدفع البهجة بعيد.
ماتش كنا كسبناه؟ ضيعنا ضربة جزاء.
مشروع كان هيفتح بيوت؟ القرار يتحط في الدرج، والمواطن يتحط في الدماغ.
وكل مرة بنقول: "ماشي، الجاية أحلى."
بس الجاية بتيجي، وتعدي، وتسيبنا واقفين بنهرّش في دماغنا ونقول:
"هو إحنا اللي فينا حاجة؟ ولا الدنيا هي اللي بتلعب بينا كرة شُراب؟"
آخر محاولة كانت لما قررنا نعمل حاجة حلوة، نرتب، ننضف، نبني، نغيّر.
لكن أول ما الناس صدّقت وبدأت تحلم، جت الوعود تتحول ليافطات،
واليافطات تتحول لشكاوى،
والشكاوى تتحول لسكوت،
والسكوت... يجيب نوم.
كأن الحلم نفسه عنده أنيميا.
وكل ما نمد إيدنا للفرصة، تلاقاها بتجري مننا، تقدر تقول كأنها وخدة موقف،
عامل زي الريح، تحس بيها بس ما تعرفش تمسكها.
شوف مثلاً رواندا، اللي كانت بتتخانق بالمناجل،
بقت بتصنع طيارات درون، وبتعمل مؤتمرات فيها واي فاي ما بيفصلش.
وفيتنام؟ كانت حربها مسلسل أبيض وأسود،
دلوقتي بتنتج لكل الماركات...
حتى الشبشب اللي في رجلك ممكن يكون مكتوب عليه:
"صُنع في سايغون".
وإحنا؟
لسه بنحلف بالبطاقة،
ونكتب على الحيطان: "اللي بيته من إزاز ما يشرحش نفسه."
وعندنا "خطط كتير" بتتأجل خمس سنين،
وسط دا كله بننصح المواطن يستخدم الجي بي اس عشان يعرف يمشي،
لأن الطريق بقى متشابك، كله تقاطعات، مصاريف بيت، مع شوية دروس، مع فاتورة مياه، ومع كهرباء...
اللوكشن بقى ضرورة عشان تعرف تمشي.
نحاول نحاكي العالم، نلبس زيه، نزوّق الكلام، نعمل أبليكشنات،
بس أول ما تدخل السيستم... يرد عليك:
"خطأ غير معروف. حاول مرة تانية بعد فوات الأوان."
ووسط كل ده، المواطن المصري —
اللي اتحمّل أكتر من طاقته،
ودفع تمن حاجات ما طلبهاش —
لسه بيصحى كل يوم يحاول.
مش عشان متفائل... بس عشان متعود.
وكل ما نحس إن الدنيا هتبتسم، تفتّح بقها... تكشّر.
بس بقول معلش، وبسأل نفسي كل يوم: على فين؟!