جريدة الديار
الأحد 13 يوليو 2025 10:40 مـ 18 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في ظل استمرار العدوان وخطط التهجير.. محلل يؤكد: لا سلام دون إنهاء كامل للاحتلال

في ظل صمت دولي متزايد، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الوحشي على قطاع غزة، مستهدفا المدنيين الأبرياء في منازلهم ومخيماتهم، مخلفا المزيد من الشهداء والدمار، ومتجها نحو تنفيذ مخطط مثير للجدل يقضي بإنشاء ما يعرف بـ"المدينة الإنسانية" في رفح، والتي تنذر بمرحلة جديدة من التهجير القسري والهيمنة العسكرية، كما أن المشهد الإنساني في القطاع بات كارثيا، والمؤشرات تنذر بتصعيد خطير في الأيام المقبلة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، إن تحقيق الأمن الحقيقي في المنطقة لا يمكن أن يتم في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بل لا بد من إنهاء هذا الاحتلال بشكل كامل، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وأضاف الرقب، أنه ما يثير القلق البالغ هو موقف بعض الأطراف الدولية التي تتبنى الرواية الإسرائيلية بشأن ما تسميه "الهاجس الأمني"، في حين تغض الطرف بشكل متعمد عن الجرائم والانتهاكات اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، وهذا التواطؤ الصامت يشكل تجاهلا صارخا لمبادئ القانون الدولي ولقيم العدالة والإنصاف.

وأشار الرقب، إلى أنه من الضروري أن يدرك المجتمع الدولي أن الأمن لا يبنى على أنقاض الحرية ولا على حساب كرامة الشعوب، فاستمرار إسرائيل في توظيف ذريعة "الأمن" لتبرير ممارساتها القمعية، لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد والتوتر، كما أنه يقوض بشكل خطير فرص الوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة.

وتابع: "لقد بات من الواضح أن إسرائيل تواصل اشتراط ما تسميه "الضمانات الأمنية" كوسيلة لتعطيل أي عملية تفاوضية جادة، متجاهلة أن الاحتلال نفسه هو السبب الجوهري للتوتر وانعدام الاستقرار في المنطقة".

واختتم: "فمصدر الأزمة ليس الشعب الفلسطيني الذي يعاني يوميا من الحصار والعدوان والاستيطان، بل السياسات الاحتلالية التي تنتهك أبسط قواعد القانون الدولي وحقوق الإنسان".

استشهاد 19 فلسطينيا.. بينهم طفلة

واستشهد 19 فلسطينيا، بينهم طفلة، وأصيب عدد آخر، اليوم الأحد، في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الحربية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وقد استهدفت الغارات منازل سكنية وخياما للنازحين، في تصعيد دموي جديد يطال المدنيين العزل.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن القصف استهدف منزلا يعود لعائلة العربيد في منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى إلى استشهاد 10 فلسطينيين.

وفي مدينة غزة، استشهد 5 مواطنين وأصيب آخرون إثر قصف استهدف منزلا في شارع حميد غرب المدينة.

وفي حي الصبرة بمدينة غزة، استشهدت طفلة وأصيب عدد من المواطنين، بعد استهداف منزل يعود لعائلة قرب مسجد المجمع الإسلامي، أما جنوب القطاع، فقد أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد 3 فلسطينيين جراء قصف استهدف خيمة للنازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

دمار متواصل في غزة

لم تقتصر اعتداءات الاحتلال على القصف الجوي، بل قامت قواته بتفجير عدد من المباني السكنية في حي التفاح شرق مدينة غزة، ما ألحق دمارا واسعا بالممتلكات والبنية التحتية، مفاقمًا معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعا معيشية بالغة السوء.

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن الصليب الأحمر، أن الوضع في غزة بات "غير مقبول"، مؤكدة أن المدنيين يعيشون ظروفا إنسانية مروعة في ظل القصف المستمر وانهيار الخدمات الأساسية.

وفي تطور خطير، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلا عن مصادر رسمية إسرائيلية، عن خطة لإنشاء ما يطلق عليه "المدينة الإنسانية" في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بتكلفة تتراوح بين 10 إلى 15 مليار شيكل، تتكفل إسرائيل بالجزء الأكبر منها في مرحلتها الأولى.

ووفقا للتفاصيل المنشورة، تتضمن الخطة إقامة معسكر ضخم من الخيام المجهزة لاستيعاب نحو نصف مليون نازح فلسطيني، في خطوة تعد محاولة واضحة لمنع عودتهم إلى شمال القطاع، ما أثار موجة واسعة من الانتقادات داخل الأوساط الأمنية والإنسانية في إسرائيل.

مخاوف من تهجير جماعي

مصادر أمنية وإنسانية حذرت من أن المشروع قد يمثل تمهيدا لفرض حكم عسكري طويل الأمد وبدء مرحلة تهجير قسري منظم، وهو ما أثار قلقا متزايدا في أوساط مؤسسات دولية، ومخاوف من أن يتحول القطاع إلى نموذج مفتوح لمعسكرات لجوء دائمة، تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والكرامة.

والجدير بالذكرأن من بين المجازر اليومية والمشاريع المشبوهة، يواجه الشعب الفلسطيني في غزة كارثة إنسانية مزدوجة، عبارة عن قصف متواصل يهدد حياته، ومخططات تهجير تهدد مستقبله.

وفي ظل هذا المشهد المظلم، يبقى المجتمع الدولي مطالبا بتحمل مسؤولياته والضغط لوقف هذا العدوان وإنهاء سياسات الاحتلال، التي لا تنذر إلا بمزيد من التصعيد والدمار.