جريدة الديار
السبت 20 ديسمبر 2025 05:58 مـ 1 رجب 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مديرية الصحة بالبحيرة: أدوية الأنفلونزا وراء نتيجة إيجابية لتحليل المخدرات لسائق النيابة تحيل رجل أعمال وقيادات شركة للتزوير والاستيلاء على أموال المساهمين سيد الضبع يكتب: مخططات استهداف مصر سابقا تنفذ في سوريا حاليا ”الزراعة” تضرب مافيا الأسمدة: ضبط 7.4 طن مهربة بالسوق السوداء في الأقصر وكفر الشيخ أسرار مدفونة تحت القارة السمراء.. ماذا يخفي باطن الأرض في أفريقيا؟ وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية تتفقدان مشروعات تطوير كورنيش إسنا التاريخي التموين توقف مصنع «جازفيل» بأبو رواش بعد رصد مخالفات نقص أوزان أسطوانات البوتاجاز الأحد أم الاثنين؟ متى موعد شهر رجب 1447 هـ موعد ومكان عزاء الفنانة الراحلة سمية الألفي محافظ البحيرة: طفرة غير مسبوقة في مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي محافظ الدقهلية ووزير التعليم العالي يشهدان احتفال تخرج الدفعة الأولى من جامعة المنصورة الجديدة محمد صلاح يتألق من مران منتخب مصر استعدادا لـ أمم إفريقيا

أسرار مدفونة تحت القارة السمراء.. ماذا يخفي باطن الأرض في أفريقيا؟

في عمق سحيق لا تطاله الحفريات ولا تبلغه أعين البشر، يرقد لغز جيولوجي هائل يعيد طرح أسئلة كبرى حول تاريخ كوكب الأرض ونشأته الأولى فقد كشف علماء الجيوفيزياء عن وجود بنيتين عملاقتين مدفونتين في أعماق الأرض، إحداهما تحت القارة الأفريقية والأخرى أسفل المحيط الهادئ، في اكتشاف وصف بأنه من أكثر الاكتشافات إثارة في علوم الأرض خلال العقود الأخيرة.

هذه التراكيب الغامضة، التي بقيت مخفية لمليارات السنين، قد تحمل في طياتها أدلة غير مسبوقة عن المراحل الأولى لتشكل الأرض، بل وتغذي فرضية جريئة تقول إنها ربما تكون بقايا كوكب قديم اصطدم بالأرض قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.

اكتشاف غير مباشر عبر الزلازل

لم يكن الوصول إلى هذا الاكتشاف ممكنا بوسائل تقليدية، إذ لا يمكن للبشر الحفر أو الرصد المباشر على أعماق تقترب من مركز الأرض لذلك لجأ العلماء إلى تحليل الموجات الزلزالية الناتجة عن الزلازل القوية حول العالم.

وعند تتبع حركة هذه الموجات، لاحظ الباحثون تباطؤاً غير معتاد عندما تمر عبر منطقتين محددتين في باطن الأرض.

هذا التباطؤ كان دليلاً حاسماً على وجود كتل ضخمة تختلف في تركيبها وكثافتها عن الصخور المحيطة بها في وشاح الأرض، ما فتح الباب أمام فرضيات جديدة حول طبيعتها وأصلها.

ما هي مناطق LLSVPs؟

أطلق العلماء على هذه التكوينات اسم مناطق السرعة المنخفضة الكبيرة جداً (Large Low Shear Velocity Provinces) ويُشار إليها اختصاراً بـ LLSVPs.

وتقع هذه البنى عند الحد الفاصل بين وشاح الأرض ولبها المنصهر، وهي منطقة تُعد من أكثر الطبقات غموضاً وتعقيداً في بنية الكوكب.

ويبلغ عرض كل واحدة من هذه الكتل آلاف الكيلومترات، ما يجعلها من أضخم التراكيب المعروفة داخل الأرض، على الرغم من أنها لم تكتشف إلا بفضل تقنيات تحليل الموجات الزلزالية الحديثة، وفقاً لما أورده موقع Daily Galaxy.

توزو العملاق المدفون تحت إفريقيا

تحظى الكتلة الواقعة أسفل القارة الإفريقية باهتمام خاص بين العلماء، وتعرف علمياً باسم "توزو".

وتشير الدراسات إلى أن هذه البنية تمتد من الحد الفاصل بين اللب والوشاح إلى ارتفاع يصل إلى نحو ألف كيلومتر داخل الوشاح، وهو ما يعادل ارتفاع عشرات الجبال العملاقة المكدسة فوق بعضها البعض.

ويعتقد الباحثون أن "توزو" تلعب دوراً مهماً في تفسير النشاط البركاني في إفريقيا، وربما تكون مرتبطة بظهور البراكين العملاقة والصدوع القارية التي شهدتها القارة عبر تاريخها الجيولوجي الطويل.

نسبة مذهلة من حجم الأرض

رغم أن عدد هذه التكوينات لا يتجاوز اثنتين فقط، فإن التقديرات العلمية تشير إلى أن مجموع حجمهما قد يشكل ما بين 3 و9 في المئة من حجم كوكب الأرض، وهي نسبة مذهلة بالنظر إلى أنها بُنى غير مرئية ولم تكتشف إلا حديثاً.

هذه الأرقام تعزز من أهمية الاكتشاف، وتؤكد أن ما نعرفه عن باطن الأرض لا يزال محدوداً مقارنة بما يختبئ في أعماقها.

بقايا كوكب قديم أم لغز لم يُحل بعد؟

أكثر الفرضيات إثارة للجدل تفترض أن هذه الكتل قد تكون بقايا كوكب أولي اصطدم بالأرض في بدايات تشكل النظام الشمسي، وهو الاصطدام الذي يُعتقد أنه أسهم في تكوين القمر.

ورغم أن هذه الفكرة لا تزال قيد البحث والدراسة، فإنها تفتح آفاقاً جديدة لفهم تاريخ الأرض وتطورها.

وبينما تتواصل الأبحاث، يبقى باطن إفريقيا ومعه أعماق الأرض مسرحاً لأسرار كونية هائلة، تؤكد أن كوكبنا لا يزال يحمل الكثير من الألغاز التي لم تُفك شيفرتها بعد.