جريدة الديار
الإثنين 7 يوليو 2025 03:03 مـ 12 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
جامعة حلوان تعلن مواعيد فتح باب التقديم لاختبارات القدرات 2025/2026 24 شهيدا في غارات للاحتلال على مناطق متفرقة بقطاع غزة منذ فجر اليوم السيسي يبحث مع حسن شيخ مشاركة مصر العسكرية لدعم الأمن في الصومال ”المركزي” يعلن زيادة احتياطي النقد الأجنبي لـ 48.700 مليار دولار بعد تحذير جوجل.. ما هو مفتاح المرور؟ ولماذا يعد الأكثر أمانا لحماية حساباتك؟ ”التنظيم والإدارة” يعلن موعد الاستعلام عن امتحانات المتقدمين لوظائف البريد محافظ الإسماعيلية يعتمد درجات تنسيق القبول بالمدارس الثانوية السيسي يشيد بجهود نظيره الصومالي في تحقيق الاصطفاف الوطني محمد عبد اللطيف: البكالوريا المصرية خطوة فارقة في تاريخ التعليم المصري لا وقت للبكاء.. ليفربول يلزم محمد صلاح بهذا القرار رغم صدمة وفاة جوتا مدبولي في بريكس: دولنا بحاجة لخارطة طريق فعالة لنقل المعرفة والتكنولوجيا.. فيديو وزير التعليم: البكالوريا بديل اختياري للثانوية العامة للتخفيف عن الطلاب

ضرب الحبيب

الكاتبة سميه زكريا
الكاتبة سميه زكريا

إعتدت على سماع مشاحانتهما .. ضحكهما.. لهوهما ومجونهما، لكن اليوم كان مختلفا عن أى يوم. إزداد شجارهما.. علت نبرة صوتهما.. تبادلا الألفاظ النابية "الخواجاتى" التى وصلت إلى مسامعى. .. ألقى ملابسها فى صندوق القمامة.. فتح صنبور المياه وبعصبية دفعه بقدمه فأنزلقت بعض من الملابس على الرصيف فإزدادت طينا وسوءا. لحظات ووجدته قد دفعها خارج المنزل فى يوم بارد عاصف. دخل وأغلق الباب.

رأيت ذلك بأم عينى .. سمعته وأنا أجلس على الطاولة القريبة من الشرفة التى تطل علي بيتهما المقابل لى.

ظلت جارتى الأمريكية الشابة تجلس على سلم البيت. باكية مرتدية ملابس خفيفة فى هذا البرد.. قرعت باب بيتها عدة مرات ليسمح لها بالدخول.. لكن دون مبالاة.

لم يهتم لأمرها أحد.. ولم يخرج أحد من بيته ليستطلع هذا الشجار.. وهذا هو العادى هنا.. كل لاه فى حاله ونفسه.. بزيادة!!

إستمرت على هذه الحالة وقتا طويلا.. خرجت بعدها وسألتها إن كانت تريد شيئا. إنها المرة الأولى التى أتكلم فيها معها.. لاأعرف أسمها. أجابت بالنفى. دخلت وأغلقت الباب.

لم تمض سوى دقائق إلا وسمعت طرقا على الباب.. وكانت هى..دلفت إلى الداخل.. أراها للمرة الأولى من قرب.. بيضاء.. بضة.. شابة.. فى بداية الثلاثينيات. ظلت تبكى بحرقة.. رأيت بروزا فى ذراعها وكدمات زرقاء فى وجهها. تقطع نياط قلبى لأجلها.

عرفت منها أنه صديقها الأسود الذى تعيش معه هو ووالدته العجوز منذ خمس سنوات.. وأنه دائم الشجار معها..يعاقر الخمر.. ينسى نفسه وكل من حوله.. "إبن أمه" هكذا قالت. Mama's boy. لكنه طيب وحنون عندما لايكون مخمورا.. هكذا وصفته.و كانت كلماتها.

سألتها لماذا لاتتصل بالنجدة.. تطلب المساعدة.. قالت وسط دموعها وملابسها الخفيفة المهترئة.. "أنا بحبه". توقفت أمام ردها... ولم أعلق.

ناولتها عصيرا.. سألتنى إن كنت تعرضت للضرب من قبل.. تصورت أن سؤالها ناتج عن كونى عربية.. ربما تعتقد أن المرأة العربية تتعرض للمهانة والضرب.. أجبت بالنفى.

"كيف يمكنى أن أساعدك"؟؟ إستفسرت منها.. طلبت منى أن أوصلها إلى بيت إحدى صديقاتها. رجوتها أن تتصل بصديقتها لتأتى لتصطحبها. قالت أن صديقتها ستطلب منها حق البنزين!!

لم أشأ أن أذهب معها إلى مكان صديقتها.. زوجى كان فى زيارة الطبيب.. كنت قلقة بشأنه..ولم أرد أن أزعجه أوأسأله.. هدانى فكرى.. فعرضت عليها بعض المال.. أخذته. جلست قليلا ثم غادرت.

فى اليوم التالى.. كان الموعد الأسبوعى لجمع القمامة. وقفت العربة أمام بيتها لتأخذ ملابسها .. البعض منها لايزال ملقى على الرصيف والأخر فى الصندوق. خرجت للسائق وطلبت منه ألا يأخذ الملابس. نظر إلى بتعجب.. قائلا.. أنها موضوعة فى القمامة.. رجوته ثانية.. تركها.. ومشى.

فى المساء .. قطع ضحكهما صمت الليل الساكن.. يبدد وحشة المدينة الصامتة.. تتأبط ذراع صديقها..إنحنت تلتقط ملابسها المتسخة من على الأرض.. همت بالدخول إلى البيت.. غير عابئة لا تلوى عن شئ.