جريدة الديار
الخميس 17 يوليو 2025 07:07 صـ 22 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
‏مصر تبلغ مبعوث ترامب رفضها إنشاء مدينة للخيام جنوب غزة ”غرينبيس” إكتشاف صادم: الميكروبلاستيك في سائل المبيض البشري يُثير القلق و يتطلب التحرّك العالمي العاجل زوجة وأبناءها يقتلون شقيقها في البحيرة بسبب خلافات أسرية مصرع شقيق العريس وصديقه في حادث تصادم بالبحيرة روسيا تطلق مسيرات وصواريخ على أربع مناطق رئيسية في أوكرانيا ضبط فني ينتحل صفة طبيب في مركز أشعة بدون ترخيص بكفر الدوار مجلس الوزراء يعلن عن إجازة رسمية بمناسبة عيد ثورة 23 يوليو أسرة المتهم شهاب تتقدم باستئناف على الحكم العالم الإسلامي يرفض سياسة الاحتلال الإسرائيلي في غزة ”بنت القمر” و”توتة توتة” يسدلان الستار على عروض ملتقى حور للفنون بجامعة دمنهور في دورته الرابعة بحضور رئيس الجامعة افتتاح معرض «صنع في دمياط » بمحافظة الإسكندرية محافظ الدقهلية يترأس وفد التنمية المحلية والمحافظة ويزور عددا من مصانع تدوير المخلفات بدولة رومانيا ويقوم بجولات تفقدية لا تتوقف

أحمد سلام يكتب: «عبد الرحمن الأبنودي» في ذكراه

أحمد سلام
أحمد سلام

سيرة من رحل تبقي بعد مماته وهنا الحديث عن تجربة شاعر وثق أيامه وأيامنا في أشعاره وفي ظل عبقرية الفطرة يمكن القول پأن الشاعر عبد الرحمن الأبنودي مؤرخ عبر بالشعر من خلال العامية الأقرب إلي السواد الأعظم من المصريين.

أكتب من بعيد كمواطن مصري رصد توهج عبقرية شاعر عظيم عاش عمرا مديدآ بحساب أن تجربته كمن عاش ألف عام إلي أن رحل بعد ظهر يوم الثلاثاء 21 إبريل سنة 2015 بعد صراع مع المرض في إحدي مستشفيات القوات المسلحة عن عمر يناهز 76 شاعرا عملاقا جسد عبقرية الفطرة وقد كان لسان حال أديم الأرض المصرية وهو ما تجسد في أشعاره المعبرة عن أيام الوجع والإنكسار وفرحة النصر والإنتصار يوم أن كتب عدي النهار!.

أكتب عن الشاعر العملاق عبد الرحمن الأبنودي في ذكراه السادسة وفاءا لرجل عظيم أحب مصر وإقترب منها كثيرا حتي الرمق الأخير.

عاش "الأبنودي" غريبا عن الأرض التي شهدت فجر البداية في جنوب مصر ولكنه ظل يكتب عن حكايات الماضي من خلال أشعاره عن الأم "فاطنة" قنديل كما كان يناديها وعن جوابات "حراجي القط" وقد سافر وجال كثيرا كي يجمع أشعار السيرة الهلالية التي خلدته مؤرخا لتاريخ لم يجد من يبحر لكي يري النور وقد كان بحق حكاءا عظيما!.

رحل عبد الرحمن الأبنودي بعد صراع مع المرض وقد أضطر لترك ضخب المدينة إلي حيث الإقامة في إحدي قري الإسماعيلية ليبني بيتا محاطا بالزهور في الهواء النقي وهناك كتب روائعه الجميلة وقد ظل يكتب حتي النهاية كانت إقامة الأبنودي في قرية بالإسماعيلية بأمر الأطباء صونا له من غوائل تلوث المدينة!.

في أوراقي توثيق لأيامه الأخيرة وقد كان يشعر بدنو الأجل ليجاهر بوصيته الأليمة التي ظهرت عندما صعدت روحه إلي بارئها وقد قال حرفيا: "اوعوا تنسونى.. ومتلفونيش بعلم مصر وادفنونى بعيد عن الإسماعيلية".

مصر لم ولن تنساه وإن تألمت من غيابه لأنه الأجدر في الحديث عن آلامها الكثيرة من خلال عبقريته الفذة غير المسبوقة والتي تجلت في كتاباته الشعرية والنثرية وهي كثيرة ولاتخفي علي فطنة القاصي والداني وستظل رائعته عدي النهار موضع شجن لأنها كانت أصدق ما كتب عن أيام الإنكسار بعد نكسة 5 يونيو سنة 1967.

رحل "الخال" عبد الرحمن الأبنودي وترك مقعده شاغرا لتفقد دولة الشعراء عملاقا نبيلا لم يتخلي يوما عن نداء وطنه ليكتب ويكتب ملاحم عشق ونضال وألم وكلها بمثابة تاريخ لوطن يبتغي دوما الإلتصاق بآلامه حتي يصل لبر الأمان!.

في ذكراه السادسة.. وصية الأبنودي تحققت وقد شُيع في جنازة شعبية وسار وراء نعشه البسطاء حتي ووري الثري في مشهد مهيب عبرت فيه مصر الشعبية عن"حُبها" لشاعر عبقري لايُنسي وإن طال الزمان.