جريدة الديار
الخميس 30 أكتوبر 2025 09:52 صـ 9 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
رئيس جامعة القاهرة يهنئ عميدي الزراعة والطب البيطري الجديدين ويؤكد أهمية تطوير الأداء والارتقاء بالعملية التعليمية تموين سوهاج تضبط 16 طن سمن مجهول المصدر و 635 كيلو جبن متعفن في أحد المخازن مناشدة نجل مروان البرغوثي للرئيس الأمريكي ترمب ”هذا ما جناه والدي” أسعار الذهب اليوم الخميس أسعار العملات الأجنبية والعربية اليوم الخميس حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الخميس حريق هائل بسبب ماس كهربائي بمخزني ملابس وأحذية بباكوس غرينبيس تُطلق ”خريطة طريق” للإمارات نحو الإزدهار المستدام القائم على محاكاة الطبيعة وزيرة التنمية المحلية تتفقد محيط المتحف الكبير وتوجه برفع المُخلّفات و القضاء على العشوائيات إستعدادًا للإفتتاح إنطلاقة عالمية: معهد الإستدامة والبصمة الكربونية يفتتح فرعه في أمريكا لـ ”تأهيل المهن الخضراء” دوليًا إتحاد الجمعيات الأهلية يُهنئ الرئيس السيسي بتزامن نصر أكتوبر مع قمة السلام و إفتتاح المتحف الكبير د. إيمان كريم تجتمع بالإدارات الفنية و إدارة خدمة المواطنين.. وتوجه بمتابعة شكاوى ذوي الإعاقة

علي الرز  يكتب : هكذا تعرّفتُ على صدام

من سلسلة الكتب الجديدة التي تتوالى وتُرافِقُها أحاديثُ الذكريات، كتاب نديم الياسين مسؤول المراسم في عهد صدام حسين وعنوانه «40 عاماً مع صدام حسين». سرْد أرادَه كاتبُه أن يضيء على زوايا معيّنة في حياةِ مَن حكم العراق تمجيداً وتخليداً بل واقتراباً من «التقديس» أحياناً، لكنه مِثل كتابات ولقاءات من سبقه يؤكد للمتلقّي أن صدام كان منفصلاً عن الواقع وأن غالبية مَن كانوا حوله... كذلك.
هي مشكلةُ ثقافةٍ عربية. عقيدة حزبية. بحث عن «بطَل». تماهٍ مع «أسطورة»؟ الموضوع فعلاً ينتقل من البحث والنقاش السياسي إلى ميدان عِلْمِ النفس.

وكلما قرأ قارئ مزيداً من هذه الكتابات، ازداد قناعةً بأن المرضَ مستفحلٌ وخلاياه عدوانية مع الحاضر والمستقبل اللهمّ إلا بالنسبة إلى أولئك الذين يملكون من العجز ما يدفعهم آلياً إلى رفْع القبَضات هاتفين: بالروح بالدم.
نديم الياسين كان شاهداً على ما يُراد له أن يشهده، ومَن كان يجرؤ أساساً على الاجتهاد وتوسيع الرؤية والنقاش في ظل تلك الزنزانة القاسية؟ لكنه، وهو يسردُ ويكشفُ ويشرحُ ما سمعه حاضراً أو ما استرق السمع عنه، يوضح أكثر فأكثر أن هذا «القائد المُلْهِم» و«الرمز التاريخي» إنما ما هو إلا ذاك الرجل الذي لم يملك من الحِكمة والإدارة والحِنكة شيئاً.
«هكذا تعرّفتُ على صدام» يقول الكاتب مفتتحاً سلسلة فصولٍ غير متسلسلة زمنياً ليحكي ما رآه معه وما سمعه منه وعنه.
وبعيداً من القصص الشخصية لبدايات التحرك السري في ستينات القرن الماضي وما يتخلّلها من «هالاتٍ غير طبيعية» لصدام، وبعيداً من فصلٍ كامل يتعلق بطفولة صدام وكيف اقتحم صغيراً وكرَ ذئابٍ بخنجرٍ وعصا مكملاً سيْره إلى منزل خاله ليتعلّم... بعيداً من ذلك كله، نتوقف عند موضوعٍ واحدٍ يتعلق بجريمة العصر أي غزو الكويت وكيف كان صدام يتصرّف.
مثله مثل كل البعثيين ومَن يجاريهم في البعْثنة من التيارات الأخرى، يصف الكاتبُ جريمةَ غزوِ الكويت دائماً بكلمة «دخول».
ويكشف في سرْده لتلك اللحظات أشياء كثيرة تؤكد أن قادةَ البعث آنذاك كانوا أهلَ عنفٍ واحتلالٍ ولا علاقة لهم بأهلية الحُكْم.
ينقل الكاتب عن صدام أن كل دول الخليج بلا استثناء شاركتْ حسب زعمه في ما سماه «مؤامرةَ» خفْضِ أسعار النفط، لكنه يكشف في أكثر من موقع أنه أراد التركيز فقط على الكويت ولذلك حاول تحييد زعماء خليجيين ظناً منه أنهم يمكن أن يمنحوه غطاء للغزو.
هذه المحاولات الملتبسة تم استكمالُها بإعداد ورقةٍ سريعة تسمى معاهدة تعاون وعدم اعتداء بين الكويت والعراق خلال زيارة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد قبل أشهر من الغزو إلى بغداد وتوسيمه بأرفع وسام عراقي شكراً له على دعم صمود بلاد الرافدين.