جريدة الديار
الخميس 28 مارس 2024 03:12 مـ 18 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«فؤاد المهندس»... كوميدي مشهور وعاشق الفن والمسرح بجنون

فؤاد المهندس
فؤاد المهندس

"انت اللي قتلت بابايا" جملة شهيرة قيلت له في فيلم من شريكته الجميلة شويكار.... "هوبا ها" جملة كوميدية كان يرددها في مسرحية ما. 

أنه الفنان الكوميدي الشهير المميز فؤاد المهندس الذي من الصعب أن ننسى أعماله حيث أنها خلدت بداخلنا ولا تنسى من عقولنا. 

كبير من كبار الفنانين المخضرمين الذين مثّلوا في المسرح والسينما والتليفزيون والمذياع، كما كان له برنامج إذاعي اجتماعي يومي يُسمّى كلمتين وبس أُذيع منذ 1968، ويسلط الضوء على سلبيات المجتمع المصري على لسان "سيد أفندي".

كان فؤاد المهندس متعدد المواهب تمثيل وغناء واستعراص واخراج وأكثر من ذلك.

كما أنه خلّف كمًا كبيرًا من الأغاني في أفلامه ومسرحياته، وتميز في التليفزيون بتقديم أعمال كثيرة للأطفال أشهرها فوازير عمو فؤاد في شهر رمضان، والتي لاقت نجاحًا كبيرًا ويكون جمهوره الأول فيها "الأطفال" بالثمانينات والتسعينات. 

كما قدّم مسرحيات كثيرة للأطفال منها هاله حبيبتي. وغنى أغاني للأطفال أشهرها: "عيد ميلاد أبو الفصاد" و"رايح أجيب الديب من ديله"، واللتان لا يزال يرددهما الأطفال إلى الآن. 

كما أنه دخل تجربة الإنتاج السينمائي عندما أنتج الفيلم الكوميدي فيفا زلاطا، إلا أنه لم يلقَ نجاحًا في وقتها، النجم فؤاد المهندس أخ للإذاعية العملاقة صفية المهندس.

فهو فؤاد زكي محمد المهندس. من مواليد 6 سبتمبر 1924، ولد في حي العباسية، في القاهرة. 

وهو الطفل الثالث في العائلة بعد أختين هما صفية المهندس ودرية المهندس، والشقيق الرابع سامي المهندس، نشأ بمدارس العزب التركية التي كانت لها فضلًا كبيرًا على تكوين شخصيته الصلبة.

كان منزلهم قلعة للحفاظ على اللغة العربية حيث أن والده هو العالم اللغوي زكي محمد المهندس، وأتقنها من خلال أبيه الذي كان صاحب الفضل الأول في تنمية مواهبه الفنية، وقد ورث عنه خفة الدم وحضور البديهة وسرعة الخاطر الذي ميّزه في مشواره الفني.

وبعد ذلك لتحق بـكلية التجارة، إنضم لفريق التمثيل بالجامعة، وشاهد الفنان الراحل نجيب الريحاني، وأُعجب به في مسرحية الدنيا على كف عفريت، فانضم لفرقته المسرحية لعله يحظى بأحد الأدوار، إلا أن الريحاني لم يساعده كثيراً، وبعد وفاته إنضم لفرقة ساعة لقلبك منذ تأسيسها في مطلع الخمسينات، وكانت هذة بدايته مع التمثيل.

كان النجم فؤاد المهندس وشويكار ثنائي مميز ومن أشهر الثنائيات الكوميدية في السينما والمسرح العربي، والتقيا للمرة الأولى في مسرحية السكرتير الفني. 

عشق المسرح وقدم أفلام كثير الأهمية أنه كان المسرح من أعظم ماقدم ومن أهم ابداعاته.

ويرى المهندس أن الفن له رسالة سامية وهي خدمة المجتمع، ولأنه يحب الأطفال، كان يبحث عن عمل يلتقي به بالأطفال، وقد حالفه التوفيق في ذلك بعد أن قدم فوازير عمو فؤاد التي تابعها كل الأطفال في مصر والعالم العربي.

قدّم "الأستاذ" جيلا كوميديا من الطراز الرفيع، وكان عادل امام هو "ابنه البكر" كما كان يحلو له دائما أن يناديه، ولم يبخل "الأستاذ" بالوقوف خلف تلميذه في عدد من أفلامه.

 استحق الكبير فؤاد المهندس اللقب الذي يطلقه عليه الجميع بلا استثناء "الأستاذ"، فهو شنبو في المصيدة وفيفا زلاطا، وهو الزوج المغلوب على أمره "محمود" في ساعة لقلبك، وهو البغبغان في "عيد ميلاد أبو الفصاد".

وكانت قد تحدثا شويكار أنه عرض عليها الزواج أثناء تقديم مسرحية أنا وهو وهي، ليخرج المهندس عن النص لأول مرة في حياته قائلا: "تتجوزيني يا بسكويتة ؟!"، وتزوجا بعد الانتهاء من تصوير فيلم هارب من الزواج، وكانت شويكار ترتدي في المشهد الأخير فستان عروسة وطرحة، وكان فؤاد المهندس يرتدي بدلة وكارفت، فاستغل الاثنان هذا المشهد وذهبا بعد التصوير إلى المأذون في الساعة الثانية صباحا لتُتوج قصة حبهما بالزواج، وذهب معهما المخرج حسن الصيفي وزوجته الفنانة زهرة العلا، وكان ذلك في نوفمبر 1963.

ثم حدث الطلاق بينهما بعد زواج دام 20 عامًا، ولكن مع وقوع الطلاق، إلا أن أعمالهم الفنية استمرت مثل: مسرحية روحية اتخطفت ومسرحية مراتي تقريبا، وأيضا مسلسل أحلام العنكبوت وفيلم جريمة إلّا ربع، بالرغم من الانفصال، حرصا على استمرار علاقة الصداقة بينهما، خاصة أن فؤاد يعشق الطعام من يد شويكار، واستمرت علاقة الصداقة لمدة 20 عامًا حتى وفاة المهندس في 2006، وكانت معه حتى آخر يوم في حياته. 

اعترفت شويكار في إحدى اللقاءات بأنها لم تحب سوى فؤاد المهندس، وتصفه بحب عمرها الذي لم تبتعد عنه حتى آخر لحظات حياته.

وكانت بداية تألقه في الغناء في اعماله في مسرحية أنا فين وأنت فين بأغنية "رايح أجيب الديب من ديله"، وبعدها توالت الأغنيات بالأعمال الفنية، وقد قدم العديد من الأغنيات للأطفال لأنه كان يحب الغناء منذ الصغر، حيث كان رئيساً لفرقة الأناشيد في المرحلة الابتدائية.

توفى في يوم 16 سبتمبر عام 2006، عن عمر يناهز 82 عامًا، على أثر أزمة قلبية مفاجئة وحادة للغاية، نتيجةً لفزعه الشديد بعد مشاهدته سقوط جزئي لسقف غرفة النوم بمنزله بالزمالك، نتيجة نشوب حريق هائل بها، وقد نجا منه بإعجوبة كبرى.

وقد رحل المهندس بعد رحيل رفيق عمره عبد المنعم مدبولي بشهر واحد فقط.