جريدة الديار
الخميس 24 يوليو 2025 10:16 مـ 29 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
نداء استغاثة لإنقاذ المهاجرين العالقين في البحر المتوسط إصابة 15 شخص في تصادم ميكروباص وربع نقل على طريق دكرنس أمام مضرب فرعون بالدقهلية تصاعد التهديدات البحرية في البحر الأحمر: هجوم على ناقلة رفض عربي وإسلامي واسع لمصادقة الكنيست الإسرائيلي على الإعلان الداعي إلى فرض ما يسمى بـ”السيادة الإسرائيلية” على الضفة الغربية دعوة لفتح ممرات إنسانية آمنة ووصول المساعدات إلى قطاع غزة تعزيز للعلاقات الاستراتيجية: الصين تعرض دعمها لروسيا في حادث الطائرة مصر تستهدف تحسين جودة الحياة في القرى والمدن من خلال المخططات التفصيلية السيطرة على حريق بكابينة كهرباء في القليوبية دون خسائر بشرية فرق الإطفاء تكافح حريق أليكساندروبوليس بمساعدة الطائرات وطائرات الهليكوبتر مصادر: إسرائيل ترفض طلب حماس وتعتبره غير مقبول إكتشاف ”عمالقة الملح” في البحر الميت .. آفاق علمية و بيئية و إقتصادية اليابان تحث كمبوديا وتايلاند على تجنب التصعيد العسكري

في ذكرى وفاة ”عمر المختار” شيخ المجاهدين وقائد أدوار السنوسية في ليبيا

عمرو المختار
عمرو المختار

وجد عمر المُختار نفسه قد تحوَّل من مُعلّم للقرآن إلى مُجاهد يُقاتل في سبيل دينه وبلاده لدفع الاحتلال عنها. وكان قد اكتسب خبرة كبيرة في أساليب وتكتيكات الحروب الصحراويَّة أثناء قتاله الفرنسيين في تشاد،

السيد عمر بن مختار بن عمر المنفي الهلالي، الشهير بعمر المختار، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين ولقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.

وكان له معرفة سابقة بجغرافيَّة الصحراء وبدروبها ومسالكها وكل ما يتعلَّق بها، فاستغل هذه المعرفة وتلك الخبرة ليحصل على الأفضليَّة دومًا عند مجابهته الجنود الإيطاليون غير العارفين بحروب الصحراء وغير المعتادين على قيظها وجفافها.

أخذ المختار يقود رجاله في حملاتٍ سريعة على الكتائب العسكرية الإيطاليَّة، فيضربوهم ضرباتٍ موجعة ثمَّ ينسحبون بسرعة إلى قلب الصحراء. عمل المجاهدون الليبيّون على مهاجمة الثكنات العسكريَّة الواقعة على أطراف الصحراء، وإيقاع الرتل وراء الرتل في كمين، وقطع طرق المواصلات والإمدادات على الجيش الإيطالي، وقد أصابت هذه الهجومات المسؤولين العسكريين الإيطاليين بالذهول ، وأُحرج الجيش الإيطالي أمام الرأي العام في بلاده بعد أن لم يتمكن من إخماد حركة بعض الثوَّار البدو غير المدربين عسكريًّا.

وحارب عمر المختار الإيطاليين منذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا . وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.

حصد عمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من الاستعمار الأوروبي في حينها، وحثت المقاومين على التحرّك.

وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّق على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالمين الشرقي والغربي على حد سواء، فكبر المختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشعراء المختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان "أسد الصحراء"، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي - الأمريكي أنطوني كوين دور عمر المختار.